اوامر صادرة من الميدان القديم

rodenyبعد الكلمات المتقاطعة التي دوخنا بها والمصطلحات التي يستعملها وكانت محببة لدى بعض مثقفي الستينات اقدم امس ابراهيم الجعفري وزير الخارجية على خطوة ضد القانون والدستور والمنطق بتحويل 10 موظفين من السلك الاداري الى السلك الدبلوماسي.
ويبدو ان سبب هذه الخطوة عدم اهتمام الناس بما يقوله سابقا من احجيات فاراد ان يجبرهم على قراءة هذه الاوامر الصادرة وبالقوة من اجل زيادة وتوسيع رقعة شهرته المنخورة اصلا.
وعزز هذه الاوامر بقائمة الاسماء المحولة الى السلك الدبلوماسي وعلى رأسهم شيروان الوائلي نجل مستشار رئيس الجمهورية وشقيق وكيلة الوزارة هالة شاكر وابن شيخ عشيرة الزيباري.
واذا ظل الجعفري محتفظا بهذا المنصب فسيتم تغيير اسم وزارة الخارجية الى “وزارة اولاد المنطقة الخضراء”.
واكتشف اولاد الملحة وهم في غاية الدهشة ان جل هؤلاء لايجيدون سوى التحدث باللغة العربية وبالمقابل قرأوا التعميم
الصادر عن الدائرة الادارية في وزارة الخارجية موقع من قبل رئيس الدائرة السفير حيدر العذاري ، والمتضمن اتاحة الفرصة لبعض الاختصاصات كالعلوم السياسية والقانون واللغات والاقتصاد والاعلام، التنافس لانهاء دورة التأهيل الدبلوماسي المزمع إقامتها في الايام المقبلة.
كما قرأوا تعميما آخر يتضمن عدد الذين اصبحوا دبلوماسيين بسبب الواسطة وليس الكفاءة ومنهم موظفي قناة بلادي الفضائية الذين اصبحوا يحملون عناوين دبلوماسية متقدمة واصبحوا رؤوساء ومعاونين في دوائر مهمة رغم ان مدة خدمتهم لاتتجاوز السنتين وهي خدمة لاتأهلهم لهذه المناصب الا بعد مرور 5 سنوات حسب قانون الخدمة الخارجية.
ومادام العراق اصبح محافظة من الدرجة الثانية تابعة ل”قم” ومادام هناك من يرفع اعلاما ايرانية في احدى المحافظات(القادسية) ومادام الصدر يدير سياسة البلد مثل لاعب شطرنج مبتدىء فالامر ليس غريبا على الجعفري ان يضع بنود القانون في جيبه الخلفي (اذا كان لديه جيب) ويتصرف بوزارة من اهم الوزارات وكأنها ضيعة من ضيعات اللي خلفوه.
ماعلينا…
المهم ان السادة النواب سيجتمعون غدا تحت قبة البرلمان وقيل انهم اشتروا غطاء ابيض للرأس وآخر للوجه حتى يخفوا شخصياتهم التي شبعت ذلا واهانة.
ولكن هل ينفع هذا الغطاء في ستر العيوب ام انهم مازالوا يتطلعون فقط للدولار الازرق.
نعتقد ان اللون الازرق هو المحبب وطز بالشعب.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.