اهلًا بالديكتاتور الصغير

اولاد الملحة ليسوا معنيين بالطريقة التي يستلم فيها احد قيادي الكتل الطائفية منصبا وزاريا ومنهم المثال الصارخ السيد علي الأديب حفظه الله ورعاه وأدام ظله على وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
كما انهم ليسوا معنيين باهتمام هذا الأديب في بناء الجوامع داخل الجامعات بدلا من تطوير ادائها العلمي.
فالأديب ليس حالة خاصة،انه نموذج لتخبط الجهلاء في زمن أغبر ومرحلة من أشد المراحل تعاسة يمر بها العوراق العظيم بشعبه “الكهفي”،مقتبسة من قاموس أهل الكهف،فليس غريبا مثلا ان يرن الهاتف في بيت احدهم ليعرف صاحبه انه اصبح وزيرا وعليه ان يباشر عمله في اليوم التالي،وهذا الوضع ينسحب على المناصب القيادية الاخرى لان العراق اصبح زريبة يبحث ساكنيها عما يهضموه بعد ان يشموه جيدا.
هذا الأديب ،وهو مشروع ديكتاتور صغير،اصدر فرمانه قبل ايام بإغلاق الملحقية الثقافية في هولندا اثر تكريمها لأحد الصحفيين.
الصحفي هو جاسم المطير،الذي امتدت إبداعاته الثقافية على مدى نصف قرن.
عرفته زميلا صحفيا ومؤرخا وكاتبا للقصة القصيرة وإنسانا قبل هذا وذاك يعشق فيما يعشق هواء العراق ورطوبة البصرة.
هذا اللامع الذي تعدى عقده السابع قال ذات مرة في احدى مقالاته الساخرة ان نوري المالكي لايصلح حتى للعمل في احد المولات.
زعل سيدنا علي الأديب القيادي في حزب الدعوة من هذا التشبيه اذ كيف يجرؤ احدهم ان يتطاول على ولي نعمته وهو يقود بلدا اثبت لكل العالم ان تجربته في الحكم فريدة من نوعها حتى انهم طالبوا البرلمان بضرورة مخاطبة الجهات الطبية المعنية باستنساخ شخصه بدلا من ان يوضع تمثاله النصفي في معرض تجاري.
وجاءت المناسبة سانحة حين أقامت الملحقية الثقافية في هولندا حفل تكريم لمجموعة من الإعلاميين البارزين وكان من بينهم زميلنا العزيز جاسم المطير.
وسرعان ما اصدر فرمانه بإغلاق الملحقية وطرد العاملين بها.
يقول الفرمان الذي يحمل رقم 4931″إستنادا الى الصلاحيات المخولة لنا بموجب نظام الدوائر الثقافية رقم 8 لسنة 1989 وبناء على مقتضيات المصلحة العامة تقرر الآتي:
1-تعليق العمل بالدائرة الثقافية/هولندا.
2-عودة الاستاذ الدكتور جواد مطر رحمه المستشار الثقافي في الدائرة الثقافية ،هولندا،الى مكان عمله السابق.
3-إنهاء خدمات المستخدمين المحليين العاملين حاليا في الدائرة الثقافية ،هولندا.
مبروك لنا لهذه الديمقراطية الساقطة ومبروك لزميلنا المبدع جاسم المطير لحصوله على شهادة حسن السيرة والسلوك من السيد علي الأديب حفظه الله من اجل مزيد من قرارات “التعليق” وبناء المساجد في جامعات العوراق العظيم.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.