راح فؤاد يقص عليّ حكاية والده المؤلمة، وربيعه الخامس والعشرين يعربد فوق كل تقاطيعه.. سرح في سلسلة الجبال التي تفصلنا عن مقاطعة سان دييغو، ذرف دمعة ـ شعرت بوهجها ـ ثم قال: مات أبي في العاشرة من عمره، ولكنهم لم يدفنوه إلا عندما بلغ عامه الخامسة والخمسين! صعقتني عبارته تلك…
تحققت عندها من أن بعض الناس يموتون قبل أن يُدفنوا بسنين…
…
كان والده الذكر الوحيد لوالديه.. أرسلته أمه يوما وفي العاشرة من عمره إلى شيخ القرية كي يتعرف على الله،
فعاد إليها يحمل نعش الله… اعتدى عليه الشيخ جنسيا! من يومها ـ وكعادة كل ضحايا الإغتصاب الذين لا يعاد تأهيلهم النفسي ـ فقد تواصله الروحاني والعقلي والعاطفي مع الحياة.
لفلفوا القضية ليس احتراما لطفولته، بل احتفاظا بسمعة “سماحة” الشيخ… عندما بلغ عامه الـ ١٨، ورغم هشاشته الفكرية والعاطفية زوجوه وأرسلوه مع زوجته إلى أمريكا حيث تعيش أخته… لتبدأ كارثة أخرى، كارثة الانجاب والتربية.. ويتابع فؤاد، أصغر أولاده الأربعة: أبي ضحيّة ونحن ضحايا الضحية!
…. (نزكي لكم قراؤة : داعية يعتدي على براءة طفل أربع مرات اثناء تحفيظه القرآن)
لا أعرف لماذا أسرتني قصة فؤاد ووالده أكثر من كل القصص التي سمعتها في حياتي… ربما عبارة فؤاد تلك طرقت على وتر حساس من أوتاري! من منا لا يعرف شخصا مات قبل أن يُدفن بسنين؟؟؟ تساءلت وأنا ألملم أوراقي لأستعد ليوم جديد..
….
البارحة كنت في اجتماع غير رسمي مع مجموعة من النساء.. جئن إلى بيتي لنتحاور في موضوع مؤتمر نسائي تحت عنوان “كيف نعلم النساء حول العالم أن يكنّ قادة” كاثي من اوكرانيا… مارتا من كوبا… ندى من فلسطين.. بهار من ايران… سهر من السعودية… شيرين من مصر… وأنا! لكل منا قصة ولكلّ منا وطن جريح… يختلف شكل الجرح وعمقه، لكن كل جروحاتنا تنزف!
….
اليوم وقبل أن أبدأ النهار توجهت إلى مقهاي المفضل لأستمتع بفنجان قهوتي الصباحي. ذلك الفنجان الذي تربطني نكهته بالكون، فأستعيد طاقتي المستنزفة من خلال هذا الترابط! في طريقي خارج المقهى تلقفتني مجموعة كبيرة من النساء، ظننتهن للوهلة الأولى مظاهرة لدعم هيلاري أو لإسقاط ترامب.. لكن اللافتات الكبيرة التي يحملهن والتي تقول:
Free Hugs
(عناق مجاني) لفتت نظري، ولم أشعر إلا بجسدي وقد ارتمى بين أيادهن… المرأة هي منبع لا ينضب للطاقة، لأنها هي الكون.. هذا ما شعرت به خلال تلك اللحظات التي عانقتني خلالها نساء لا أعرفهن… تركن مكاتبهن في البناية المجاورة للمقهى وهنا بلباسهن الوظيفي وقررن أن يرسمن ابتسامة على وجه كل عابر….
…..
أسرعت إلى سيارتي ورغبة حارقة تدفعني أن أضع النقاط على الحروف، وأنجز مهمة المؤتمر… علّ المرأة في شرقنا المعذب تقود يوما فتزلزل الأرض تحت أقدام رجال استنزفوا كل الفرص لإثبات أنهم لا يصلحون للقيادة..
…
انهضي أيتها المرأة وزلزلي الأرض تحت أقدامهم.. وابدأي بحرق شيخ القرية حيا!
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- EAZ Solution Eazy Fix 12.9.2710678376 Download 2025 Editionبقلم أبو العلاء المعري
- Download StudioLine Web Designer 5.0.6 Full Installerبقلم أبو العلاء المعري
- Driver Genius Platinum 23.0.0.137 Download Free For PCبقلم أبو العلاء المعري
- SysTools Image Viewer Pro 5.0 Free Download For Windows 11بقلم أبو العلاء المعري
- VenueArc Download For Windows 11بقلم أبو العلاء المعري
- Silverbullet 0.7.6 Download For Windows PC Freeبقلم أبو العلاء المعري
- Symantec Endpoint Protection 14.3.12154.10000 Download For Windowsبقلم أبو العلاء المعري
- Pinnacle Imaging HDR Expose 3.7.0.13816 Download Free For Allبقلم أبو العلاء المعري
- Articulate Studio 13 Pro V4.11.0.0 Download Free Portable Versionبقلم أبو العلاء المعري
- DMS-Shuttle 1.4.0.130 Download For Windows (Cracked)بقلم أبو العلاء المعري
- Oasys Frew 20.0.10.0 Free Version Downloadبقلم أبو العلاء المعري
- Download Russian Visual Vocabulary Builder 1.3.1 For Windows Freeبقلم أبو العلاء المعري
- IPixSoft Video Slideshow Maker Deluxe 6.0.0 Download For Windows 11بقلم أبو العلاء المعري
- Cisdem AppCrypt 3.5.1 Download With Patchبقلم أبو العلاء المعري
- O\u0026O BlueCon 22.0.13009 2025 EXE Download Linkبقلم أبو العلاء المعري
- Digital Video Repair 3.7.1.2 (2025) EXE Downloadبقلم أبو العلاء المعري
- GBurner Virtual Drive 5.2 Offline Installer Downloadبقلم أبو العلاء المعري
- Trisun PC WorkBreak 10.1.038 (2025) EXE Downloadبقلم أبو العلاء المعري
- SysTools Excel Recovery 4.1 (2025) Download For PCبقلم أبو العلاء المعري
- Nuclear Coffee VideoGet 8.0.11.141 Download Cracked Versionبقلم أبو العلاء المعري
- EAZ Solution Eazy Fix 12.9.2710678376 Download 2025 Edition
أحدث التعليقات
- تنثن on الايمان المسيحي وصناعة النبؤات من العهد القديم!
- Hdsh b on الايمان المسيحي وصناعة النبؤات من العهد القديم!
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
خير الكلام … بعد التحية والسلام ؟
١: نعم لكل إمرأة في أوطاننا قصة مؤلمة ، والمؤلم أكثر أنهن من يحمل جرح وطن لازال ينزف بسبب عفونة أفكار الكثيرين من الذكور ومنهن ؟
٢: عندما يحرقن شيخ القرية سيتعض من في المدينة وسيقطعن شلال التخلف نحوهن ، فالعلة ليست فقط في الذكور بل في النساء اللواتي يسكتن عن حقوقهن وعن المحذور ؟
٣: وأخيراً …؟
منطق {عندنا تترشح مئة سيدة لبرلمان ما ولاتفوز عشرة منهن ، فالعلة ليست في الرجال بل في النساء اللواتي لم ينتخبوهن ، أليس نصف المجتمع منهن ، سلام ؟