انطونا شوية نفطات يامحسنين

iraqbigestthiefكان من المفترض بعد ان اثارني الدكتور جعفر المظفر في مقالته امس الاول “الشيوعيون العراقيون وانحيازاتهم الطائفية”ان يكون العنوان للحديث عن “مآثر” بعض الشيوعيين في هذا الزمن الاغبر وكيف قلبوامناهج ماركس ولينين الى الى دعاء للائمة الابرار ولكني عزفت عن ذلك لمعرفتي بان الكلام لايثمر سوى وجع الدماغ.
كنت اتحاشى التعرض الى الشيوعيين احتراما للحزب الذي انحني لبعض رجاله احتراما لما قدمه لهذا الشعب الغلبان على مر 81 سنة من عمره ولكنها مرحلة “السوشي” – شيعي سني حسب الطلب- الحالية.
وكنت مصرا وما ازال على القول ان الشيوعيين التقليديين لايعرفون من الديمقراطية الا مؤخرتها..تراهم يحبّرون الاوراق ويدبجوا الكلمات وهم في بيوتهم اكثر من صاحب العمامة ديكتاتورية.
ماعلينا…
ليغضب البعض،وليضرب البعض الآخر رأسه بالحائط فالكارثة التي وصل اليها العراق يتحمل بعض شيوعيي الستينات جزءا كبيرا منها لأنهم يعتقدون ان الله في السماء وهم في الارض وهذه كارثة العقول التي لاتريد ان تتطور ولاتغير لغتها مهما استجدت الظروف.
هم ماعلينا..
وكانت الغلبة في هذا اليوم،كالعادة،لوزارة التخطيط.
كلما اقرأ خبرا لوزارة التخطيط “يكزبر”جلدي واصاب بالدوار المضاعف (دوار البحر،الفوبيا،ووزارة التخطيط).
قبل كل شيء اريد ان اسأل هل من منصف يجيبني على سؤال :كم لوكي في العراق؟واذا كانت الاجابة صعبة فلنسأل:كم لوكي في المنطقة الخضراء؟.
تجبرنا هذه الوزارة بين الحين والآخر ان نتعلم مبادىء الحساب وليس الرياضيات وتدخلنا مجانا الى روضة المعرفة لنتعلم واحد ضرب واحد يساوي كم؟.
زفت لنا وزارة التخطيط أمس خبر ارتفاع معدلات الفقر بين العراقيين الى أكثر من 30% خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
اذا افترضنا ان عدد سكّان العراق الان 30 مليون فهناك 3 ملايين فقير وهو رقم غير دقيق بالمرةاذا احتسبنا عدد النازحين وبطالة الخريجين والعدد غير المحسوب من الاميين والذين يسكنون بيوت التنك في الصحراء.
منذ سنوات والبرلمان”يناضل” من اجل ان يبدأ تنفيذ التعداد السكاني وتقف المحاصصة في وجهه مادة له الابهام بالتهديد،ومن هنا نجد ان الارقام التي تذكرها هذه الوزارة غير دقيقة.
هاهم رجال مذهبنا يستلمون السلطة بعد نضال “مرير” فماذا قدموا لشعبهم سوى السرقة وركضة طويريج والقامة والقيمة وكسب بعض الشيوعيين القدامى؟.
ويقر المتحدث باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي إن “موجة النزوح الأخيرة لعدد من المحافظات والتي كان آخرها نزوح مواطني محافظة الأنبار سيزيد من معدلات الفقر في العراق الى نسبة أكثر مما سجلناها نهاية العام 2014
ونلطم مع الهنداوي حين يقول أن “النسب المتوقعة لمعدلات الفقر هي أن ترتفع الى نحو 30،5% خلال الأشهر الثلاثة المقبلة”.
ويشاركنا في اللطم نقيب الصيادلة عبد الرسول محمود الذي أكد بأن الإنتاج الوطني لصناعة الأدوية لا يغطي أكثر من 15% من حاجة البلاد(أي ان هناك ملايين المرضى لايجدون الدواء المناسب واذا وجدوه فسيجدون انهم في خانة النسبة المئوية للفقر).
والله حيرة ياناس،ربع مليون الشعب فقير والربع الثاني لايجد الدواء والربع الثالث عاطل عن العمل والهوامير يشربون الشاي الكسكين في المنطقة الخضراء.
فاصل حزين:كما قلت لكم امس ان الشاي الكسكين وصل الى مدننا المقدسة وباتت وأيم الحق غير مقدسة.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.