انزاح المالكي ؟ صدك ؟ جذب ؟

nourimalkiلست اعرف ان كان العراقيون قد تخلصوا فعلا وبلا رجعة من لزكة جونسون المالكي ام ان الايام القدمة ستحمل مفاجآت غير سارة مثل كل المفاجآت المفجعة التي تطالعنا يوميا ومنذ اكثر من 40 عاما ، فرغم مانسمع من اخبار عن تكليف حيدر العبادي بتشكيل الحكومة لكني لست متفائلا ابدا بان هذا التكليف سيحل اي مشكلة ماعدا مشكلة التخلص من الخلفة الزفرة لابو بريص المالكي ، فلا اظن ان السلام سيحل في هذا البلد المذبوح مع ترشيح انسان ينتمي الى حزب ديني وطائفي مرة اخرى لرئاسة الوزراء ، اذ كيف يكون مثل هذا الانسان مقبولا لدى اغلبية العراقيين وهم الف ملة وملة؟
نحن ندرك ان لا مجال لترشيح أنسان علماني لترأس الوزراء بوجود هذه التركيبة السكانية وما نتج عنها من عقلية فئوية ادت الى غلبة التيارات التي تتلبس بالدين والطائفة وتصدرها الساحق للمشهد السياسي ، فالعلمانيون (ورغم ايماني بانهم مجاميع لايستهان باعدادها وبافكارها) مجرد اصوات متفرقة نسمعها من هنا وهناك لكن لا من تنظيم قوي يجمعهم ، والاهم ان لايوجد من يدعمهم بالاموال من دول الجوار ،بعكس الاحزاب الدينية التي تقبض رواتبها من مخابرات ايران والسعودية وغيرهما من جيران السوء .
بين الاسماء التي طرحت لاستبدال المالكي قرأنا اسم الروزة خون (ويكولون طبيب) ابراهيم الجعفري الذي جربناه مرة ولم نصدق كيف انقلع هو ولغته الطلسمية غير المفهومة وتنفسنا الصعداء بخروجه في حينه لاننا لم نكن نتوقع ان من سيأتي بعده سيكون اسوأ بكثير منه ، فهل يمكن ان يتحمله العراقيون مرة اخرى ؟ كما قرأنا اسم حسين الشهرستاني وزير الكهرباء الذي لم يستطيع اضافة امبير واحد الى الكهرباء طوال 4 سنوات وهي فترة توليه الوزارة فكيف لو تولى رئاسة الوزراء ؟ وقرأنا اسم الحرباء احمد الجلبي حرامي عمان الذي تلون بالف لون ولون ولحس العشرات من الاحذية عسى ان يحصل على موطيء قدم في الحكومات المتعاقبة دون جدوى ، وقرأنا اسم هادي العامري وزير النقل وابو المحروس الذي منع طائرة لبنانية قادمة من بيروت من النزول في مطار بغداد لانها احترمت التزاماتها ولم تنتظره ساعتين او ثلاثة حتى يصحو من النوم ويقضي حاجته ويتريك ويشرب الجاي ، فماذا سيفعل لو اصبح والده رئيس وزراء ؟ كما قرأنا اسم شخصين من حزب الدعوة هما حيدر العبادي وطارق نجم مسبوقين بكلمة دكتور ولست اعرف في اي مجال حصلوا على الدكتوراه لكن الذي اعرفه انهم من نفس حزب المالكي ، واليوم تم تكليف احدهما رسميا بتولي الرئاسة فهل سيكون بعقلية مختلفة في التعامل مع المصائب التي تحل يوميا بالعراقيين؟
والسؤال الاهم ، هل سيسمح العراقيون بان يخرج المالكي من رئاسة الوزارة ليتمتع بما سرقه من مليارت من اموال العراقيين بمباركة ايران وامريكا و يتم مسامحته على كل حماقاته و نذالاته التي خربت البلاد خلال 8 سنوات حتى وصلنا الى مانراه اليوم من تمزق؟ وهل سيترك العراقيون جرائم الاخرين الذين كانوا في مواقع السلطة مثل الطائفي الاخر رئيس مجلس الدواب اسامة النجيفي الذي سلم هو وشقيقه الموصل الى كلاب داعش لتعيث فيها خرابا ودمارا لمجرد النكاية بالمالكي؟ هل يصفح عن هذين الخائنين ودون ان يحاكما على مشاركتهما في جرائم الابادة ضد المسيحيين والشبك والايزيديين بل وحتى السنة الرافضين لبربرية داعش ؟
اذا تم ترك هؤلاء السفاحين بدون عقاب فلا امل في اصلاح العراق ولا جدوى من ان نتوقع ان يكون رئيس الوزراء القادم شريف و ابن اوادم وهو يرى ان جرائم السياسيين لا تقع تحت طائلة العقاب كما تفرض الديمقراطية التي زرفو ادمغتنا بها وتبين انها في دول الشرق مجرد غطاء لايصال السفلة الى السلطة بالاعتماد على غفلة وغباء الاغلبية التي تنتخب بلا تفكير في بلاد تتقهقر كل يوم الى الوراء . ولاثبات مدى زيف هذه الديمقراطية الموعودة نراجع ماحدث لدينا ونحن نعيش تجت ظلها الوارف الجارف
اولا كان هناك دستور يفرض ان لا يتكرر رئيس الوزراء لاكثر من دورتين ،لكن الدستور تغير بكل بساطة بحسب اهواء المالكي كي يستوعب شراهته الى البقاء في السلطة
ثانيا كان نفس الدستور يفرض تكليف القائمة الاكبر بتشكيل الحكومة ، ولم تكن قائمة المالكي هي الاولى في الانتخابات السابقة ، لذا سارعت المحكمة الدستورية بالافتاء ان المقصود بالقائمة لاكبر هي الكتلة الاكبر التي تتشكل تحت قبة البرلمان فاجتمع الفرقاء وشكلوا تلك الكتلة الطائفية وبقي المالكي جاثما على صدورنا اربعة سنوات اخرى، واليوم عندما قرر حتى شركاؤه ان لا يستمر بقاؤه في السلطة اكثر اراد ارهاب معارضيه بالتهديد بفتح نار جهنم على العراق ثم اصدار اوامره بمحاصرة الجيش لمنازل خصومه لكن كل تلك السفالات لم تنفع وتم ترشيح شخص اخر اتمنى ان يكون ذا عقل وتروي وان يعرف ان العراق ليس ضيعة ورثها من حبوبته يصول ويجول فيها هو وحزبه بل امانة عليه ان يحافظ عليها وعلى من فيها من بشر

الايام القادمة حبلى بالاحداث

وعسى ان لاتكون تلك الاحداث كما يقول المثل : عالخير وعالبركة…. حبلت وجابت تنكة

About يونس حنون

كاتب عراقي ليبرالي مواليد عام 1958 وطبيب اختصاصي في الامراض الباطنية كان ممنوعا من السفر وتحت المراقبة في عهد حزب البعث بسبب الشك بولائه للنظام بدأ الكتابة بعد سقوط نظام البعث ووصول الاحزاب الدينية الى السلطة هاجم في كتاباته الحكومات الفاسدة التي تعاقبت على السلطةخاصةاعضاءالاحزاب الدينية للطائفتين وفضح ارتباطاتها المشبوهة و اجرامها الذي يناقض ماتدعيه من تدين ،مما وضعه في دائرة الاستهداف وتهديد حياته بالقتل خاصة من عصابات جيش المهدي فاضطر الى مغادرة العراق الى عمان عام 2007 حيث يقيم منذ ذلك الحين يقوم بارسال مقالاته عبر صديق يعيش في الولايات المتحدة الامريكية كاجراء وقائي لتجنب كشف موقعه بدأ في كتابة مقالاته في موقع كتابات العراقي عام 2004 تحول الى الكتابة الى موقع الحوار المتمدن لكونه اوسع انتشارا ويتميز بالتواصل بين الكاتب والقراء مقالاته تستنسخ وتنشر في عشرات المواقع العربيةذات التوجه العلماني والليبرالي للكاتب ايضا مدونة خاصة تم افتتاحها يوم 5 مايس 2010 http://www.yunishanon.com
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.