انتحرتْ لأنها لا تستطيع الإجهاض

أشارتْ إحدى الضحايا (أمل) إلى وجود طبيب في أحد أفرع المخابرات في دمشق يُطلق عليه اسم “السيد سيتامول” الذي كان يقوم بجولات على الزنزانات لتسجيل تاريخ الدورة الشهرية لكل امرأة وتوزيع حبوب منع الحمل. قالت أمل : “كنا نعيش في القذارة والدم والغائط وبدون مياه ٍوتقريباً بدون طعام، ولكننا كنا نعيش هاجس الحمل، ونأخذ هذه الحبوب بمواعيدها. وعندما تتأخرموعد الدورة الشهرية في إحدى المرات، أعطاني الطبيب بعض الحبوب التي تسببتْ بآلام ٍشديدةٍ في البطن طوال الليل”. إنها شهادة هامة من أجل إثبات الاغتصاب المتعمد أثناء الاعتقال. على الرغم من ذلك، وُلد بعض الأطفال جراء أعمال الاغتصاب الجماعية، مما أدى إلى مآسٍ متتالية. انتحرتْ فتاةٌ شابةٌ في اللاذقية لأنها لم تتمكنْ من الإجهاض، وسقطتْ فتاةٌ أخرى من شرفة منزلها في الطابق الأول بعد أن دفعها والدها، وعُثر على بعض الأطفال الرضع في شوارع درعا. قالت عضوة الائتلاف الوطني السوري علياء منصور يائسة : “كيف يمكن مساعدة هؤلاء النساء؟ إنهن خائفات جداً لدرجة بقائهن محبوسات في شقائهن دون الحصول على مساعدة بعد خروجهن من السجن”.
روت لنا الشاعرة السورية في حمص لينا طيبي أن إحدى النساء نجحتْ في إجراء حوالي خمسين عمليةً لغشاء البكارة على فتيات مُغتصبات تتراوح أعمارهن بين 13 و16 عاماً خلال أسبوع واحد وبشكل سري جداً، وقالت: “إنها الوسيلة الوحيدة لإنقاذ حياتهن”. ولكن العائلات تتفتت، والأزواج يرحلون ويُطلّقون زوجاتهم. قامت إحدى العائلات بحمص بجمع أمتعة زوجة ابنها بهدف طردها من المنزل حتى قبل خروجها من السجن. كما يسارع بعض الآباء إلى تزويج بناتهم إلى أول شخص يطلب الزواج منهم مهما كان عمر الزوج. قالت إحدى طالبات الحقوق التي لم تتجرأ على الإفصاح عن مأساتها أمام أي شخص، ولا حتى أمام زوجها، قائلة: يهتم العالم بأسره بالأسلحة الكيمائية، ولكن الاغتصاب بالنسبة لنا نحن السوريات هو أسوأ من الموت” ”

This entry was posted in الأدب والفن, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.