اليهود والعرب خارج فلسطين أصدقاء وداخل فلسطين أعداء

jewpalastinekissهنالك ظاهرة وملاحظة غريبة عن العرب المسلمين الذين يعيشون في الأمريكيتين وفي أوروبا وفي أستراليا أي خارج معالم وحدود الوطن العربي الإسلامي, وأنا شخصيا أتعمد في كل مرة أذهب فيها للتسليم على أحد الأقارب القادمين من البلدان الخارجية أتعمد فعلا أن أسألهم عن اليهود وعن طبيعة العلاقة بينهم وبين اليهود, وبصراحة لم أجد حتى اليوم أحدا يذم اليهود أو يحتقرهم أو يكن لهم العداوة والبغضاء في الدول الخارجية كالأمريكيتين وأوروبا….إلخ, وكلما تعارفت على صديق عربي مسلم مقيم في تلك القارات خارج حدود الوطن العربي أتعمد أن أسأل هؤلاء الأصدقاء عن طبيعة علاقتهم باليهود والكل يقول: الحمدُ لله ليس بيننا وبينهم أي عداوة, وفي الحقيقة هنالك ملاحظة أو جملة واحدة يكررها العربُ المسلمون عن اليهود في الأمريكيتين وفي أوروبا وأستراليا, وهي أنهم يقولون بأن اليهود هم المتحكمون بالإعلام الأمريكي وبالاقتصاد الأمريكي, وأضحك جدا من هذه التهمة أو الجملة وأقول لهم دائما بأن اليهود أبرياء ولا يتحكمون في أمريكيا على العكس الأمريكان هم من يتحكم باليهود ويستغلونهم اقتصاديا وأمنيا.

وهذا ليس موضوعنا والموضوع الأهم هو أن المسلمين واليهود خارج حدود إسرائيل حبايب وأقارب وكما يقال(زي السمن على العسل) والعربُ المسلمون من شتى الأقطار العربية يعيشون بسلامٍ دائم مع اليهود ويحترمونهم ويتعاملون معهم خارج حدود الوطن العربي, ولكن بمجرد عودتهم إلى دولهم يسبون ويشتمون اليهود , وبمجرد عودتهم إلى إسرائيل أو الأردن يبدءون فورا برشق دوريات الشرطة بالحجارة وبالانتفاضة وبمعاداة اليهود, والغريب في الموضوع أنهم خارج تلك الحدود حبايب وأقارب.

نستنتج مما مضى أن الزعماء العربُ هم من يتحكم بالشعوب العربية ويوجهها من أجل تحريك العداوة وشحنها ضد اليهود المساكين الأبرياء , ولماذا مثلا لا تكون هنالك علاقة طيبة بين العرب وإسرائيل مثل تلك الموجودة خارج حدود الدول العربية؟ ولماذا لا يعيشون مع بعضهم البعض بسلامٍ دائم , ذكرني هذا بفيلم أمريكي نسيت أسمه شاهدته قبل عامين أو ثلاثة أعوام, عن شابين واحد مسلم والثاني يهودي كانا يتقاتلان في شوارع إسرائيل وحصل كلاهما على فيزا سفر إلى إسرائيل وبالصدفة عمل كلاهما في نفس المدينة وفي نفس الشارع واحد فتح محلا للحلاقة والآخر فتح مصلحة أخرى نسيتها بالضبط وعلى كل حال كانا مثالا يحتذا بهما بحسن الجوار وحسن المعاشرة وأظهرا لبعضهما البعض كثيرا من الود والاحترام ولم يتقاتل أي أحد منهم مع الآخر على عكس ما كانا عليه في إسرائيل, إن المشكلة واضحة جدا وهي أن العرب وإسرائيل أعداء في الداخل وأصدقاء في الخارج , ولماذا لا يبقيا أصدقاء في الداخل كما هما في الخارج, فالجندي الإسرائيلي الذي يقاتله الفلسطيني لو التقيا معا في أمريكيا فليس لأحد مانع بأن يتعامل تجاريا مع الآخر, إن النقمة هنا هي بسبب الأرض, هذه الأرض المقدسة أو رأس المال الرمزي الذي يتقاتل عليه المسلمون واليهود بسبب القدس والأقصى , فالمشكلة واضحة وهي أن العداء بينهما هو بسبب الأرض, ولهذا عندي اقتراح وهو أنه طالما أن العربَ المسلمين تواقون دوما للهجرة إلى أوروبا وأمريكيا واستراليا فلماذا مثلا لا تفتح لهما تلك الدول باب الهجرة ويرتحلوا من فلسطين ويسكنوا ويستقروا في أوروبا والأمريكيتين وكندا وأستراليا, وبالتالي نتخلص من مشكلة الحرب الطويلة بين العرب أو بين الفلسطينيين والإسرائيليين, وهذا اقتراح مقبول وليس فيه عيب, وبالنسبة لزيارة الأقصى فمن الممكن أن يزوروه بالمناسبات الدينية أو من الممكن لهم أن يفهموا حقيقته وسبب بناءه كما أوضحت ذلك في عدة مقالات سابقة حول الموضوع, وفي الأردن طالما هنالك فقر وعدم رضا عن طبيعة الحياة فمن الممكن أن يرتحل هؤلاء عن بلدانهم إلى بلدان أخرى ليشعروا بالراحة وبالأمان, وبعبارة أخرى لماذا مثلا لا نترك هذه الأرض التي نحن عليها ونذهب لنعيش حياة كريمة في الدول التي تحترم حقوق الإنسان ونترك هذه الأرض لإسرائيل؟ الكل يبحث عن الهجرة, ولا يوجد مواطن عربي مسلم إلا ويحلم بالسفر للدول الراقية بالإنسان وبالصناعة, ولماذا نخفي الحقيقة!! فطالما أن الوضع هو هكذا فلماذا لا نترك هذه البلدان وخصوصا فلسطين, فلماذا لا يترك الفلسطينيون فلسطين ويذهبوا للعيش في الدول الراقية؟ حتى أنهم هنالك لا يعادون اليهود ولا يرشقونهم بالحجارة إلا إذا رجعوا إلى إسرائيل.

About جهاد علاونة

جهاد علاونه ,كاتب أردني
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.