يقول الرسول بطرس في رسالته الاولى : ” قدسوا الرب الاله في قلوبكم ، مستعدين دائما لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم ” 15:3
يحتج الاخوة المسلمون على الايمان المسيحي و عقيدة التثليث التي يتهمون فيها (النصارى) انهم يعبدون ثلاث الهة و يقسمون الله الى ثلاث اجزاء آب و أبن وروح القدس .
ويحتجون باسلوب مؤلف القرآن عن ايمان المسيحيين ان الرب يسوع هو الاله المتجسد ويعتبرون هذا كفرا. ويسالون هل قال المسيح انا هو الله فاعبدوني ؟
سنجيب عليكم ايها الاخوة المشككين عن سبب الرجاء الذي فينا وعن ايماننا وبالادلة وايات من التوراة والانجيل والقرآن نفسه عن اثبات الوهية المسيح له المجد.
ان القرآن المحمدي بني على انتقاد ايمان نصارى نجران، الهراطقة الخارجين عن العقيدة المسيحية التي يؤمن بها كل مسيحيي الكنيسة الجامعة في العالم . ولهذا ما جاء بالقرآن في القرن السابع الميلادي ضد المسيحية ليس هو الايمان المسيحي الصحيح في بعض آياته ، لكن القرآن اقتبس من الكتاب المقدس بعض آلآيات التي تؤكد الوهية المسيح لأجل كسب نصارى جزيرة العرب لجانب محمد ودعمه لأنهم من اهل الكتاب ، وهذا ما سنوضحه بهذا المقال تصحيحا لافكار الاخوة المسلمين عن صحة الايمان المسيحي ، كما سنثبت الوهية الرب يسوع المسيح انه كلمة الله المتجسد وصورة الله على الارض من التوراة والانجيل و آيات القرآن .
في توراة موسى والانبياء ، تنبأ النبي اشعيا قديما قائلا : “يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً : هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ ” ، وتفسير عمانوئيل تعني الله معنا . ولم تحبل اي عذراء في العالم وتلد ابنا غير مريم العذراء ابنة يواقيم التي ولدت يسوع المسيح ، بقدرة روح الله القدوس ، وتحققت النبوءة وجاء الله بصورة المسيح وكان معنا ولا يزال .
في انجيل لوقا 35:1 بشّر الملاك جبرائيل مريم العذراء بالحبل المقدس قائلا لها :
“اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ ” .
انها بشارة السماء لمريم بتجسد كلمة الله ، والكلمة صار انسانا ولهذا دعي ابن الله بالروح وليس بالزواج من صاحبة! والمسيح ليس ولد الله بيولوجيا، بل ابن الله انتسابا، كما نقول ان العراقي هو ابن العراق ، والمصري ابن النيل . فالأبن بالانتساب لا يعني الولد من صلب أب بيولوجي . وهذا ما يجهله المسلمون بسبب تفسيرات شيوخ الاسلام الجهلة .
انجيل يوحنا يفسر لنا هذا بقوله : “في البدء كان الكلمة ، وكان الكلمة عند الله ، وكان الكلمة الله . ” وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا.”
الكلمة صار جسدا بالروح القدس، فولد يسوع المسيح ممثلا الله بالجسد بتجسد كلمة الله وانه ليس مخلوق ، لأن كلمة الله ازلية وليست مخلوقة بزمن ما.
فالمسيح كان موجودا في السماء عند الله بكلمته التي بها كان كل شئ وبغيرها لم يُخلق اي شئ . قال المسيح لليهود : “إَنِّي خَرَجْتُ مِنْ قِبَلِ اللهِ وَأَتَيْتُ. لأَنِّي لَمْ آتِ مِنْ نَفْسِي، بَلْ ذَاكَ أَرْسَلَنِي.” واضاف مخاطبا اليهود :
” ابوكم ابراهيم تهلل ان راى يومي فَرَأَى وَفَرِحَ ،
فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: «لَيْسَ لَكَ خَمْسُونَ سَنَةً بَعْدُ، أَفَرَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ؟»
قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ”.
المسيح كائن بالروح وليس بالجسد ك كلمة الله في السماء منذ الأزل وقبل ان يولد النبي ابراهيم بالاف السنين . والكلمة صار انسانا اسمه يسوع اي المخلص وعمانوئيل اي الله معنا .
و[الكائن] تعني المتواجد في الماضي والحاضر والمستقبل . والدليل ان المسيح رُفعَ الى السماء حيا بجسده وروحه وباقيا الى الازل ، وهو من سَيُدينُ العالم يوم الحساب والدينونة.
قال يسوع : “إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي فِي مَجْدِ أَبِيهِ مَعَ مَلاَئِكَتِهِ، وَحِينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَمَلِهِ”. .. وابن الانسان هو احد القاب السيد المسيح .
قال المسيح كلاما لا يمكن ان يقوله بشر على الاطلاق وهذا يدل على الوهيته :
” انا هو الطريق والحق والحياة ، ليس احد يأتي الى الآب الا بي ” .
فمن يكون المسيح الذي هو الطريق الى الله، وهوالحق و واهب الحياة ؟
وقال يسوع ايضا يثبت الوهيته و مصدره : ” اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ … انا والآب واحد … صَدِّقُونِي أَنِّي فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ … الآبَ الْحَالَّ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ الأَعْمَالَ (المعجزات) ” . والآب في الانجيل هو الله .
سأل المسيح تلاميذه : ” وَأَنْتُمْ، مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا ؟» فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَقَالَ: « أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ!» وردّ عليه المسيح : طوبى لك يا سمعان بْنَ يُونَا، إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لَمْ يُعْلِنْ لَكَ، لكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ” . طوّبه (هنئه) ولم ينتهره لأن بطرس قال الحق بارشاد الآب في السماوات . انه كلمة الله في السماء ، وابن الله الحي على الارض بالناسوت.
المسيح صلب من اجل فداء البشرية وفتح ابواب السماء لمغفرة الخطاة وسفك دمه على الصليب . واكد هذا الرسول بولس بقوله :
“اِحْتَرِزُوا إِذًا لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ الَّتِي أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً، لِتَرْعَوْا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ” . هل الله الروح له دم ، ام انه دم المسيح الفادي الذي هو صورة الله على الارض ؟
لأثبات الوهية السيدالمسيح للاخوة المسلمين نذكرهم بأقوال السيد المسيح المبارك لتلاميذه:
“ها أنا معكم كل الأيام والى انقضاء الدهر ” متى 20:28
من هو الذي يبقى كل الايام والى انقضاء الدهر غير الله ، الاله السرمدي الذي هو الاول و الاخر ، البداية والنهاية . فكيف يقول المسيح عن نفسه انه باق الى انقضاء الدهر ان لم يكن هو الله المتجسد!
كما قال : ” أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا، وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَد “
من يجروء ان يقول هذا الكلام الالهي غير الرب الاله وحده ؟ ومن يملك صلاحية منح الخلود الابدي للانسان غير الله وحده … فمن يكون المسيح مانح الحياة والخلود الأبدي ؟
ان لم يحيّد المسلم فكره عن نصوص قديمة جاءت في القرآن لن يفهم هذا الكلام ابدا .
اي انسان يقول هذا الكلام اما ان يكون مجنونا لا يعي ما يقول ، او المتكلم هو الله بذاته بصوت المسيح.
– المسيح له قدرة الله كلها
يعلم الغيب : لن يعلم الغيب واحداث المستقبل غير الله وحده ، تنبأ يسوع المسيح عن موته وصلبه وموعد قيامته من الموت حيا قبل الحدث وقال لتلاميذه : ” إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَتَأَلَّمُ كَثِيرًا، وَيُرْفَضُ مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلُ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ” !!
هل الانسان العادي يعرف موعد موته ويتنبا بقيامته من الموت بعد ثلاثة ايام إن لم يكن روح الله فيه؟
وقال لبطرس الذي سيحضر محاكمته وينكره : ” الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ إِنَّكَ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ دِيكٌ تُنْكِرُني ثَلاَثَ مَرَّاتٍ . !!! هذا الكلام تم قبل ان يتم القبض عليه و محاكمته . فكيف علم الغيب والحدث قبل وقوعه بالتفصيل ؟
وَصَاحَ الدِّيكُ ثَانِيَةً، فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ الْقَوْلَ الَّذِي قَالَهُ لَهُ يَسُوعُ :
“إِنَّكَ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ مَرَّتَيْنِ، تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ». فَلَمَّا تَفَكَّرَ بِهِ بَكَى” إنجيل مرقس 14 72:
من يكون المسيح الذي يعلم الغيب واحداث المستقبل بكل تفاصيلها ؟
والقرآن يؤكد ان المسيح يعلم الغيب بقوله : “وانبئكم بما تاكلون وما تدخرون في بيوتكم” .
المسيح اخبر المراءة السامرية عن تاريخها الماضي و الحالي دون ان يقابلها سابقا . وقال لها ان لك خمسة ازواج سابقين والذي معها الان ليس زوجها . فاعترفت امام الناس ان المسيح اخبرها بكل شئ عن ماضيها ولم يتعرف عليها سابقا .
– المسيح خالق الحياة
خلق للمولود اعمى عيونا و ابصر بها . و اعاد الحياة لعدد من الموتى بضمنهم صديقه لعازر وقد مات و وضع في القبر منذ اربعة ايام وانتن جثته ، فاخرجه من القبر ملفوفا بكفنه بكلمة واحدة قائلا لعازر هلم خارجا . ولم يطلب الاذن من احد لأن قوة الله معه وحالّة فيه .
القرآن يؤكد هذه القدرة للمسيح بقوله : ” اني اخلق لكم من الطين كهيئة الطير فانفخ فيه فيكون طيرا باذن الله ” المسيح يحمل اذن الله بلاهوته .
الخالق الوحيد في الكون هو الله ، فلماذا اختص المسيح الانسان بالقدرة على الخلق و اعادة الحياة للموتى ؟ ان مشيئة الله معه وهذا ما يقول عنه القرآن : باذن الله .
– المسيح غافر الذنوب والخطايا
الله وحده يغفر الذنوب جميعا ، فلماذا اعطى صلاحية غفران الذنوب للمسيح فقط ؟ افيقوا يا مسلمين ؟
“وَإِذَا مَفْلُوجٌ يُقَدِّمُونَهُ إِلَيْهِ مَطْرُوحًا عَلَى فِرَاشٍ، فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «ثِقْ يَا بُنَيَّ. مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ». إنجيل متى 2:9
قال المسيح للمراءة الخاطئة بعد ان ندمت ومسحت رجله بشعرها : « مَغْفُورَةٌ لَكِ خَطَايَاكِ … إِيمَانُكِ قَدْ خَلَّصَكِ، اِذْهَبِي بِسَلاَمٍ»
– المسيح صورة الاله والانسان المعصوم عن الخطأ
الكثير من الانبياء اخطأؤا ، وارتكبوا اخطاء ، لكن المسيح وحده كان انسانا كاملا بلا خطيئة ، وتحدى اليهود واعداءه ان يمسكوه بخطيئة واحدة فلم يقدروا . فأتهموه بالتجديف حتى يتخلصوا منه ، لأنه كان يشكل خطرا على تطرفهم الديني وتمسكهم بنصوص الشريعة الموسوية رياء دون التطبيق الحقيقي .
الجزء – 2 –
سورة مريم 19: “فارسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا “
التفسير الصحيح لهذا النص هو الملاك جبرائيل بشر مريم بحلول روح الله في احشاء مريم العذراء ليتمثل في رحمها جنينا بشرا سويا وهو يسوع المسيح الانسان الكامل الحامل كلمة الله بلاهوته مع ناسوته . وليس جبريل هو روح الله . فهذا تحريف للحقيقة .
النص الانجيلي يوضح الحقيقة
فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ. إنجيل لوقا 35:1
لو كان جبريل روح الله ، لعرف نفسه لمريم اولا وهدا من روعها ثم بشرها بغلام بقوة الله العلي . وليس ينفخ جبريل الرجل الشقي في فرجها الذي تفنن المفسرون في تغيير معناه خجلا ، وقالوا ان الفرج هو فتحة في ثوبها .
ان مريم خافت من هذا الشبح الماثل امامها وقالت اعوذ بالرحمن منك ان كنت شقيا ، وليس تقيا .
لا تتعوذ مريم القديسة بالله من الملاك التقي الظاهر بهيئة بشرسوي ، بل كانت خائفة من ان يكون شقيا ويؤذيها . نسخت بالقرآن كلمة (تقيا) بدل شقيا خطا .
المفسرون يتخبطون في تفسير كلمة روح الله ، ويعطون معاني لا تتفق مع بعضها البعض ، فمرة يقولون
– الروح هو جبريل والملائكة ، وان جبريل هو الروح القدس !! في سورة القدر4 ( تنزل الملائكة والروح ) … لماذا فرق بين الملائكة والروح ؟
– الروح هو الشريعة المنزلة على الانبياء و الرسل .
– الروح هي المخلوقة المودعة في اجساد بني البشر لتعطي الحياة .
– الروح هي الرحمة من الله .
– الروح هو النصر والتأييد لعباد الله المؤمنين .
– كل معنى مستمد من اية تتضارب بمعانيها .
فاي معنى للروح ، ونبي الاسلام قال في القرآن : “الروح من أمر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا ! “
فمن اين جاءت كل تلك التفاسير البشرية و محمد رسول الاسلام نفسه لم يعلم ما هي الروح وعجز عن تفسير معناها ، وحتى ربه لم يفسر معنى الروح لرسوله !
في سورة النساء 171
” انما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته القاها الى مريم وروح منه ” .
هذه العبارة (كلمته) مقتبسة من انجيل يوحنا 1-1
“في البدء كان الكلمة ، وكان الكلمة عند الله ، وكان الكلمة الله ” . والكلمة صار جسدا وحل بيننا .
والكلمة المقصود بها – كلمة الله – تجسد و صار انسانا بالمسيح يسوع وحل بيننا ليرينا مجد الله .
(القاها الى مريم) اي حل كلمة الله وروحه القدوس في احشاء مريم و صار الكلمة انسانا ، وهو يسوع .
كلمة الله كان عند الله في السماء منذ الازل قبل تجسّد المسيح بهيئة انسان .
المسيح قال لليهود : ” قبل ان يكون ابراهيم انا كائن ” والكائن هو المتواجد في الماضي الازلي وفي الحاضر والمستقبل الابدي . وهو احد القاب الله . والمسيح يقول انا كائن . فمن هو المسيح الذي كان قبل ولادة ابراهيم بأكثر من الفي عام ؟ كان كلمة الله في السماء .
( وروح منه) : اي روح الله حلّ في احشاء مريم بهيئة جنين الذي هو يسوع المسيح .
لا يرسل الله ملاكا بهيئة رجل لينفخ في فرج العذراء لتحبل بطفل … هذا هراء . الله قادر بكلمة منه ان يعمل ما يشاء ولا يحتاج الى ملاك بهيئة رجل لينفخ في فرج امراءة عذراء ليكون لها طفل .
انظر ما اجمل القداسة في بشارة الملاك جبرائيل لمريم العذراء في الانجيل عندما بشّرها بالحبل المقدس قائلا لها :
“اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ “
انجيل لوقا35:1 – ليس هناك نفخ في فرج ولا كلام هراء . فرق كبير بين القداسة والنجاسة ، بين كلام الملاك السماوي وكلام البدوي المنغمس بالجنس و لا يعرف غير لغة الفروج .
– الله واحد لا شريك له
الاسلام بقرآنه يتهم (النصارى) بالشرك بالله والايمان بثلاث الهة ، و تجزاءة الله الواحد الى ثلاثة اجزاء منفصلة آب و أبن وروح القدس . وهذا ناتج عن عدم الفهم العميق بروحانيات العقيدة المسيحية ، فالأسلام فكر قائم على الماديات وبعيد عن الروحانيات . يعتقد خطا ان (النصارى) يؤمنون بزواج الله من صاحبة حتى يلد له ولدا ، حاشا لرب العزة والجلال من هذا البهتان . وينسى المسلمون ان ادبياتهم وكتب تراثهم تعج بالخرافات التي تقول ان الله يجلس على عرش يحمله عدد من الملائكة وله اطيط (صوت)، والله يمكن ان يعرف من ساقه . وان الله يعيد الحوريات الى ابكار بعد أن يفضها المؤمنون المستمتعون بنكاح حور العين مع وصيفاتهن . هذه خزعبلات لا يقبلها عقل ولا منطق سليم .
اما العقيدة المسيحية فهي مبنية على صخرة الايمان برب واحد لا يتجزا ولا ينقسم ، له ذات وكيان اسمه الآب ، وله كلمة و اسمها المجازي على الأرض الأبن والله حي بروحه القدوس ، وتلك الاقانيم الثلاث اله واحد لا يتجزأ ، كما ان الانسان له نفس وروح وجسد وهو كيان واحد .
الله الذي تجلى لموسى بالجبل على شكل نار في شجرة العليقة ، لا يعجزه وهو قادر على كل شئ ان يتجلى بهيئة انسان وهو المسيح الذي ولد من روحه القدوس و تجسّدْ كلمته الازلية ليرينا مجده و معجزاته ويوصل للبشرية كلماته مباشرة و يفتدي الخطاة بدمه الكريم على الصليب . ولأثبات الولادة المعجزية انها بتدخل الله المباشر ، ولد المسيح من عذراء خلافا للطبيعة البشرية ، كي ينفرد بمعجزة في ولادته وفي حياته و ينفرد في قيامته من الموت وصعوده للسماء . المسيح نزل من السماء بمعجزة ولادية فريدة و عاد الى سماء مجده بمعجزة فريدة ايضا . فمسيح الله لا يتكرر في العالم حتى يوم القيامة ، كل شئ فيه فريد متميز عن بقية البشر .
فمن يكون المسيح اذن ؟ هل هو عبد الله ام كلمة الله وروحه ؟
– الله يضرب الامثال للناس
في سورة النور 35 :”ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم ” .
وفي سورة ابراهيم 25 : ” ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون ” .
وذكر الوحي المقدس على لسان متى في الأنجيل ان المسيح كان يكلم الناس بأمثال قائلا :
” فَكَلَّمَهُمْ كَثِيرًا بِأَمْثَال قَائِلاً: «هُوَذَا الزَّارِعُ قَدْ خَرَجَ لِيَزْرَعَ … الخ” متى 3: 13
وفي انجيل متى 34 : ” كان يسوع يكلم الجموع بأمثال وبدون مثل لم يكن يكلمهم ” .
وفي انجيل مرقس 2:4 ذكر الوحي عن المسيح :
” فَكَانَ يُعَلِّمُهُمْ كَثِيرًا بِأَمْثَال وَقَالَ لَهُمْ فِي تَعْلِيمِهِ: «اسْمَعُوا خرج الزارع ليزرع ….الخ ” .
الله في السماء والمسيح على الارض يكلمون الناس بنفس الطريقة ويضربون الأمثال للناس لعلهم يتذكرون !
فما سبب هذا التطابق حتى في طريقة الكلام وضرب الأمثال للناس ؟
فمن يكون المسيح اذن ؟
– الله وحده الخالق ، ولا خالق سواه
في سورة الحج 73: ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ “
من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولا غيره ، لكن المسيح الانسان خلق طيرا ونفخ فيه وكان فيه حياة .
فهل المسيح من دون الله ام هو الله الظاهر بالجسد والخالق بمشيئة الله الآب الحامل اذن الله وصلاحياته معه اينما حل ورحل ! والقرآن يؤكد قدرة المسيح على الخلق كما خلق الله آدم .
” اني اخلق لكم من الطين كهيئة الطير فانفخ فيه فيكون طيرا باذن الله ” اي بمشيئة الله التي يحملها بروحه القدوس ، وبعث المسيح ُالحياة في الطين كما فعل الله مع آدم بطريقة نفخ الروح في الطين وتراب الأرض ، فصار آدم نفسا حية .
لماذا اختص اللهُ المسيح َ وحدَه بالقدرة على الخلق ونفخ الروح ؟ الا يطابق هذا كلام المسيح عندما قال : ” أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ، مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا” انجيل يوحنا 25:11
نعم المسيح هو الحياة وباعث الروح ومانحها لمن يشاء . افلا تعقلون ؟
لماذا اشرف الانبياء والرسل وخاتم النبيين وحبيب الله الذي يصلي هو وملائكته عليه ويسلموا تسليما ، لم يُمنح صلاحية خلق جناح ذبابة لأثبات نبؤته ودعمه امام المشككين برسالته ، رغم انه على اتصال وثيق مع ربه ومراسله جبريل يزوره ليل نهارحين الطلب ؟ يُنزل له ايات في زواجه و حل مشاكل نساءه و يهب له من النساء المؤمنات لينكحهن ولكنه لا يدعم نبؤته بمعجزة واحدة تثبت كونه نبيا مرسلا من الله ، فكيف يصدقه الناس ؟
هل يفرق الله بين انبياءه ورسله ؟ ام ان الخلق بيد الله فقط ؟ فمن يكون المسيح الذي له القدرة على الخلق ، وموسى شق البحر . أما محمد فمعجزته ان له قدرة على النكاح بقوة اربعين رجلا ويطوف على جميع نسائه لينكحهن في ليلة واحدة وبغسل واحد ؟ فعلا انها معجزة خارقة لرجل فريد .
في انجيل مرقس 47:10 ، وجد المسيح في الطريق رجلا اعمى بلا عيون منذ ولادته ، ولما علم الاعمى ان المسيح قريبا منه صرخ قائلا : ” يَا يَسُوعُ ابْنَ دَاوُدَ، ارْحَمْنِي” ، فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ بِكَ؟» فَقَالَ لَهُ الأَعْمَى: «يَا سَيِّدِي، أَنْ أُبْصِرَ ، َقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ. إِيمَانُكَ قَدْ شَفَاكَ». فَلِلْوَقْتِ أَبْصَرَ، وَتَبِعَ يَسُوعَ فِي الطَّرِيقِ.
لم يطلب المسيح اذنا من الله لشفاء و خلق عيونا للاعمى ، لكن بكلمته هو شفى الاعمى و خلق له عيونا في مقلته وابصر في الحال . فمن يكون خالق العيون و الحياة والشفاء السريع غير الله الظاهر بالجسد، افلا تتفكرون ؟
في حديث نبوي ان نبي الاسلام قال : ” الهم لا شفاء الا شفاءك ” ، لكن يسوع المسيح شفى الكثير من المرضى واقام الموتى بكلمته فقط ، اليس هو كلمة الله المتجسد بهيئة انسان ؟ فمن يمثل المسيح اذن ؟
البقية في الجزء 3