لا شك للدين وجهان. الروحية النقي التي يرعاها القديسين والمتصوفين وبعض الفلاسفة والثاني الكم الهائل الذي يدخل في صميم حياتناو يؤثر في جوهر بنياننا الفكري والنفسي ويحدد طرق تفكيرنا ويحدد سلوكنا وعاداتنا .
فلدين مجموعة من المعتقدات وتشريعات وشعائر وطقوس والمؤسسات والكثير من القصص والاساطير والروايات والاراء عن نشوء الكون وبنيانه .
والايمان نوعان في التسليم الساذج الذي يقبله معظم الناس في كل ما يتعلق بحياتهم ودينهم اما ايمان العجائز فالقبول في الدين والايمان هي مرحلة ما قبل رحلة الوداع النهائية هو الخوف من المجهول .
ان مشكلة الدين هي مشكلة عاطفية لا يمكن معالجتها على صعيد العلم والعقل على الاطلاق هذا ما جاء في بحث الفيلسوف الامريكي وليم جيمس .
لقد مرت احداث خطيرة اثرت على مجرى طرق التفكير في حوض المتوسط الفني بالتراث الانساني .
فظهور حركة النهضة في ايطاليا في القرن الخامس عشر وانتشارها في كل اوربا والانقلاب العلمي في نظرية كون نيكوس من النظام الشمسي والذي عكسه نيوتن ( المبادىء الرياضية للفلسفة الطبيعية ) .
الثورة الصناعية في القرن السابع عشر وصدور كتاب اصل الانواع لدارون 1859 وكتاب كارل ماركس” راس المال “
1867 .
لقد انفجرت الثقافة العلمية والثقافة الاهوتية تراجعت في اوروبا وامتدت الافكار واتسعت في العالم وتاثر الشعب العربي بتلك الافكار مما ادى الى انهيار النمط الديني القديم الممتلىء بالطمانينة والتفاؤل وهذا اثر كثيرا في انهيار المنظومة الدينية في الوطن العربي وغزو الثقافة الاشتراكية التي انعكست على المجتمع الاقطاعي .
وواجه العالم العربي اجتماعيا نزاع بين العلم والدين وخيانة الموروث العائلي والاجتماعي وتقبل الفكر الموروث من اباءنا واجدادنا وهكذا تمزقت الشخصية العربية مما اى الى ظهور الفكر الاشتراكي القومي يقابلها فكر قومي وحدوي يقابله فكر متشدد دينيا للحفاظ على الكنية الاسلامية ؟
الاشكالية الخطيرة كتب الدين تحتوي على قصص النشوء نشوء الكون ولكن الخطورة من اين ظهرت تلك القصص هل هي من الكتب المقدسة اما من تاريخ الاسبقين ورجوعا لما قبل العهد القديم نرى ان الكنعانيين اثروا في تاثير فعال في تشكيل مفاهيم العهد القديم ومنها انتقلت الى ما بعد عن كتب تدعى الالوهية حسب النظرية العلمية وليس حسب القول الكامل لثقافةالاستلام للوروث الديني .
يتفق الاسلامي مع الاديان الاخرى على نظرية الولادة السرمدية ومصير الدنيا والاخرة … المؤمنين يعتقدون بانه تم كشف حقائق الكون والخلق من قبل الخالق بواسطة الملائكة والرسل .
وهكذا اصبحت لديهم الكتب الدينية كتبالا تقبل الاجتهاد او النقاش واقفلوا باب المصالحة مع انفسهم وسلموا انفسهم للمنقذ والمرشد واصبحوا تابعين للقادة الاجتماعيين المسماة رجال الدين وتنازلوا عن حق التفكير …..
لهذا الفكر الديني يتالف من.شروح وتفاسير وشروح ,وشروح ان الروح العلمية بعيدة كل البعد عن هذا المنطق .
فالعلم يقبل البحث والجدلية للوصول للحقائق والدين يقبل الوراثة الفكرية في فكر المنقول.
فالدين يحاول تفسير الاحداث بطريقة خيالية او هناك صراع بين كل الحالتين ومحاولة طمس تلك الحقيقة هي محاولة بائسة ؟
خدعة الاشتراكية العربية هي حركة توفيقية لطرح الاشتراكية العلمية لتطبيقها في الوطن العربي لكي يعتقد الجمهور بان الاشتراكية نابعة من تصميم تراثنا العربي وحتى العقول الدينية والمؤسسات نشطة لتبرير التوافقية بين الاسلام وتلك المرحلة السلبية بدأت في مصر لتبرير اشتراكية ثورة 23 يوليو …
هنا يطرح السؤال لماذا هذا التبرير ؟الاشتراكية فكرا اوروبيا عكس حالة التطور قبل بداية وبعد عصر النهضة والصناعة .
الى ان وصلتنا الاشتراكية المنفلقة من اقتصاد السوق فالحركات العمالية كانت تؤيد التوسع الخارجي خصوصا في بريطانيا من اجل الحفاظ على الانتاج والحفاظ على الوظائف المستخدمين .
ان المجتمع المتدين و الاسلامي اصابه حالة نفسيىة انفلاقية وتمزيق في الهوية المحافظة مما ادى للانطلاقة . وانطلاق حركات التحرر العربي التي تتعطر بالفكر الاشتراكي الاوروبي في القرن الماضي وهذا ما دق ناقوس الخطر وتم احتواء تلك الحركات والعودة بها للخلف ولهذا تم تاسيس حركة الاخوان 1930 في المملكة من قبل شركة نفط ارامكوا وتم نقل خدمتها بعد ذلك لمصر لكون الثقل السكاني العربي هناك وتم بيعها لشركة ” قناة السويس ” التي اشترت اسهم شركة السلف الصالح ؟؟؟
الحوار بين الاديان في لبنان بالذات طرحت فكرة الحوار بين الاديان وهي محاولة توفيقية عاطفية وعبارة عن صندوق حكايات ومجاملات فقط .
وفي مقارنة بسيطة بين الحالتين المسيحية والاسلامية
1- يؤمن المسيحي بعقيدة الخطيئة الاصلية بينما يرفضها الاسلام ويعتبرها لا اكثر من حكاية جميلة .
2- يؤمن بحقيقةالمسيحي التثليث المقدسة بينما يرفضها الاسلام.ويعتبرها خروج عن عقيدة التوحيد .
3- يؤمن المسيحى ان الله تجسد في المسيح في حين يعتبر المسلم هذا كفرا وخروجا عن المنطق والعقل ؟
وهذا الحوار هو حوار المجاملات التي في نهاية اليوم السعيد نقول جميعا ( مسيحين ومسلمين ) نعبد الها واحدا .
انها فكرة المجاملة الكاذبة التي في حسن النية محاولة للانقاذ الجسد العربي الواحد المسيحي والاسلامي من التصادم ولكن في النتيجة حصل التصادم لعدم علمية الفكرة المطروحة وفراغها وهكذا اصبحت الطائفية في لبنان امتن من السابق وتعمقت وشملت العالم العربي كون لبنان مرآة تعكس الواقع العربي للهلال الخصيب وهذه حقيقة دقت اسفين في بناء مجتمع مدني او ديمقراطي في وطننا العربي العمق الديني تشتوتي
تلك المقدمة الاثر الفكر الديني على احداث ومجريات الامور الحالية .
لكي نحل الاشكالية الحالية علينا :
_ ترك الاديان تعيش بسلام دون تدخل الاحزاب السياسية بها دع كل مؤمن بكتاب او فلسفة يمارس ما
يريد دون التدخل في شؤؤن الاخرين ويمنع حتى مبدأ الانتقاد ( فالدين لله والوطن للجميع
_ تعميق مفهوم ان الله واحد خالق الاديان وان تلك الكتب هي صفحات من من رسائل مختلفة للبشر
حسب انتقاء الرب لهم وليس هناك دين افضل من الاخر والا واعوذ بالله مما سوف اقول والا ( كان الخالق مخطأ )
هذا هو الرب صنع بحكمه ما يريد …
اليس هذا منطق المتدين فلماذا صراع الغبي على الغيبيات .
لقد ركزت امريكا والغرب على مفاهيم صراع الاديان تحت مظلة حوار الاديان فكلما تحاورنا في الاديان زادت الشقة والفرقة والخلاف اذن اتركوا المارد نائم ولو حبذا اعطائه مخدر دائم ..
كل الصراع اليومي تقوده منظمات الدينية الكنسية الافتراضية والجامع المسيس ومن ورائهم الحاكم والعالم والغرباء لن نلتقي دينيا وهذه حتمية علمية ولكن نستطيع ان نطلق حرية التعدد وترك المعبد لعشاقه ودعونا نعشق الارض .
القومية معناها مجموعة القوم الساكنين في بقعة جغرافية ثقافية عشق الارض والوطن اولا لكي نسقط مؤامرة المال يقول ميكافيلي الحكومات صنعت الاديان ليس للفضيلة وانما للسيطرة على الشعوب .
دعوا هذا المارد يعيش في قصوره التي بناها البشر واطلقوا عليها بيوت الله …
القوا التحية على رجال الدين ولا تسمعوا طنين كلامهم فهم في ورطة مثلنا تمام فلقد سجنوا انفسهم والقوا بالمفتاح خارج الزنزانة تبا للذكاء ..