الهر وكذبة نيسان

استدعى محافظ كربلاء جميع وسائل الاعلام ومن جميع انحاء المعمورة ، وقال الناطق الرسمي باسمه في خطاب الدعوة بان هناك مفاجاة اعلامية سوف يطرحها المحافظ وستكون الاولى من نوعها في العالم مشيرا الى ان المحافظ يتمتع بذكاء خارق لامثيل له.

وخلال المؤتمر الصحفي اعلن المحافظ السيد المهندس امال الدين مجيد الهر بان عدد الزوار الذين قدموا الى كربلاء بمناسبة زيارة الاربعين بلغ 18 مليون شخص.

وقام الناطق الرسمي الذي كان حاضرا المؤتمر من على كرسيه مطلقا هلهولة صاحبها هتاف بالروح بالدم نفديك ايها الهر.

واجمع الصحفيون على ضرورة الاستعانة بخبراء الحسابات الالكترونية للتاكد من هذا الرقم الا صحفيا واحدا لم يتفق مع زملائه وكتب الخبر بالصيغة التالية:

اعلن محافظ كربلاء بان هذا اليوم ،يقصد امس، هو الاول من نيسان وهو اليوم الذي يحتفل فيه سكان الكرة الارضية باطلاق كذبة نيسان .

وحاول جمع من الصحفيين ردع السيد المحافظ عن هذا القرار الا انه صاح بهم قائلا ” اخبروني عن اية مدينة بالعالم تستقبل 18 مليون شخص خلال 40 يوما وانا مستعد للتنازل عن قراري”.

وحين احتار الصحفيون في الاجابة صاح المحافظ مرة ولكن باستهزاء هذه المرة:

شفتوا اخوان.. تدعون انكم تنتمون الى صاحبة الجلالة وظهر انها لاتنتمي اليكم ،والان توكلوا على الله وروحوا كتبوا الخبر وعندي جائزتين عينية ونقدية لاحسن خبر.

وذكر الصحفي المعارض بان بلدية المحافظة استنفرت الاجهزة الامنية وجميع طلاب المدارس من ضمنهم طلاب الروضة لرفع:

18 مليون علبة بيبسي كولا وكوكا كولا وسفن اب وسينالكو

18 مليون علبة مياه غازية

18 مليون علبة كارتونية فارغة تستعمل لحفظ دجاج ( كي اف سي) المذبوح حلالا

5 ملايين حفاظة اطفال

18 مليون ورق جرايد

3 ملايين كيس ورقي مع صحون بلاستيكيةه

واختتم الصحفي خبره بالقول:

فعلا لاتوجد مدينة بالعالم وخصوصا المدن المقدسة تحوي هذه الاطنان من الزبالة علما بان محافظة كربلاء جاء تسلسها الاخير في تقديم الخدمات من بين محافظات العوراق العظيم.

هل رايتم احسن من هذا الكذب وروعته خصوصا وانه يقال في مدينة مقدسة على لسان اعلى مسؤول فيها.

اللهم احفظ لنا جميع المسؤولين الكاذب منهم والصادق وادخلهم المدخل الحسن .

امين.

فاصل مثقف: بمناسبة اختيار بغداد عاصمة الثقافة العربية صرح نعيم الكعبي وكيل امانة العاصمة لشؤون البلديات بما يلي ( بس بعد ماتقراون التصريح صلوا ركعتين دعاءا للسيد الوكيل ادام الله ظله:

قال أن “التوجيه شمل تحديد وتهيئة أماكن محددة لرمي النفايات وتوزيع الحاويات البلاستيكية وأكياس النفايات”، مشيراً إلى أن “التوجيه شمل القيام بإدامة الجزرات الوسطية والاهتمام بالمزروعات، إضافة إلى الاهتمام بساريات الأعلام والنصب والتماثيل وغسلها باستمرار وصيانة الطرق وطلاء الأرصفة”.

العتب مو عليكم وانما على منظمة اليونسكو صاحبة هذا القرار.

يالله على الاقل راح تصير بغداد نظيفة لاربعة ايام وسيتنفس تمثال الرصافي الصعداء تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.