وعن لقائها بالرئيس الاميركي جورج بوش سينيور قالت:” حظيت في الكويت بفرصة العيش في فندق، بسبب عمل والدي، وكثيرا ما ارتاد الفندق شخصيات سياسية واقتصادية بارزة. وكنت أحيانا أرافق والدي وأحظى بفرصة التحدث معهم والإصغاء لحديثهم. تمكنت منذ طفولتي من الاطلاع على التاريخ من أشخاص يكتبونه بأنفسهم، الأمر الذي كان له بالغ الأثر على نفسي، مما ساهم في جعل تطلعاتي كبيرة. فحين كنت في السابعة من العمر، رافقت والدي في استقبال الرئيس الأميركي بوش الأب، حيث بدا رجلا له أهمية يحيط به كثير من الأشخاص ويحظى بالاهتمام الكبير. فما كان من «النابليون» الذي في داخلي إلا أن شعر بتهديد سيطرة أحدهم على مملكته الخرافية. وعند سؤال الرئيس بوش لي: «ماذا تريدين أن تصبحي حين تكبرين؟»، نظرت إلى القامة الطويلة المنحنية فوقي، وأجبت: «أودّ أن أصبح الرئيس»، فضحك الرئيس وأجاب مازحا: «سأعطيك صوتي حينها». تجمدت هذه اللحظة في ذاكرتي من خلال صورة تذكارية عائلية معه، حملتها معي في يوم التخرج، حين شاءت الصدف وعلمت بأن الجامعة ستكرمه في يوم تخرجي، اليوم الذي حظيت بلقائه والحديث معه مجددا. فقد كان لهذه الصورة تأثير مهم على نفسي، فقد منحتني الإحساس بمقدرتي أن أقوم أنا أيضا بدور كبير وفعال في هذا العالم”.
وعن تأثير هارفارد عليها قالت :” لقد منحتني هارفارد إمكانية التفكير على مستوى كبير، والنظر للأشياء من منظور «المشاكل» و«الحلول المحتملة»، لم أكن أشعر بأن المشاكل «مستحيلة».. تعلمنا كيف نفكر ونفكر بإبداعية لإيجاد الحلول. علمتني أن أرى الأمور من زواياها المختلفة، وعلمتني كيف أضع الأمور في سياقاتها التاريخية لأقدر الأشياء بشكل أكثر دقة ومنطقية. علمتني كيف أنسجم بالعيش في مجتمع يضم أفرادا من أماكن مختلفة ولديهم مئات المعتقدات المختلفة، يظهر فيها كل منهم أفضل ما بنفسه في هذه البيئة المختلفة ويعملون معا لتحقيق الأفضل.
قدمت لي هارفارد نموذجا عمليا عما تبدو عليه المؤسسات الأفضل، وكيف تسهم تلك المؤسسات في تحسين الأفراد وتتطور هي معهم بدورها.. فمؤسساتها عالية الكفاءة تخرج أفضل ما لدى أفرادها من قدرات، ويجلب أفرادها بدورهم أفضل ما لديهم في مؤسساتها – لم تكن علاقة عدائية حيث تعمل المؤسسات على زيادة وضع أفرادها سوءا، ويعمل الأفراد بدورهم على الإساءة لوضع المؤسسات.
علمتني هارفارد الدور الذي يلعبه التعليم عالي الجودة في تغيير الأفراد نحو الأفضل. فلا يكفي ببساطة بناء هياكل متينة للمدارس، بل الأهم من ذلك هو إعداد مناهجها الدراسية ومواردها البشرية.
وعن خططها المستقبلية قالت:” بسبب الإحساس العميق بالفرصة التي شعرت أنني حظيت بها، لدي شعور قوي يدفعني للعودة والقيام بشيء يكون فيه تأثيري المضاعف أكبر بكثير. حين كنت أدرس في هارفارد، كان هناك طالب واحد فقط من مصر بكاملها في صفي، أي هو واحد من 80 مليون شخص. مصر تحتاجه والشرق الأوسط يحتاج أشخاصا مثله، فحين يعود إلى وطنه، يرجح لتأثيره أن يكون فائق الأهمية. يحزنني كثيرا حين ينصحني شرق أوسطيون حين أعود للوطن بأن أبقى بعيدة عن الشرق الأوسط بعد تخرجي في هارفارد؛ «استمري في تحقيق أحلامك الكبيرة في الخارج، فلو عدتِ، أحلامك ستنهار». لو تبنى كل منا مثل هذه العقلية، فإن كل أولئك الذين تتاح لهم إمكانية إحداث أي تغيير في عالمهم لن يتمكنوا من تكريس ذلك التعليم والفرص التي أتيحت لهم لصالح عالمهم، وتستمر تلك الدوامة إلى اللانهاية.
وعن الحكومات العربية قالت: “يجب على حكوماتنا أن تدرك أن قوة الأمم تزداد، ليس من خلال ممارسة نفوذ سلطتها على شعبها، وإنما في استمدادها لتلك القوة من تطور وتقدم شعبها”.
مواضيع ذات صلة: المخابرات السورية حطمت احلامها وهارفارد اعادتها لا تحدها السماء