النموذج الدمشقي بين (خالد العظم والشيخ معاذ الخطيب) في معادلة ( المنفتح والمفتوح ) ..!!!

عبد الرزاق عيد

ربما خطر للقاريء أننا نريد بهذا العنوان النيل من الشيخ معاذ – معاذ الله – فالرجل هو المتحدث عن نفسه وعن طاقمه بأنهم ( مفتوحون )، وليس نحن ..!!!

دائما كنا نتحدث عن حاجة سوريا إلى مرحلة انتقالية دستورية (ليبرالية باردة) بعد سقوط الجحيم الأسدي ونيرانه المجنونة، وذلك لتبريد (حمى الإيديولوجيات : الإسلامية والقومية واليسارية )، وأفضل تمثيل قيادي لهذه المرحلة الدستورية الليبرالية (التبريدية)، هم الدمشقيون (إسلاميين كانوا أم قوميين أم يساريين )، بسبب الإعتدال المدني الدمشقي الذي قد يجد به الحلبيون والحمويون والديريون طراوة ورخاوة ونعومة تتعارض مع (المرجلة الهمشرية القبضاوية للحلبيين والحمويين والديريين)، وكانت عيننا تنظر إلى نماذج مدنية ديموقراطية ثقافية أرستقراطية رفيعة الذوق والسلوك في صورة نماذج من أمثال (خالد العظم وشكري القوتلي…الخ) في مواجهة الصورة الجنكيز خانية للطاغية السفاح الهمجي الأسد الأب …

إذ قد حرمت سوريا من ذوق هذه الأرستقراطية المدنية وكياستها وتهذيبها المدني والحضاري خلال أكثر من خمسين سنة بعثية شعبوية فظة وشرسة ((وأوباش زعران)، و منها أربعين سنة رعاعية ريفية أسدية دهماوية تكشفت عن غرائزية دموية همجية بدائية ليس لها نظير في التاريخ الإنساني وصولا إلى لحظتنا الراهنة …

لكن يبدو أن دكنجية الأسواق الدمشقية الجاهلة – المماثلة بنيويا حثاليا للرعاعية الأسدية- من محدثي النعمة من نماذج (رياض سيف)، اختارت لنا شيخا (معاذ الخطيب) على قدر سقف ثقافتها، حيث لا يميز بين ( اسم الفاعل وأسم المفعول)، مما يتعلمه أبناؤنا قبل المرحلة الإعدادية، فيتحدث الرجل ليس كخطيب للجامع الأموي الكبيركما تفترض المهابة العلمية والثقافية والبلاغية للأفذاذ كشكري القوتلي وخالد العظم ولرمزية الجامع الأموي الكبير، بل كدكنجية (سوق الحميدية )، فيقدم نفسه وفريقه السياسي للعالم بمؤتمر صحفي، بوصفهم ( مفتوحين ) اسم مفعول ، وليس (منفتحين ) أسم فاعل، ولا نعرف حينها إذا كان عليه أن يقول : (بلا معنى!!!) …

مما إذا كان يجهله لغويا جيل الدكنجية الأباء، فإنه يعرفه أبناء (دكنجية سوق الحميدية ) الشباب المتعلمين، ويخجلون منه ليس ثقافيا فحسب ، بل واجتماعيا، حتى ولو كان توصيف الشيخ معاذ صادقا في توصيف فريقه (بأنه ملتبس بين المفتوح والمنفتح ) في (الإئتلاف)، الذين راح الناس يحذفون النقطة عن الضاد في مفردة ( المعارضة ) بسبب هذا الالتباس بين ( المنفتح والمفتوح ) … غفر الله لكم يا شيخنا أنت وطاقمك (المفتوح ) …بلا معنى !!!

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in ربيع سوريا, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.