النظام الاستبدادي في سوريا لم يكن معنياً يوماً باسترضاء الشعب الذي يجب أن يشعر كل يوم أنه ذليل ومهان

الكاتب الياس خوري
وكلمة تعفيش مصطلح استنبطته التجربة المأسوية السورية، وهي تشير إلى تحوّل جيش النظام والميليشيات المساندة له، إلى عصابات من اللصوص، التي تنهب كل شيء. واللافت أن المعفِشين لا يأبهون للكاميرات، بل يمرون أمامها بلا مبالاة حيناً وبعلامات النصر حيناً آخر، ثم يهجمون على البرادات ومواسير المياه والكومبيوترات ويحملونها على شاحنات أو سيارات أو دراجات نارية ويمضون.


أغلب الظن أن المعفِشين يريدون للمعفَش بهم أن يروا، فاللعبة كانت واضحة منذ البداية، يجب إذلال الناس حتى آخر الذل كي يعرفوا أن العبد لا يستطيع التمرد، وأن عليه الخضوع لسيده. فالنظام الاستبدادي في سوريا لم يكن معنياً يوماً باسترضاء الشعب، فالشـــعب يجب أن يشعر كل يوم أنه ذليل ومهان، وهكذا يصير الأبد الأسدي واقعاً دائماً.

This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.