النبى محمد فى حوار مع ال (سى إن إن ) عن خلق الكون بين القرآن الكريم والعهد القديم 1 من 2

sobhimansorأحمد صبحى منصور
النبى محمد فى حوار مع ال (سى إن إن ) عن خلق الكون بين القرآن الكريم والعهد القديم ( 1 من 2 )
قال المذيع : بدءا من هذه الحلقة سنتحاور حول القصص بين القرآن والعهد القديم
قال النبى محمد عليه السلام : نعم .!
قال المذيع : سفر التكوين يقولون إنه أول أسفار التوراة الخمسة . وقد بدأ بقصة خلق العالم . سأقرأ لك ما جاء فى الاصحاح الأول فى الحديث عن خلق الكون .
يقرأ المذيع : الإصحاح الأول : ( 1 :1 في البدء خلق الله السموات و الارض. 1 :2 و كانت الارض خربة و خالية و على وجه الغمر ظلمة و روح الله يرف على وجه المياه . 1 :3 و قال الله ليكن نور فكان نور. 1 :4 و راى الله النور انه حسن و فصل الله بين النور و الظلمة. 1 :5 و دعا الله النور نهارا و الظلمة دعاها ليلا و كان مساء و كان صباح يوما واحدا. )
سكت المذيع ثم قال : ماذا قال القرآن عن هذا ؟
قال النبى محمد عليه السلام : هنا حديث عن خلق السماوات والأرض والظلمات والنور . وقد جاء فى القرآن الكريم قول ربى جل وعلا : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ) 1 ) الانعام ) . فى البداية خلق السماوات والأرض ومنه جعل ـ وليس خلق ــ الظلمات والنور . فهما تابعان لخلق السماوات والأرض . والظلمات أقدم من النور . وقال ربى جل وعلا عن السماء : ( وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) النازعات )، أى جعل ليلها مظلما ، وأبرز النور .
سكت المذيع ، ثم أخذ يقرأ فى العهد القديم : بعدها فى الاصحاح الأول من سفر التكوين : ( 1 :6 و قال الله ليكن جلد في وسط المياه و ليكن فاصلا بين مياه و مياه . 1 :7 فعمل الله الجلد و فصل بين المياه التي تحت الجلد و المياه التي فوق الجلد و كان كذلك . 1 :8 و دعا الله الجلد سماء و كان مساء و كان صباح يوما ثانيا . 1 :9 و قال الله لتجتمع المياه تحت السماء الى مكان واحد و لتظهر اليابسة و كان كذلك. 1 :10 و دعا الله اليابسة ارضا و مجتمع المياه دعاه بحارا و راى الله ذلك انه حسن .) .
سكت المذيع ثم قال : المفهوم من هذا وجود ( جلد ) وسط المياه . وهذه أول مرة يأتى فيها الحديث عن الماء . مفروض أن يذكر الماء قبل ذلك مع خلق السماوات والأرض . ثم تكلم عن الفصل بين مياه ومياه ، وصار من المياه الاولى سماء وصار من المياه الأخرى أرضا . وصارت الأرض يابسة وبحارا . ماذا قال القرآن فى هذا ؟
قال النبى محمد عليه السلام : قال ربى جل وعلا : ( وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء ) 7 ) هود ) . عرش الرحمن هو هذا الملكوت بكل ما فيه ومن فيه . وقبل خلق السماوات والأرض كان هناك الماء .
قال المذيع : هل هو نفس الماء الذى نعرفه ؟
قال النبى محمد عليه السلام : رب العزة جل وعلا جعل من الماء كل شىء حى . قال جل وعلا : (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ) 30 ) الأنبياء ) . فالملائكة والجن والشياطين وكل الدواب فى الأرض وفى البرزخ والسماوات مخلوقة من ماء . منها ما نراها فى الأرض ومنا ما لا نستطيع رؤيته . أى هناك أنواع مختلفة من الماء فى هذه الدنيا ، وايضا فى الآخرة فالماء الذى فى الجنة غير ماء الحميم الذى فى النار . والجن مخلوق قبلنا من ماء ، ولكنه ماء من النار ، ( نار السموم ) . قال ربى جل وعلا عن خلق الانسان وخلق الجان : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ ) 26 : 27 ) الحجر ) الجان والانسان مخلوقان من ماء مع إختلاف نوعية الماء . فالماء هو اصل الخلق أوالمخلوقات ،أو هو العرش ، أى هو أصل هذه الموجودات ما نراها وما لا نراها .
سكت المذيع متفكرا ، ثم قال : هذا شىء مختلف تماما عما جاء هنا .
عاد المذيع يقرأ من العهد القديم : ( 1 :11 و قال الله لتنبت الارض عشبا و بقلا يبزر بزرا و شجرا ذا ثمر يعمل ثمرا كجنسه بزره فيه على الارض و كان كذلك . 1 :12 فاخرجت الارض عشبا و بقلا يبزر بزرا كجنسه و شجرا يعمل ثمرا بزره فيه كجنسه و راى الله ذلك انه حسن . ) .
ثم قال المذيع : ماذا يقول القرآن فى هذا ؟
قال النبى محمد عليه السلام : يقول ربى جل وعلا تعبيرا غاية فى الإعجاز والايجاز فى هذا الشأن ، هو (وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ ) ، أى نشر فى كل الأرض كل كائن حىء يدب فيها من اليابسة والماء والغلاف الجوى . جاء هذا مرتبطا بالحديث عن خلق السماوات والأرض . قال ربى جل وعلا : ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) 164 ) البقرة ) ، وقال ربى جل وعلا : ( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ ) ) 10 لقمان ) . وهو نفس الحال عن الانسان الذى تكاثر من نسل آدم وزوجه . قال جل وعلا : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء ) 1 ) النساء )
قال المذيع : مقابل هذا الايجاز فى القرآن نرى تفصيلا فى العهد القديم فى خلق الظلمات والنور وخلق الأحياء فى الأرض . وأقرأ لك الآتى : ( 1 :13 و كان مساء و كان صباح يوما ثالثا . 1 :14 و قال الله لتكن انوار في جلد السماء لتفصل بين النهار و الليل و تكون لايات و اوقات و ايام و سنين . 1 :15 و تكون انوارا في جلد السماء لتنير على الارض و كان كذلك . 1 :16 فعمل الله النورين العظيمين النور الاكبر لحكم النهار و النور الاصغر لحكم الليل و النجوم . 1 :17 و جعلها الله في جلد السماء لتنير على الارض . 1 :18 و لتحكم على النهار و الليل و لتفصل بين النور و الظلمة و راى الله ذلك انه حسن . 1 :19 و كان مساء و كان صباح يوما رابعا . 1 :20 و قال الله لتفض المياه زحافات ذات نفس حية و ليطر طير فوق الارض على وجه جلد السماء. 1 :21 فخلق الله التنانين العظام و كل ذوات الانفس الحية الدبابة التي فاضت بها المياه كاجناسها و كل طائر ذي جناح كجنسه و راى الله ذلك انه حسن . 1 :22 و باركها الله قائلا اثمري و اكثري و املاي المياه في البحار و ليكثر الطير على الارض . 1 :23 و كان مساء و كان صباح يوما خامسا . 1 :24 و قال الله لتخرج الارض ذوات انفس حية كجنسها بهائم و دبابات و وحوش ارض كاجناسها و كان كذلك. 1 :25 فعمل الله وحوش الارض كاجناسها و البهائم كاجناسها و جميع دبابات الارض كاجناسها و راى الله ذلك انه حسن. )
قال النبى محمد عليه السلام : فيما ذكرت من إصحاحات وردت إشارات عن الزمن من صباح ومساء وأيام وسنين.
قال المذيع : نعم . خصوصا وان الحديث هنا عن خلق الله للارض والسماوات خلال ستة أيام . فالزمن هنا هو إطار هذا الخلق .وهو يعرض لما خلقه الله جل وعلا فى كل يوم من هذه اليام الستة .
قال النبى محمد عليه السلام : الزمن مخلوق مع خلق السماوات والأرض ، وقد قسّم رب العزة السّنة بإثنى عشرة شهرا فقال جل وعلا : ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ ) 36 ) التوبة ).
قال المذيع : ليس هذا فى العهد القديم . دعنا نراجع ما تبقى من الاصحاح الأول فى سفر التكوين .
المذيع يقرأ ( 1 :26 و قال الله نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا فيتسلطون على سمك البحر و على طير السماء و على البهائم و على كل الارض و على جميع الدبابات التي تدب على الارض 1 :27 فخلق الله الانسان على صورته على صورة الله خلقه ذكرا و انثى خلقهم )
قال النبى محمد عليه السلام مستنكرا : هل يكون الانسان المخلوق على صورة الله جل وعلا؟ هذا تناقض هائل مع القرآن الكريم . الله جل وعلا هو وحده صاحب الحق فى الحديث عن ذاته ، وهو جل وعلا ليس كمثله شىء . قال جل وعلا : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) 11 ) الشورى )
قال المذيع : ولكن البخارى يروى حديثا لك عن أبى هريرة تقول فيه ( خلق الله آدم على صورته )؟
قال النبى محمد عليه السلام : سبحانك ربى هذا بهتان عظيم . لم أقل هذا الكلام. وأنا برىء مما يقولون.
قال المذيع : ولكن خلق البشر على صورة رب العزة أساس فى اليهودية والمسيحية وفى الصوفية والشيعة والسنة ..
قال النبى محمد عليه السلام : أنا برىء مما يقولون . هذا يخالف ( لا إله إلا الله ) . فالله جل وعلا لا يشبهه أحد من خلقه ، ولا يشبه أحدا من خلقه . الله جل وعلا هو الأحد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد . الله جل وعلا ليس له نظير ولا مثيل ولا شريك . لقد زعم اليهود والنصارى أنهم أبناء الله وأحباؤه ، فردّ عليهم ربى جل وعلا : ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ) 18 ) المائدة )
قال المذيع : هذا ما يقوله المسلمون الصوفية والسنة والشيعة ، وهم يستشهدون بقول الله فى القرآن عن خلق آدم 🙁 فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ ) 29 ) الحجر) اى الانسان نفخة من روح الله .!
قال النبى محمد عليه السلام : الروح هو جبريل عليه السلام .ووظيفته نفخ النفس والنزول بالوحى , وهو الذى حمل الأمر الالهى ( كن ) الى مريم فحملت بالمسيح ووضعته . قال جل وعلا : ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا ) 16 : 21 ) مريم ) . وهذا معنى قوله جل وعلا : ( وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ ) 91 ) الأنبياء ) ولذا قال جل وعلا عن خلق آدم وخلق المسيح : ( إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ) 59 ) آل عمران )
قال المذيع : هذا واضح لمن يؤمن بأن الخالق لا يمكن أن يشبه المخلوق . دعنا نستكمل إستعراضنا للإصحاح الأول من سفر التكوين : ( 1 :28 و باركهم الله و قال لهم اثمروا و اكثروا و املاوا الارض و اخضعوها و تسلطوا على سمك البحر و على طير السماء و على كل حيوان يدب على الارض. 1 :29 و قال الله اني قد اعطيتكم كل بقل يبزر بزرا على وجه كل الارض و كل شجر فيه ثمر شجر يبزر بزرا لكم يكون طعاما . 1 :30 و لكل حيوان الارض و كل طير السماء و كل دبابة على الارض فيها نفس حية اعطيت كل عشب اخضر طعاما و كان كذلك . 1 :31 و راى الله كل ما عمله فاذا هو حسن جدا و كان مساء و كان صباح يوما سادسا .) ماذا قال القرآن فى هذا ؟
قال النبى محمد عليه السلام : قال رب العزة إنه سخر للإنسان كل ما فى السماوات والأرض جميعا منه . قال جل وعلا يخاطب البشر : ( اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) 12 : 13 ) الجاثية ) .
قال المذيع : هذا فعلا يستحق التفكير العقلى والتفكير العلمى . بالتفكير العقلى يؤمن ويشكر الخالق . وبالتفكير العلمى يبحث علميا فى الاستفادة مما سخره الله له فى هذا الكون من السماوات والأرض .

This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.