هناك علاقات حب تكون متعبة لأصحابها , ببساطه لأن هذه العلاقات لا مكان إجتماعي لها . قصة الملكه فكتوريا وحبيبها الأخير الحافظ محمد عبد الكريم واحدة من هذه العلاقات . ماتت الملكه فكتوريا عام 1901 ومات عبد الكريم عام 1909 وطمرت العائلة المالكه أخبار هذه العلاقه حتى عام 1960 لكن الأخبار بدأت تعاود الظهور مجدداً ببطء وشيئاً فشيئاً
أخيراً ولا ندري بم نعلل الأمر تم إنتاج فيلم سينمائي ( بريطاني _ أمريكي ) مشترك عن هذه العلاقه , شخصياً أرجح سبب إنتاج الفيلم للإحتفال بالذكرى 21 لرحيل الليدي دايانا وصديقها ( المسلم ) عماد الفايد , لرد الإعتبار لدايانا ولكي لا تصبح هي السباقه في إقامة علاقة مع مسلم , فتم فضح علاقة الملكه فكتوريا مع مسلم و( حافظ ) وقاريء قرآن
ولدت الملكه فكتوريا عام 1819 في العام التالي توفي والدها وجدها فتولت والدتها تربيتها وكانت سيده قاسيه جعلت حياة إبنتها جحيماً . فى سن 18 تسلمت فكتوريا مقاليد الحكم بعد وفاة أعمامها الثلاثة الذين يكبرون والدها سناً تاركين العرش من دون وريث . بعمر 21 سنه تزوجت من الأمير ألبرت وعاشت معه 17 عام أنجبت خلالها 9 أبناء . مرضت والدتها وزوجها بالتيفوئيد وماتا معاً . بعد عدة سنوات نشأت بينها وبين سائس القصر جون براون علاقه عاطفيه لكنه سرعان ما مرض ومات وهو بعمر 65 سنه
عام 1887 وكانت الملكه فكتوريا تبلغ 68 من العمر ولمناسبة إحتفالها باليوبيل الذهبي لجلوسها على العرش إستقدمت من الهند شابين للعمل في مطبخها وللوقوف بين يديها عند تقديم السفره .. الحافظ محمد عبد الكريم كان واحداً منهما وكان عمره 22 عام فقط
الحافظ محمد عبد الكريم مولود عام 1863 كان عشيق الملكه في ال 15 سنه الأخيره من حياتها . ولد في مدينة جهانزي الواقعه في الهند البريطانيه التي تحكمها الملكه فكتوريا
أدت العلاقه العاطفيه بين الملكه وعبد الكريم الى الكثير من المشاكل داخل البلاط الملكي لعدة أسباب , فقد كان عبد الكريم مسلما ً , وأسمر بلون الشكولاته في مجتمع أبيض , وشرقي في مجتمع غربي , وجاء من طبقة متواضعه ليعمل خادماً ولا تصح مساواته مع أفراد البلاط الأرستقراطيون , لكن الملكه كانت تحبه , منحته لقب ( مونشي ) وهي كلمه بلغة الأوردو معناها معلم , وأعلنت في بلاطها أن هذا المعلم سيعلمها اللغات الهندوستانيه والأوردو والفارسيه والعربيه وسيجعلها تقرأ القرآن , ثم عينته وزيرها للشؤون الهنديه , ومنحته الألقاب والأوسمه والنياشين وإقطاعيات كبيرة من الأراضي في الهند جعلته ثرياً كأي مهراجا هندي
بعد وفاة فيكتوريا في عام 1901 طرد خلفها إدوارد السابع عبد الكريم وأعاده إلى الهند وأمر بمصادرة وإحراق رسائل فيكتوريا له
كان لعبد الكريم شقيق واحد يدعى عبد العزيز و4 شقيقات والدهم هو الحاج محمد وزير الدين يعمل ممرض في السجن في الهند . حين أنتهت الحرب الأنغلو- أفغانية الثانية عام 1880 عمل عبد الكريم وكيل تجاري وبعد ثلاث سنوات استقال وانتقل الى السجن مع والده ليعمل كاتباً في السجن وتزوج شقيقة أحد زملائه
كان واجب السجناء في داخل السجن هو حياكة السجاد , وذات يوم وصلتهم دعوه لإقامة معرض للسجاد في لندن , آمر السجن كان بريطانياً , رغب أن يحمل الى الملكه أساور ذهبيه من الهند فكلف عبد الكريم بشرائها حسب معرفته , وأخيراً سافر الجميع الى الهند . بعد أن زارت الملكه المعرض وتسلمت هديتها طلبت من البريطاني مدير السجن أن يرسل لها 2 من الهنود يجيدان الطبخ الهندي واللغة الإنكليزيه ليعملا في مطبخها مدة سنه , بعد عدة أشهر عاد عبد الكريم ومعه زميله محمد بوكش الى لندن للعمل لدى الملكه
كتبت عنهما في مذكراتها أنهما في اليوم الأول إنحنيا وقبلا قدميها وقدما لها الفطور الصباحي , بعد 5 أيام طبخ لها عبد الكريم طبقاً بالكاري , بعد شهر كتبت : بدأت أتعلم بعض الكلمات الهندوسيه للتحدث مع عبيدي
إكتشفت الملكه أن عبد الكريم يتقن 4 لغات وهو حافظ للقرآن وله إطلاع جيد على أحوال العالم ويحدثها عن الدنيا كما تجري الأمور بها حقاً , ولا يحدثها كما يفعل موظفو البلاط فقربته إليها وقررت أن تشرف على إعطائه مزيداً من دروس اللغة الإنكليزيه . إشتكى لها أنه كان موظفاً في الهند أما عندها فهو ليس أكثر من خادم فقامت بتعيينه ( مونشي ) أي معلم لها لتعليمها اللغات التي يعرفها ويطلعها على القرآن , وكانت معجبه بعبارة ( بأمر الله ) التي يرددها دائماً لأنها تعني الطاعة المطلقه
قامت الملكه بتغيير سكن عبد الكريم حيث منحته السكن الذي كان يشغله عشيقها السابق المتوفي جون براون , وعينته مسؤولاً عن جميع الخدم الهنود الآخرين
نهاية عام 1888 منح عبد الكريم إجازه 4 أشهر للعوده الى الهند , ومنها كتب الى الملكه يخبرها ان والده محال على التقاعد لكن معاملته معطله ولم يحصل على درجه وظيفيه جيده يحال منها على التقاعد , فكتبت هي الى مدير السجن البريطاني تأمره بتعديل كل هذه الأوضاع
تقريب الملكه لعبد الكريم بدأ يخلق مشاكل كثيره داخل البلاط الذي لا يختلط افراده مع الهنود إلا اذا كانوا راجات أو مهراجات أو أمراء . الملكه من جانبها أرادتهم أن يرحبوا بعبد الكريم رغم تواضع أصله لكنهم لم يكونوا مستعدين لذلك , عبد الكريم من جانبه كمقرب من الملكه توقع منهم معاملة أفضل , ولهذا ففي يوم دعوة أحد الأمراء لهم في بيته غادر عبد الكريم المكان حين وجد أن الكرسي المخصص له كان بين كراسي الخدم . وفي مناسبة أخرى إعترض ابن الملكه الأمير آرثر على جلوس عبد الكريم بين الأمراء واخبر سكرتير الملكه بذلك فإعتذر منه السكرتير وقال له : أنا لا أستطيع مفاتحه الملكه بالأمر .. كلمها انت , عندها سكت آرثر ولم يفتح فمه
كان الجميع يكرهون عبد الكريم ويغارون منه ولا يطيقونه بينهم أو أن يأكل معهم لكن الملكه كانت عازمه على فرضه على الجميع ولا تناديه بغير عبارة ( مونشي العزيز ) الذي يستحق كل إحترام
عبد الكريم حين عاد الى القصر الملكي من سفرته إصطحب معه زوجته وأمها . ذات يوم عثرت زوجة عبد الكريم ( هورمت علي ) على بروش ماسي يعود للملكه فأخذته وباعته الى أحد الصاغه الذين كانت الملكه تتعامل معهم , حين سألت الملكه : كيف تفعل زوجتك ذلك ؟ برر عبد الكريم بأن عاداتهم في الهند أنهم حين يعثرون على شيء فإنه يصبح ملكاً لهم , لهذا قامت الملكه بتخصيص غرفة جلوس خاصه لعائلة عبد الكريم ولم يسمح لهم بإستعمال الصاله الرئيسيه
بتأثير من عبد الكريم ( وزير شؤون الهند لدى الملكه ) أصبح الهنود المسلمون يعاملون بطريقة أفضل كثيراً مما يعامل الهندوس , وكان هذا الفرق في المعامله سبباً من أسباب إندلاع العنف الذي أدى لاحقاً الى تقسيم الهند
كانت الملكه تبيت مع عبد الكريم وحدهما في القصر الذي خصصته له , وذات مره مرض فأمرت طبيبها الخاص بمعالجته وكانت تزوره في غرفة نومه مرتين في اليوم لتطببه بنفسها وتعدل وسائده وتتأكد من وضعه
عام 1890 أمرت الملكه رسامها هاينريش فون أنجلي برسم بورتريت لعبد الكريم وضعته في مكتبها , وكانت تعرف أن البلاط والعائله المالكه لن يرحموا عبد الكريم بعد رحيلها لهذا قامت بمنحه إقطاعية أرض في الهند وراتب 600 روبيه سنوياً
في العام 1894 كانت الملكه قد أمرت بمنح والد عبد الكريم التقاعد مع مرتبة شرف مضاف إليها لقب شرف هو : خان بهادور . نائب الملكه في الهند علّق على الأمر بقوله : كل هذا لممرض ؟ لا أحد يغامر بهكذا تكريم حتى مع طبيب
كانت الملكه فكتوريا تصطحب ضيفاتها من الملكات والأميرات لزيارة بيت عبد الكريم والتحدث الى زوجته وأمها , زوجته كانت سمينه وسمراء بلون الشكولاته , ترتدي خواتم مرصعه , وخواتم في أقدامها , وخواتم على انفها , وخاتم فيروزي في إبهامها , وكل جزء من جسمها مربوط بالسلاسل والأساور والحلقات وهناك وردة كبيرة على رأسها , وأقراط كبيره تتدلى من أذنيها , وثيابها من الحرير والساتان , لكن مفاهيمها للحياة محدوده ولغتها الإنكليزيه ضعيفه . طبيب الملكه لم يشاهد زوجة عبد الكريم وحين كانت تمرض ويريد فحصها بإخراج لسانها , كانت تخرجه له من وراء النقاب
عام 1892 كانت الملكه تستعد مع طاقم بلاطها لعمل جوله أوربيه , أحدى وصيفاتها ذهبت الى عبد الكريم وطلبت منه أن لا يرافقهم في تلك الرحله وأخبرته أنه اذا فعل فهم سيستقيلون من وظائفهم , حين سمعت الملكه بالحكايه ثارت وضربت المائدة أمامها ونثرت كل محتوياتها على الأرض وأصرت على وجود عبد الكريم في الفريق المغادر , حين وصلوا الى إيطاليا وتم تقديم عبد الكريم الى ملك ايطاليا أمبرتو الأول نشرت إحدى الصحف الإيطاليه تقول : لم يفهم الملك سبب وجود هذا الهندي في طاقم البلاط , لكن الرأي العام في ايطاليا يعتقد أن هذا هو الأمير الهندي الأسير الذي تسحبه الملكه معها للتذكير بأنها ملكة على الهند
عبد الكريم إستغل منصبه لأنه مفضل عند الملكة ، مما تسبب في استياء البلاط , الذي لم يكن يرى في عبد الكريم غير عشيق جديد إحتل مكان العشيق القديم جون براون , وكان الأمراء والأميرات أولاد وبنات الملكه ورئيس الوزراء يعربون عن مخاوفهم من جشع عبد الكريم , ومخاوفهم من تصرفات الوالده التي رفضت الإستماع إليهم وكانت غاضبة منهم بشأنه على الدوام وتراه نوعاً من الحيوانات الأليفه مثل القط والكلب ولن تتخلى عنه عن طيب خاطر
كان البلاط يشك أن عبد الكريم ربما يكون جاسوساً على الملكه لأنه يطلع على أوراقها وملفاتها ومراسلاتها السريه , ويخشى مستشارو فيكتوريا من ارتباط عبد الكريم مع ( رافي الدين أحمد) وهو ناشط سياسي هندي مقيم في لندن كان مرتبطا بالرابطة الوطنية الإسلامية . وشكًوا في أن أحمد استخرج معلومات سرية من عبد الكريم لتمريرها الى أمير أفغانستان عبد الرحمن خان وقت الحرب بين بريطانيا وافغانستان
في العام 1896 أحضر عبد الكريم معه الطفل محمد ابن شقيقه الى منزله في لندن ولم يكن لدى عبد الكريم أطفال . لهذا قامت الملكه فيكتوريا بالإيعاز الى طبيبة نسائيه لفحص زوجة عبد الكريم ، كما كان الزوجان يحاولان الإنجاب دون نجاح . وبعد الفحص قرر طبيب الملكه ان عبد الكريم مصاب بالسيلان
حذر الطبيب الملكة من أن تعلقها بعبد الكريم أدى إلى تساؤلات حول سلامتها العقليه ولهذا ففي أواخر عام 1898 تم الانتهاء من شراء عبد الكريم لقطعة أرض مجاورة للقطعه التي منحته إياها الملكه وأصبح رجلا ثرياَ . وسأل الملكه أن تمنحه لقب ( قائد فرسان ) لأمر الإمبراطوريه الهنديه , فهاج لذلك كل من البلاط البريطاني ورئيس وزرائه مما أضطر الملكه الى منحه لقب ( آمر ) وهي رتبه وسيطه بين قائد وفارس
عاد عبد الكريم إلى الهند عام 1899 وبقي فيها لمدة عام وبحلول الوقت الذي عاد فيه إلى بريطانيا عام 1900 كانت فيكتوريا في وضع صحي حرج ثم ماتت في غضون ثلاثة أشهر
بعد وفاة فيكتوريا ابنها إدوارد السابع تسلم العرش فطرد عبد الكريم وجميع الهنود من البلاط وأعادهم إلى الهند . ولم يسمح لعبد الكريم بإلقاء نظره على جثة فيكتوريا قبل إغلاق النعش ، أو أن يسير في جنازتها وتم حرق جميع الرسائل والتذكارات التي كتبتها فكتوريا لعبد الكريم .. بأمر إدوارد
في العام 1909 توفي عبد الكريم في منزله في الهند , كانت له زوجتان ولم يكن لديه أولاد . دفن في ضريح له قبة كبيره الى جانب والده . الملك أدوارد السابع أرسل مفوضاً الى بيت كريم للبحث عن أي متعلقات أو مراسلات بين عبد الكريم والملكه الراحله أو العائله المالكه ومصادرتها وإرسالها الى الملك
وبما أن عبد الكريم لم يكن له أطفال فقد ورث أبناء أخته وأقاربه ثروته وممتلكاته وإستمروا العيش في الهند حتى تقسيمها عام 1947 حيث هاجروا الى باكستان , وصادرت الحكومه الهنديه أملاك عبد الكريم ووزعتها على اللاجئين الهندوس القادمين
من باكستان
لقد قرأت عن الموضوع منذ عده سنوات واعتقد ان كتابه السيده البياتي متحيزه وبدون مصداقيه وتحاول ان تطعن بشرف الملكه. كانت تعتبره كولد لها وكل البهارات الاخرى خيالات عرباويه كالعاده لطعن الاخر وادعاء العفه. انها الكروزومات العربيه . سبب الشطحات والخيال ونفخ الذات وعدم احترام الاخر.