بقلم الصحفي القتيل / سردشت عثمان
المقالات الثلاث هذه نشرت سنة إغتيال كاتبها أي قبل اكثر من 6 سنوات ، وتم التعتيم عليها عندما كان مسعود متفضلاً على ذوي الشأن ، وكان سكوتهم يفسر بالرضى ، والساكت عن الحق شيطان أخرس ، فمسعود عام 2010 هو نفس مسعود عام 2017 ؟
فوساخة الملابس قد تزيلها حفنة من المنظفات ، ولكن وساخة السياسة لا تزيلها أطنان من كل أنواع المنظفات وملايين الدولارات ؟
فالمقالات الثلاث التي كتبها وقتها الشهيد الصحفي “سردشت عثمان ” والتي أفضت الى إغتياله من قبل مسرور البرزاني نجل القجغجي مسعود البرزاني ورئيس مخابراته عام 2010 ؟
المقال الأول
أنا أعشق بنت مسعود البرزاني
هذا الرجل الذي يظهر على شاشة التلفاز يقول أنا رئيسك ، لكنني أود أن يكون هو حماي ، أي والد زوجتي ، أي أنني أريد أن أكون عديلاً لنيجرفان البرزاني ؟
فحين أصبح شهراً للبرزاني سيكون شهر عسلنا في باريس ، وسنزور قصر عمنا الذي في أمريكا لبضعة أيام ، وسأنقل بيتي من حيينا الفقير في مدينة أربيل إلى (مصيف سره رش) حيث تحرسني ليلاً كلاب أمريكا البوليسية وحراس إسرائيليون ؟
ووالدي الذي هو من (بيشمركة أيلول القدامى) سأجعله وزيراً للبيشموكة ، وأخي الذي تخرج من الكلية وهو ألان عاطل عن العمل ويريد الذهاب الى الخارج كلاجيء سأعينه مسؤولاً عن حرسي الخاص ، وأما أختي التي تستحي أن تذهب إلى السوق فسأكتبها تتسوق أفخر السيارات مثل بنات العشيرة البرزانية ، وامي التي تعاني من أمراض القلب والسكر وضغط الدم ولا تملك المال للعلاج خارج الوطن فسأجلب لها طبيبين إيطاليين خاصين لها في البيت ، وسأعين أبناء عمومتي وأخوالي نقباء وعمداء وألوية في الجيش ؟
، فاليقل لنا الرئيس كم مرة زار حيٌاً من أحياء أربيل أو السليمانية منذ ثمانية عشر عاماً وهو رئيسنا ؟ مشكلتي هى أن هذا الرجل عشائري إلى درجة لا يحسب حساباً لأي رجل خارج حدود مصيف سري رش ؟ فبنقرة واحدة في شبكة الإنترنيت أستطيع أن أجد كل زوجات العالم ، لكنني للان لا أعرف كيف هى حماتي (زوجة مسعود البرزاني) ؟
المقال الثاني
الرئيس ليس إلهاً ولا إبنته
هنا بلد لا بسمح لك أن تسأل كم راتب رئيسك الشهري ، ولا يسمح لك ان تسأل الرئيس لماذا أعطيت كل هذه المناصب الحكومية والعسكرية لأبنائك وأحفادك وأقاربك ، أو من أين أتى أحفادك بكل هذه الثروة ، وإن إستطاع أحد فعل ذالك فإنه سيكون قد إخترق حدود الأمن القومي وعرض نفسه لرحمة بنادقهم وأفلامهم ؟
وبالنسبة لي بما أنني ذكرت في إحدى مقالاتي بنت الرئيس فأنني بذالك قد تجاوزت الخط الأحمر للوطن والاخلاق والأدب الإعلامي ؟ إن ديمقراطية هذا البلد هى هكذا ، فممنوع التعرض إلى ذوي اليشمغات الحمراء التي يضعها جماعة البرزاني فوق رؤوسهم ، فإن فعلت ذالك فلدى القوم حلول نعرفها جميعاً ؟
لا أعلم هل بنت رئيسنا راهبة لا ينبغي لأحد أن يعشقها أم أنها مقدسة ولابد أن تبقى رمزاً وطنياً ، ترى ماهى مخاطر كتابة كوميدية عن الرئيس ، فجميعنا شاهد فيلم شالي شابلن الدكتاتور العظيم الذي عرض ألاماً عظيمة عن طريق الكوميديا ؟
ً المقال الثالث
ً أول أجراس قتلي دقت
في الأيام القليلة الماضية قيل لي أنه لم يبقى لي في الحياة إلا القليل ، كما قالوا لي إن فرصة تنفسي الهواء قد أصبحت معدودة ، لكنني لا أبالي بالموت أو التعذيب ؟
سأنتظر حَتْفِي وموعد اللقاء الاخير مع قتلتي ، وأدعوا أن يعطونني موتاً تراجيدياً يليق بحياتي التراجيدية ، أقول هذا حتى تعلموا كم يعاني شباب هذه البلاد ، فالموت عندهم أبسط خياراتهم ؟
وحتى تعلموا أن الذي يخيفنا هو الاستمرار في الحياة وليس الموت ، وهمي ألاكبر هم إخوتي الصغار وليس هم نفسي ، وما يقلقني أكثر من هذه التهديدات أن هناك الكثير الذي لابد أن أقوله قبل أن أرحل ، مأساة هذه السلطة أنها لا تبالي بموت أبنائها ؟
فبألامس أخبرت عميد كليتي أنني قد تعرضت للإهانة والتهديد بالقتل ، ولكنه قال لي هذه مشكلة تخص البوليس ، بعدها إتصلت بالعميد عبد الخالق مدير البوليس في أربيل ، فقال لي ، رقم التلفون الذي هددك قد يكون من الخارج ، ربما لديه مشكلة شخصية معك ، وتكررت التهديدات لي ، ولكن مدينة أربيل أمنة ولن تحدث فيها مشاكل من هذا النوع ؟
ومع إبتسامة ساخرة كنت أتخيل عما إذا كان ساركوزي هو الذي يهددني ، لكن كيف أئتمن على حياتي وأحد أصدقائي قبل أيام تعرض للضرب والاهانة بسبب مقالات نشرها قبل فترة ، وأجبر على إثرها ترك المدينة ؟
فالحدث ما يحدث لكنني لن أترك هذه المدينة وأجلس في إنتظار موتي ، وأنا أعلم أن أول أجراس موتي قد دقت ، وسيكون في النهاية جرس الموت يدق لشباب كثيرين في هذا لوطن ، ولكن هذه المرة لن أشتكيأو أبلغ أحداً من السلطات المسؤولة ؟
إنها خطوة خطوتها بنفسي وأنا سأتحمل وزرها ، فمن ألان وصاعداً أفكر فقط بالكلمات التي سأكتبها لأنها أخر كلمات حياتي ، لذا سأحاول أن أكون صادقاً في أقوالي بقدر صدق “السيد المسيح” وأنا سعيد لأن لدى دائماً ما أقوله ، وهنالك دوماً أناس لا يسمعون ، وهم حتى وإن تهامسنا يرتعبون ويقلقون ؟
وأخيراً
ما دمنا أحياء علينا قول الحق وأقول ، متى أنتهت حياتي يا أصدقائي ، فاليضع أحدكم نقطة في أخر سطوري وليبدأ بسطر جديد حتى يستمر المسير ؟
سردشت عثمان
صحفي كوردي شهيد الحقيقة