وفاء سلطان
أجرى المقابلة وعلق عليها السيّد علي الحاج حسين.
ربما كان قلم الدكتورة وفاء سلطان أطول من قامة منتقديها، فهي لم تتوقف عن قول ما تعتقد دون مواربة أو تزلف، وهذا جر لها خصومات افتراضية وتتلقى الشتم وأنواع التهديد بسبب رأيها.
الدكتورة سلطان تحمل أحد الأقلام المجاهرة بما تعتقد ولا تخاصم أشخاصا بعينهم، وتكافح الآفات الاجتماعية والثقافية.
وهي أشهر من نار على علم .. ولا تحتاج لتقديم مسهب.
تقول الدكورة سلطان:
•امنحني طفلا لمدة سبع سنوات وسأعطيك شعبا جديرا بالحياة.
•لا يوجد معارضة داخلية بالمعنى الحقيقي للكلمة. هناك أشخاص شرفاء ومخلصون ويخاطرون بحياتهم لكنهم لا يلاقون دعما شعبيا علانية.
•العاهرة لا تستطيع أن تمنح شهادات حسن سلوك، والذي يقبل بشهاداتها هو قوادها!
•عندما أقرأ بعض الردود التي تصلني أترحم على صدّام حسين!
•والسؤال الذي يطرح نفسه: هل نحتاج فعلا إلى سيف الحجاج لتهذيب هؤلاء الرعاع؟
•سيأتي ذلك اليوم الذي يذكر التاريخ ما فعلته وفاء سلطان
•القمع إرث إسلامي وطالما تتبني مجتمعاتنا العربية ذلك الإرث لا أمل يرجى!
•لم يسمح الإسلام للفكر النقدي الأخلاقي بالإنتعاش. فتعلم المسلم أن يشتم عندما يدافع عن دينه.
•يا حرام!! تطلب من النعجة أن تعقد صلحا مع الذئب؟!!
•لا أرى أملا في المدى المنظور إلا بمساعدة خارجية.
•من الخطأ بمكان أن نطلق على تلك العصابة التي تحكم وطني اسم نظام. إنهم شرذمة من المجرمين..
•الحجاج إرث محمّدي وماركة اسلامية مدى أربعة عشر قرنا من الزمن.
•نحن لا نعيش أزمة حاكم وحسب، نحن نعيش أزمة شعب.. أزمة أخلاق.. أزمة أمّة وأمهات.
•الثقافة الإسلامية ليس فيها شيفرا ثابتة للفضائل والقيم..
•الوصايا العشر تصلح لأن تكون سلطة أخلاقية وشيفرا ثابتة للفضائل والقيم
•التربية الإسلامية تسحق الفرد في بوتقة الجماعة، بخليط غير متجانس من بشر محطمة ممسوخة.
•لا يملك المسلم بصورة عامة مثقال ذرة من ثقة بالنفس، ولذلك هو غير مؤهل لأن يتعاون مع غيره….
•لست متفائلة، لكنني أحلم بإعادة تأهيل الشعب العربي والمسلم كي يكون قادرا على إنجاب حكام أفضل.
•جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابيّة إجرامية… لا أكن لهم أي احترام ولا أثق بهم.
•عبد الحليم خدام من أسرة عريقة ومعروفة بأخلاقها وسمعتها. هو من نفس البلدة التي ولدت فيها…
•لسوء حظ أمي وربما لسوء حظ السيد خدام نفسه ولدت وفاء سلطان..
•الإخوان المسلمون يعدون بدولة علمانية يتساوى فيها الجميع؟!! يا للمهزلة! كيف سيعاملون العلوي والشيعي والدرزي ناهيك عن المسيحي واليهودي؟ على سنة الله ورسوله؟
•هل تخلى الأخوان عن سياسة تفجير الباصات والقطارات والمدارس والأحياء المؤهولة بالسكان؟
•كنا نكرر قولنا “الكردي جحش” على مسمع ومرأى منهم …
•للأكراد مطلق الحق بأن يقرروا من هم ومن يريدون أن يكونوا.
•لو عومل الأكراد في سورية كما عوملت أنا في أمريكا لكانوا أكثر اعتزازا بسوريتهم من كرديتهم.
•أشعر بالألم كلما تطرقت إلى القضية الكردية.
•لا فرق عندي بين رفعت الأسد وأي مجرم في جماعة الإخوان المسلمين. كلهم لصوص ومصاصو دماء…
•هؤلاء الوحوش مختلفون على تقسيم الجيفة بينهم، وليس على قيمة أو مبدأ!
•للأكراد قضية عادلة والويل لهم إذا أساؤا إلى تلك القضية!
•هؤلاء الرجال الذين يتزعمون المعارضة كذكور النحل، عاجزين عن إنتاج أي عسل.
•مازلنا قبائلا من البدو تتصارع على الغزو والسبي والغنائم.
•نحتاج إلى خلق جيل جديد نظيف من الكره والحقد والطائفية. .
•أشك في نوايا الغرب حيال فرض الإصلاح في العالم العربي والإسلامي. الإسلام يكرس الجهل والفقر والظلم والتخلف وهو خير من يخدم مصالح الغرب بإبقاء ذلك الوضع.
•العصابة الحاكمة مفضوحة إلى درجة لم يعد فيها الإصلاح ممكنا “الخزق أكبر من الخرق”.
س1: ما هو أهم سبب شخصي – وفقط شخصي – يجعلك تنتقد أو تعارض النظام، وما هي حدود طموحاتك الشخصية والمنصب الذي تنشده وما هي حدود خلافك مع النظام وبماذا تتفق معه؟
س2: لماذا تتكرر ولادة الحجاج فقط في بلداننا، لماذا لم يفلح الحاكم العربي أن يطور ويتطور، ولماذا لا تنبت شتلة الحجاج في الغرب ولم تنوجد نسخة رديئة عنه في بلاد الفرنجة التي نعيبها باستمرار؟
أنا لست ضد النظام لأنني وفاء سلطان، أنا ضده لأنني مواطنة سورية عشت في بلدي الأم محرومة حتى من أبسط أشكال حرياتي وحقوقي رغم تحصيل العلمي العالي. لست من أسرة تمتهن السياسة ولم أمتهنها في حياتي ولا أطمح أن أغرق في دهاليزها يوما. الذين يسيطرون على مقاليد الحكم في وطني ليسوا نظاما ومن الخطأ بمكان أن نطلق على تلك العصابة اسم نظام. إنهم شرذمة من المجرمين المجرّدين من أبسط قواعد الأخلاق.
لا أفكر بالعودة إلى سورية للعيش هناك، وإنما أحلم بأن أمدّ يد المساعدة لبناء مشاريع تربوية تساعد على خلق جيل جديد ونظيف.
الحجاج إرث محمّدي وماركة اسلامية، وحقوق الطبع كانت وما زالت محفوظة على مدى أربعة عشر قرنا من الزمن.
رغم موقفي من كل الحجاجين العرب والمسلمين، نحن لا نعيش أزمة حاكم وحسب، نحن نعيش أزمة شعب.. أزمة أخلاق.. أزمة أمّة وأمهات.
لم يذكر التاريخ بأن حاكما اسلاميا ولدته أمه في جزر القاق قاق أو استوردناه محنطا داخل علبة سردين. هؤلاء الحجاج من تلك الأمة، وتلك الأمة هي وليدة ثقافة اسلامية خربت الإنسان عقليا ونفسيا وفكريا وأخلاقيا.
الثقافة الإسلامية تفتقر إلى سلطة أخلاقية وليس فيها شيفرا ثابتة للفضائل والقيم، والإنسان الذي يعيش في تلك الفوضى دون ضابط أخلاقي لا يستطيع أن يصل إلى هدف إنساني. لا تستطيع أن تكون قائدا مالم تكن مستقيما، وعندما تفتقر إلى مسطرة أخلاقية ستضل وتضلل من تقود.
الثقافة الأمريكية، على سبيل المثال، مبنية أصلا على القيم المسيحية واليهودية. تلك الديانتين التي تبنتا الوصايا العشر. تلك الوصايا التي تصلح لأن تكون سلطة أخلاقية وشيفرا ثابتة للفضائل والقيم، ولا تعطي مجالا لولادة مجرمين كطبقة اللصوص التي ابتلينا فيها.
س3: لماذا يتكرر فشل المعارضة السورية منذ أربعين سنة وتزداد تشرذما ووهنا ولم تربح الشارع السوري لجانبها وخسرت كل الجولات ضد النظام، هل تم تدجين الشعب السوري لدرجة أنه لا يستطيع رد الحيف عن نفسه أم أن السوريات غير قادرات على انجاب أفضل مما هو راهن في المعارضة والنظام؟ وهل يمكن أن يكون الشعب مخطئا والنظام على حق، ولماذا تبدو معظم أطياف المعارضة كطفل مشاكس لا يسمح له الجري في ملعب النظام ولا في الشارع الشعبي؟
لا أفرق كثيرا بين المعارضة والنظام. ما الذي يضمن لي لو وصلت تلك المعارضة إلى مقاليد الحكم ستكون أكثر عقلانية وإنسانية طالما ارتوت من نفس المورد.
لا أشك بوجود أناس مخلصين ومتفانين، ولكننا جميعا صالحنا وطالحنا غير مؤهلين للعمل الجماعي. التربية الإسلامية تسحق الفرد وتصهره بلا رحمة في بوتقة الجماعة، فتصبح تلك الجماعة خليط غير متجانس من بشر محطمة ممسوخة الشخصية مضطربة ضعيفة الثقة بالنفس. مالم تبني الفرد ككيان مستقل لا تستطيع أن تخرطه في أي عمل جماعي.
عندما تبني لدى الفرد ثقته بنفسه لن يخشى العمل الجماعي ولن يخاف من أن يذوب فيه. لا يملك المسلم بصورة عامة مثقال ذرة من ثقة بالنفس، ولذلك هو غير مؤهل لأن يتعاون مع غيره. يخشى من المنافسة ويظل مركزا على إبراز وجوده الذي لم يشعر بقيمته في حياته.
لست متفائلة على المدى المنظور، لكنني أحلم على المدى البعيد بإعادة تأهيل الشعب العربي والمسلم كي يكون قادرا على إنجاب حكام أفضل.
نحتاج إلى ثقافة جديدة، تعيد خلقنا من جديد. البركة بالكثير من الكتاب والمفكرين وملامح تلك الثقافة بدأت تتبلور ببطئ شديد ولكن لن تعرف يوما خط الرجعة!
س4: أسس حزب الأخوان ميثاق لندن وصاغوا برنامجا حضاريا لسوريا المستقبل، وأخيرا جبهة خلاص مع نائب الرئيس الأسبق المحامي عبد الحليم خدام. وينادون بالدولة المؤسساتية وهجروا الدعوة لخلافة تقليدية، ويتحالفون مع خصوم الأمس والأكراد، هل نجحوا أم أنهم فقط أضافوا رقما جديدا في جوقة الأسماء الفاشلة من أحزاب وحركات ومنظمات سورية منذ أكثر من أربعين سنة، وهل يعول على حزب ديني حمل لواء التغيير الديمقراطي وإقامة دولة علمانية؟
جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابيّة إجرامية. الدماء السورية البريئة التي سفكوها لم تنشف بعد من ذاكرتي. لا أكن لهم أي احترام ولا أثق بهم.
لا تسطيع أن تسامح مجرما ما لم يعترف بجريمته ويعتذر عما اقترفت يديه. لم يفعل ذلك الإخوان المسلمون بعد ولذلك يستحيل عليّ أن أعيد النظر في موقفي منهم.
عبد الحليم خدام من اسرة عريقة ومعروفة بأخلاقها وسمعتها. هو من نفس البلدة التي ولدت فيها، وترتبط عائلتي مع عائلة خدام بعلاقات جيران طيبة مبنية على الود والإحترام.
والمفارقة المضحكة المبكية، كما روتها لي أمي. عندما كانت حاملا بي وجاءها المخاض، وصلت القابلة إلى بيتنا وطمأنت أمي بقولها: شدي حيلك يا أم محمد! لقد وصلت لتوي من بيت السيد عبد الحليم خدام فلقد ولدت زوجته صبيا. اليوم يوم صبيان وعسى الله يرزقك بصبي. لسوء حظ أمي وربما لسوء حظ السيد خدام نفسه ولدت وفاء سلطان,
لكن السلطة، وللأسف الشديد، أفسدت السيّد خدام وأساءت إلى سمعة عائلته، وموقفه من الإخوان المسلمين زاد الطين بلة وألبسه ثوبا طائفيا قذرا لا يحسد عليه.
ما الذي تغير في عقيدة الإخوان المسلمين كي تتغير مواقفهم. أليست العقيدة هي التي تجسد الموقف؟
عندما أسمع جوابهم على هذا السؤال قد أسمح لنفسي بإلقاء نظرة على برنامج عملهم.
الإخوان المسلمون يعدون بدولة علمانية يتساوى فيها الجميع؟!! يا للمهزلة! كيف سيعاملون العلوي والشيعي والدرزي ناهيك عن المسيحي واليهودي؟ على سنة الله ورسوله؟ أم وفقا لحقوق الإنسان المعترف بها عالميا؟!!
هل تخلوا عن سياسة تفجير الباصات والقطارات والمدارس والأحياء المؤهولة بالسكان؟ ما الذي حدث؟ أفيدونا أفادكم الله!
س5: أسس الأكراد في أواسط القرن المنصرم أحزابهم القومية في سوريا، وظلت تتصاعد مطالبهم من الحقوق الثقافية والمواطنة وصولا للإدارة الذاتية والاستقلال عن سوريا، فهل يمكن للأكراد أن يكونوا فتيل التغيير في سوريا أم حطبا لحرق مرحلة تالية؟ وهل هم أكراد سوريون أم سوريون أكراد؟
للأسف الشديد لا أعرف الكثير عن القضية الكردية، لقد تمّ التعتيم عليها بطريقة محكمة للغاية، ولكن لا ينتابني أدنى شك بأنهم مقهورون مظلمون متعبون من شدة الإضطهاد، شأنهم شأن كل الأقليات التي عاشت في ظل الإسلام. مازلت أذكر كيف كانوا يعاملون في الحياة السورية العامة. كنا نكرر قولنا “الكردي جحش” على مسمع ومرأى منهم بدون أدني احترام أو إحساس بالعيب. في بلاد الغربة تعرفت على الكثيرين منهم واكتشفت بأنهم شعب طيب خلوق مسالم.
لماذا نتساءل هل هم أكراد سوريون أم سوريون أكراد؟
لا أحد يستطيع أن يجيب على هذا السؤال سواهم، وعلينا أن نحترم جوابهم. للإنسان مطلق الحق بأن يقرر من هو ومن يريد أن يكون.
صدقني عندما أقول أنا أمريكية من أصل سوري أعنيها بكل جوراحي، أليس حقي؟
ولدت في سورية لكنني لم أشعر يوما هناك بانسانيتي، منحتني أمريكا إحساسا بالذات وبقيمة تلك الذات، فلماذا لا أكون أمريكية من أصل سوري؟
ثق تماما لو عومل الأكراد في سورية كما عوملت أنا في أمريكا لكانوا أكثر اعتزازا بسوريتهم من كرديتهم، أفليس حقهم أن يتشبثوا بكرديتهم؟
أذكر حادثة لن أنساها مدى الحياة. كنت في أحد الصفوف الأبتدائية وكان بيننا اختان توأمان من أصل كردي. لم أعد أذكر المناسبة ولكن المعلم سأل إحداهن: هل أنت عربية؟ فردت: لا أنا كردية! فانهال عليها ضربا حتى كاد يغمى عليها. الأخت الأخرى راحت ترتجف من شدة الخوف وتقول: أنا عربية …أنا عربية، لكن الأخرى تشبثت برأيها ولم تستطع عصا ذلك الوحش أن تغير من موقفها. من يومها أشعر بالألم كلما تطرقت إلى القضية الكردية.
تستطيع أن تقيس حضارة أية أمة عن طريق قياس وضع الأقليات في تلك الأمة. لقد أثبت التاريخ الإسلامي عموما والعربي خصوصا بأنّ حياة الأقليات مع الأكثرية ضربا من المحال.
س6: هل تعتبر المعارضة التي يقودها نائب الرئيس الأسبق رفعت الأسد معارضة موالاة، أو نسخة رديئة عن الجبهة التقدمية وهل المعارضة التي تضم البيانوني وخدام هي بالضرورة معارضة معاداة وخروج عن النواميس، ومالذي يفرقهما ولا يتفقون على التغيير المزعوم، وهل يمكن أن يعني تحالف البيانوني والخدام ورفعت أسد والأكراد في تيار واحد بمثابة بداية لتغيير حقيقي، ولماذا هو غير محقق حتى الآن، ولماذا لا يوجد ملكة نحل تجمع كل المعارضة حولها وظلت متناطحة على الدوام؟
لا فرق عندي بين رفعت الأسد وأي مجرم في جماعة الإخوان المسلمين. كلهم لصوص ومصاصو دماء.
ألا تشعرون بالعيب عندما تطلقون على تلك العصابات جبهات تقدّمية؟ هؤلاء الوحوش مختلفون على تقسيم الجيفة بينهم، وليس على قيمة أو مبدأ!
لا أحسد الأكراد إن فكروا يوما بالإنضمام إلى تلك المزبلة. لهم قضية عادلة والويل لهم إذا أساؤا إلى تلك القضية!
مملكة نحل؟!!
ماذا تعرف يا سيدي عن مملكة النحل؟!! إنها أعلى نظام اجتماعي في عالم الحياة، أكثر تنظيما من المجتمع البشري. ليس للذكر فيه دورا على الإطلاق سوى أن يقوم أحدهم بتلقيح الملكة. لكل مملكة ملكة واحدة وهي التي تضع البيوض الملقحة ومسؤولة عن تنظيم الحياة وإنتاج العسل داخل المملكة.
هؤلاء الرجال الذين يتزعمون المعارضة كذكور النحل، عاجزين عن إنتاج أي عسل.
المرأة مهشمة وفق العقيدة الإسلامية ولا وجود لها في أي مجتمع إسلامي، وإن كان تواجدها في المجتمع السوري أفضل من تواجدها في غيره، لكنها مازلت حسب القاموس الإسلامي قاصرة عقل.
روح العمل الجماعي مفقودة في ثقافتنا، نحن مازلنا قبائلا من البدو تتصارع على الغزو والسبي والغنائم.
س7: المعارضة السورية فشلت في احداث أي تغيير وكما يختلق النظام مبررات فشله في إدارة البلد، تختلق المعارضة المبررات لتحافظ على هياكل تنظيمية خاوية، فهل يمكن أن تحصل استقالات جماعية للزعامات الأبدية وتضخ دماء شابة في الطاحونة العتيقة؟ وما هو شكل صلاح المعارضة لتقوى على الوقوف بوجه هكذا نظام وتصبح فعلا مثلا لأكبر قدر ممكن من الشارع السوري الذي لم يسمع بمعظمها؟
أنا لست سياسية وأخشى على نفسي إن أقحمتها في لعبة لا أفهم ولا أجيد تفاصيلها.
الخراب ضرب أطنابه في كلّ مظاهر الحياة ولا أعتقد بأنّ الإصلاح السياسي هو بداية الحل، بل تحصيل حاصل لإصلاح ثقافي اجتماعي منهجي تربوي أخلاقي.
نحتاج إلى خلق جيل جديد نظيف من الكره والحقد والطائفية. جيل يحترم انسانه مهما اختلف أحد مع الآخر. جيل يقدس العمل ويلتزم بشيفرا أخلاقية ويتبني فضائل وقيم تقوده إلى مجتمع مدني معاصر.
طريقتي في الإصلاح تبدو مملّة وطويلة وتحتاج إلى صبر أيوب، هذا صحيح ولكن لست متفائلة بخصوص حلول أخرى.
امنحني طفلا لمدة سبع سنوات وسأعطيك شعبا جديرا بالحياة. هذا ما أحاول أن أفعله وأنا اليوم أملك جيل المستقبل.
س8: لماذا توصم المعارضة السورية الناشطة خارج الوطن بأنها ربيبة الاستعمار والصهيونية، والداخلية بالشريفة وتتلقف الألقاب متسابقة لجني شهادات حسن السلوك من النظام الذي يفترض أنها تعارضه؟
أعتقد بأن نظرية التآمر مع الإستعمار والصهيونية دخلت المنطقة محمولة على جناح الماركسية ووجدت تربة اسلامية خصبة ساعدت على انتعاشها.
عندما يفشل المرء في الدفاع عن نفسه ضد صلابة خصمه يلجأ إلى الإتهام. ذلك أسهل الطرق لحفظ ماء الوجه! ولكن هذا الإتهام صار مملا من كثرة الإستهلاك.
لا يوجد معارضة داخلية بالمعنى الحقيقي للكلمة. هناك أشخاص شرفاء ومخلصون ويخاطرون بحياتهم لكنهم لا يلاقون دعما شعبيا علانية. المعارضة التي تقصدها هي لعبة قذرة تضحك بها العصابة الحاكمة على ذقون الناس!
العاهرة لا تستطيع أن تمنح شهادات حسن سلوك، والذي يقبل بشهاداتها هو قوادها!
س9: لولا عصا النظام الغليظة ما هي ضمانة الوحدة الوطنية والوئام السلمي في ظل دعوات تهجير العلويين للجبال والحزام العربي والاحصاء العنصري والفيدرالية الكردية واستبعاد السرياني من منصب الرئاسة والدعوات الطائفية والمذهبية والتكفيرية؟ هل أدمن السوريون القمع والذل والإهانات اليومية مع الفقر والبطالة؟
لا أخفيك سرا بأنني وعندما أقرأ بعض الردود التي تصلني أترحم على صدّام حسين!
أخجل من نفسي عندما أقول ذلك ولكنها حقيقة مرّة! البارحة تلقيت تلك الرسالة وهي واحدة من مئات تصلني كل يوم.
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل نحتاج فعلا إلى سيف الحجاج لتهذيب هؤلاء الرعاع؟
طبعا لا، ولا يمكن أن أقبل بذلك. ما قلته في البداية تؤكد تلك الرسالة ومثيلاتها صحته، ألا وهو أننا نعيش أزمة شعب…أزمة أخلاق.. أزمة أمة وأمهات.
أفتخر بأنني من الأوائل الذين بدأوا عملية الإصلاح العقلي والفكري والأخلاقي، وسيأتي ذلك اليوم الذي يذكر التاريخ ما فعلته وفاء سلطان رغم وجود الملايين من أمثال صاحب تلك الرسالة!
السوريون ليسوا الوحيدون الذين أدمنوا القمع. القمع إرث إسلامي وطالما تتبني مجتمعاتنا العربية ذلك الإرث لا أمل يرجى!
لم يسمح الإسلام للفكر النقدي الأخلاقي بالإنتعاش. فتعلم المسلم أن يشتم عندما يدافع عن دينه. لا يستطيع الإنسان أن يدافع عن فضائله إلا بالفضيلة نفسها. وعندما يستخدم الإنسان ذلك الإسلوب المشين هو لا يعرف سوى الرذائل.
س10: ما هي إمكانيات التغيير الفعلية في سوريا، وهل يمكن أن يتصالح النظام مع الشارع السوري، وكيف يمكننا أن ننظر إلى سوريا المستقبل في ظل ولاية قديمة متجددة ومحكمة دولية سارية وبرلمان جديد قادر على التصفيق وفقر مدقع؟
يا حرام!! تطلب من النعجة أن تعقد صلحا مع الذئب؟!!
لا أرى أملا في المدى المنظور إلا بمساعدة خارجية. لا أعتقد بأن الغرب جاد في سعيه لتقديم تلك المساعدة، ولا أريدها أن تكون على الطريقة الأمريكية في العراق.
أشك في نوايا الغرب حيال فرض الإصلاح في العالم العربي والإسلامي. الإسلام يكرث الجهل والفقر والظلم والتخلف وهو خير من يخدم مصالح الغرب بإبقاء ذلك الوضع.
العصابة الحاكمة مفضوحة إلى درجة لم يعد فيها الإصلاح ممكنا. يقول المثل: الخزق أكبر من الخرق، فأية خرقة كافية لترقيع ذلك الثوب المهترئ؟