المفكر المصري عمار علي حسن:إلى الرئيس .. أسئلة “حرجة” عن تيران وصنافير

كتب الروائي المفكر الدكتور عمار علي حسن “15” سؤالا على حسابه الشخصي في “فيسبوك” إلى الرئيس السيسي حول قضية جزيرتي “تيران” و”صنافير” والتي تمت مناقشتها وتمريرها تحت قبة البرلمان المصري الموالي للنظام, وتم التنازل عنها رغم صدور حكم قضائي أقر بمصريتهما. واليكم المدونة كما نشرت:
إلى الرئيس .. أسئلة “حرجة” عن تيران وصنافير
بلا مقدمات ولا ثرثرة، هذه أسئلة لا أعتقد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي طالبت بعدم ترشحه للرئاسة أصلا ولم أنتخبه، سيجيب عليها، لكن عليه أن يعلم أنها هي ما يدور في أذهان المصريين الآن، حتى بمن فيهم، من ساقوهم إلى الموافقة داخل “مجلس النواب” وكذلك من ينتمون إلى الأبواق الإعلامية التي مهدت ودافعت وبررت ومارست أقصى درجات “الخطيئة السياسية” في تبجح ليس له نظير في حياة أي دولة حتى ولو كانت في مجاهل التاريخ أو الجغرافيا، وكان من يسيرون أمورها يعانون من أمية سياسية فادحة وفاضحة. وإلى الأسئلة الواقفة في حلوق الناس أشواكا مسنونة، أو إبرا صدئة:
1 ـ هل انفردت كعادتك بالقرار ووقعت اتفاقا سريا حول تيران وصنافير دون استشارة أحد، ثم أعلنت عن رغبتك فيما أسميته “إعادة” الجزيرتين إلى المملكة العربية السعودية في الاجتماع الشهير الذي عقدته مع شخصيات قريبة من السلطة وأذيع على الهواء، وأحضرت فيه الدكتور مفيد شهاب ليبرر ما واقفت عليه من وراء الجميع؟ أم أن القوات المسلحة والمخابرات العامة والمخابرات الحربية كانت على علم بما يتم منذ اللحظة الأولى؟
2 ـ هل التنازل عن تيران وصنافير مربوط حقا باتفاق أشمل تدخل فيه إسرائيل، وترعاه أمريكا، والهدف منه صناعة حدود بحرية بين السعودية وإسرائيل بما يوجب دخول المملكة طرفا في “اتفاقية السلام” المصرية ـ الإسرائيلية، أو فتح باب لتفاوض بين الرياض وتل أبيب؟ وهل لهذا علاقة بدخول إسرائيل في تحالف عربي تسنده واشنطن ضد إيران ومن معها؟
3 ـ هل وصل إليك أو إلى أحد في السلطة أن هناك تصورا سعوديا، لمرحلة ما بعد النفط، يقوم جزء منه على استغلال كل جزر المملكة في البحر الأحمر بتأجيرها أو بيعها لشركات عالمية أو بناء منتجعات عليها وبيعها لأثرياء العالم؟ وماذا لو دخلت تيران وصنافير بعد تسليمها إلى هذا المسار وبيعت لشركات تقف وراءها إسرائيل ولو من بعيد، أو باعها المالك الثالث إلى رابع يعمل ضدنا؟
4 ـ هناك قوى خبيثة تعمل على إزكاء صراعات داخلية في المملكة لإحداث فوضى عارمة فيها وتفكيكها، لا قدر الله، فهل إن جرى هذا، وهو أمر لا يتمناه أي عربي حقيقي، ستسارع إسرائيل باحتلال تيران وصنافير، ووقتها لن نستطيع أن نفتح فمنا لأن سلطتك أقرت بأنها ليست أرضنا؟
5 ـ هل هناك علاقة بين موافقة إسرائيل على انتشار جيشنا في سيناء لمحاربة الإرهابيين القتلة الفجرة وبين قضية تيران وصنافير؟ وهل أدخلتنا إسرائيل في “حرب استنزاف” ضد الإرهابيين، المتهمة هي لدى كثيرين منا بمساعدتهم وتوجيههم، لنقع تحت ضغط يفضي في النهاية إلى التنازل عن الجزيرتين؟
6 ـ ماذا عن فتح ممر بين الجزيرتين توظفه إسرائيل بعد استلام السعودية لهما في إعطاء دفعة قوية لمشروعها بحفر قناة بين خليج العقبة والبحر المتوسط أو إنشاء قطار سريع بينهما الأمر الذي يعني تدمير وظيفة قناة السويس؟ وكيف يستقيم هذا مع قرارك بحفر فرع جديد للقناة وإنفاق كل هذه الأموال الطائلة عليه لاسيما بعد الإصرار على إنهاء الحفر في سنة واحدة بما رفع التكلفة، ثم الحديث عن مشروعات كبرى على شاطيء القناة؟
7 ـ ما حقيقة ما تردده بعض الأوساط التي تريد دق إسفين بين مصر والسعودية عن ضغوط مارستها الرياض على القاهرة عبر المشروعات التي أطلقتها السعودية في أثيوبيا والتي تقوم على استغلال سد النهضة الذي يضر بنا ضررا بالغا الأمر الذي جعل السلطة في النهاية تمضي في هذا الطريق الذي انتهى، حتى الآن، بموافقة “البرلمان” على اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية؟
8 ـ ما حقيقة ما يقال عن أن السلطة سارعت في دفع البرلمان إلى مناقشة الاتفاقية حين علمت أن المحكمة الدستورية العليا ستقضي ببطلان مناقشته لها عقب حكم المحكمة الإدارية العليا بمصرية الجزيرتين أو ستفرض ضرورة إجراء استفتاء شعبي عليها؟ وهل تخشي إجراء هذا الاستفتاء لأنه سيأتي على النقيض مما قلته من أنك واثق أن الجزيرتين للسعودية وبالتالي يكون استفتاء أيضا على شرعيتك وشعبيتك التي هبطت الآن إلى أدنى حد؟ وكيف تدعو الناس فيما بعد إلى احترام القانون بعد أن ضُرب بحكم المحكمة الإدارية العليا عرض الحائط؟
9 ـ كيف سيجري بعد اليوم الحديث بين قادة الجيش وجنوده عن تقديس الأرض وأن التضحية بالنفس في سبيل حتى ولو حبة رمل واحدة واجب وطني؟
10 ـ إلى متى تظل تعتقد أن ما تقدم عليه، وتتفق عليه سرا، هو عين الحق والحقيقة والوطنية، وأن من يراجعك أو يعارضك أو يستفسر حتى عما فعلت تغضب منه، ويرميه إعلامك بالخيانة؟
11 ـ هل نصدق أنك ستبني دولة ونحن لا نرى حولك إلا المنافقين والمداهنين والملاينين الذين وصل بهم الأمر إلى رمي من يدافع عن أرض مصر بالخيانة؟
12 ـ لماذا تم حجب المعلومات والوثائق التي تثبت عكس ما ذهبت إليه وقررته وفرضته عن أعضاء البرلمان الذين تم حشدهم تباعا في سلسلة لقاءات وشرح القضية لهم بما جعل كثيرين منهم يأخذون موقفهم المؤيد لك عن غير دراية؟ وبعضهم بالطبع يطيعك في كل شيء حتى ولو على حساب مصر العظيمة؟
13 ـ هل حقا أنك أعددت تلك الدراسة القصيرة البسيطة التي انتشرت على الإنترنت وتمت ترجمتها وقيل إنك قدمتها في نهاية دورة عسكرية في أمريكا وفيها تتحدث عن “الخلافة” و”البيعة” ودمج الإخوان وأمثالهم في العملية السياسية؟ وهل هذه الدراسة، لو كانت لك حقا، تعني أن قضية الأرض لا تشغل هذا الحيز الذي يملأ رؤوس الغاضبين من التنازل عن تيران وصنافير؟ وفيما الاختلاف إذن عن تصور الإخوان الذين قامت الدنيا عليهم ولم تقعد لمجرد اتهامهم بالتنازل عن جزء من سيناء؟
14 ـ هل يمكن أن تلمح إلى القرار التالي الذي ستنفرد به، أو تكون قد انفردت بالفعل وستعلن قريبا، حتى نعرفه من الآن؟
15 ـ هل تدرك الآن أن مصلحة هذا البلد تقضي أن تفسح الطريق لغيرك بعد أن ثبت لك أن المسألة أكبر مما تصورت، وكنت قد استسهلتها إلى درجة دفعتك إلى أن تقول في لحظة انتشاء أنك تعرف مشاكل مصر وتعرف كل حلولها أو تعد الناس بدولة مختلفة بعد سنتين فقط من حكمك؟ هل يدفعك ضميرك إلى الاعتراف بأنك وصلت إلى نهاية الرحلة؟

الروائي الدكتور عمار علي حسن

This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.