طلال عبدالله الخوري 9\4\2015 مفكر دوت اورج
كتبنا قبل سنتين في مقال بعنوان:” أعداء الشعب السوري يضعفون ” التالي: “ها هو الولي الفقيه يخر ساجداً صاغراً امام “أوباوما “ وكان يدعي لوقت قريب بأنه لا يسجد إلا لله, ولم يصبر حتى يأتي” المهدي المنتظر” كما يقول معتقده الديني!! وهذا يدل على انه لاعب سياسي وليس رجل دين, فلو كان يؤمن بمعتقده حقاً لما خشع لأميركا, ونحن لا نلومه على هذه المناورة السياسية, ولكن نلومه على خداع الشعب الايراني وإستغلاله للدين بالسياسة؟ ونحن نتسآل هل خضوع الولي الفقيه, الذي يدعي انه يأتمر بأوامر السماء, للغرب هو دليل على كذب مبدأ ولاية الفقيه؟
بعد مرور اسبوع على اتفاق ” الاطار” بين الولي الفقيه واميركا, كل الدلائل تشير على ان الولي الفقيه كان يكذب يريد ان يغدر بالعالم عموماً والغربي خصوصاً ويحصل على القنبلة النووية, ولكنه يريد أيضاً رفع العقوبات من اجل تمويل خططه و تسريع برنامجه النووي وليس من اجل ايقافه, فهو الى الأن لم يغيير سياسته في العراق او لبنان او سوريا او اليمن, وهذا اكبر دليل على انه ماض بنهجه القديم وشيئا لم يتغير حتى الآن, واميركا والغرب يعرفون هذا جيداً, ولم يعطوه شيئا في هذا الاتفاق, وجل ما حصل عليه هو السماح له بان يغسل ادمغة شعبه بهتاف ” الموت لأميركا” بينما في الواقع هو وفقهه ونظامه الذي يحتضر.
قال الخامنئي قبل إتفاق الإطار بأنه ” لا بد من رفع العقوبات أثناء الحصول على الاتفاق فورا، ويجب أن يكون الاتفاق في مرحلة واحدة فقط” بينما ما جاء في بيان ”لوزان“ هو وعود مبهمة حمالة اوجه ويمكن التلاعب بها من جهة ولكنها من جهة اخرى تقر بوضوح على ان رفع العقوبات سيتم على مراحل, اي ان خدعة الولي الفقيه لم تنطل على احد.
من المعروف بان نظام الولي الفقيه كان يعول على تصدير الإرهاب والتطرف والتدخل في العراق وسوريا واليمن والتي كانوا يوهمون انفسهم بتسميتها ب ”عمق الاستراتيجية“ التي ستساعدهم بالنهاية على طاولة التفاوض, ولكن رد كيدهم الى نحرهم وقبلوا باتفاق مذل, فالبيت الأبيض يقول أن “تخفيف” العقوبات عن إيران سيكون “تدريجيا”، اي سيكون بطيئا وخلال عشر سنوات قادمة، ومشروطا بمدى التزامها بالشروط،, وهذا خيب آمال “ظريف” حيث قال أن كلمة “تدريجيا” مضللة ومخالفة للاتفاق المبدئي في لوزان سويسرا، وأن الاتفاق على رفع العقوبات ينبغي أن يتم حال الاتفاق النهائي, وقد كتبت وكالة قوات القدس الرهيبة “تسنيم” في 2نيسان/ أبريل 2015: بأن ”الاتفاق بلا رفع العقوبات خال من أي جدوى لبلدنا“.
قراءة بين سطور الاحداث التي جرت بعد توقيع اتفاق “الاطار ” تبين بوضوح انهم لم يتفقوا على اي شئ بلوزان, بالرغم من احتفال الطرفين بالنصر, والشئ الوحيد الذي اتفقوا عليه هو ان يتوقف صانعي القرار باميركا من اضاعة وقتهم مع مبعوثي الولي الفقيه, وإحالة التفاصيل الى التقنيين الغربيين وهم عبارة عن موظفين برواتب لا تكلف شيئاُ, وهم لا يستطيعوا ان يخرجوا عن الاطار المرسوم لهم من قبل صانعي القرار, وتبقى مشكلة الوقت مهمة لايران وحدها لانه يلعب ضدها وليس ضد الغرب طالما ان البرنامج النووي متوقف ومراقب والعقوبات لم ترفع بعد.
مواضيع ذات صلة: أعداء الشعب السوري يضعفون