طلال عبدالله الخوري 15\2\2015 مفكر دوت اورج
لكي نستقرأ المعالم المستقبلية لحكم الملك سلمان في السعودية, يجب ان نعرف أولاً: كيف تم الانقلاب ومن شارك وساعد به؟ مما لا شك به بأن الإنقلاب تم التحضير له سريا منذ فترة طويلة مع الولايات المتحدة الأميركية اكبر حليف لنظام الحكم السعودي, وما وصول “جون ماكين” على رأس وفد برلماني عسكري كبير لحظة وفاة الملك عبدالله, وقبل الاعلان الرسمي عن الوفاة بخمسة ايام, إلا للمساعدة بوضع اركان جناج الملك “سلمان” الانقلابي في كراسي السلطة, لضمان ان الحكم السعودي سيقوم بالتغييرات التي تطالب بها اميركا من اجل ضمان سير العلاقات بين البلدين بسلاسة. مقال تنبأ موقع “مفكر حر” عن وفاة الملك عبدالله ” هل السيناتور ماكين في السعودية لمبياعة ولي العهد سلمان بن عبد العزيز وهل مات الملك عبدالله؟ “
ثانيا : يجب ان نعرف ما هي المشكلة بين اميركا وطريقة الحكم السعودي؟ فعشية ذهابه للمشاركة الرسمية بتشييع “الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز” ادلى ” أوباما ” بتصريح لشبكة ال “سي ان ان” الاخبارية الاميركية جاء فيه, اذا ارادت العائلة المالكة السعودية الاستمرار بالحكم في العصر الحالي فعليها ان تتغير, وهذا رابط الفيديو” فيديو اوباوما اذا اراد الحكم السعودي ان يعيش في العصر الحالي فعليه ان يتغيير“
الآن: لكي نعرف ما هو نوع التغيير الذي تطالب به اميركا من الاسرة الحاكمة السعودية, يجب ان نعود الى جذور واصل العلاقة الاميركية السعودية وكيف بنيت, وتحديدا الى المعاهدة السرية التي تم توقيعها بين الملك “عبدالعزيز آل سعود” ورئيس الولايات المتحدة الأميركية أنذاك “فرانكلين روزفلت” على ظهر البارجة الحربية “كوينسي”, في شباط عام 1945, والتي ما تزال سرية حتى الآن, بالرغم من مرور ما يقارب السبعين عاماُ على توقيعها؟ والتسريبات التي وصلتنا كانت عن طريق اشخاص وجدوا على السفينة وسمعو نقاش ما او جملة قيلت اثناء الاستراحات!!؟ ومن هذه التسريبات التي وثقتها عدة مصادر أن الملك السعودي قال لروزفلت: بأن الله قد أعطى الأميركيين الحديد, بينما أعطى المسلمين الدين الصحيح؟ .. طبعا المقصود بالحديد هو العلم والتكنولوجيا والقوة العسكرية.
إذا من هنا نرى بأن اهم ما طالب به الملك السعودي هو الاعتراف الرسمي الاميركي الدولة العظمى بالعالم بأن ” الاسلام هو الدين الصحيح” مقابل الاستثمارات الاميركية باستخراج النفط السعودي , وللمزيد عن هذه المعاهدة يمكن الاطلاع على مقالة “مساهمة العرب في الحضارة الإنسانية؟“.
وبنتيجة هذه المعاهدة تم اطلاق يد البترودولار السعودي والخليجي لاسلمة العالم وهابياً انطلاقا من مصر وسوريا والوطن العربي والعالم الاسلامي وصولا لاروروبا واميركا … اي ان غض الطرف الاستخبارات الغربية عن تغول المنظمات والجمعيات الاسلامية وعلى رأسها الاخوان المسلمين في اوروبا واميركا لم يكن منة, وانما كان باتفاق رسمي موثق بين الملك عبدالعزيز والرئيس الاميركي روزفلت.
بالواقع ان كل من روزفلت وعبدالعزيز ظن نفسه بانه اخذ كل شئ من الطرف الاخر وغدر به مقابل لا شئ…!!؟ فالملك عبدالعزيز كان يعرف من تجربة اسرته بفرض نسختهم من الدين الاسلامي على الجزيرة العربية, وقبلها من تجربة نبيهم محمد(ص) اللذي استخدم الدين للسيطرة على الشعوب العربية و السريانية والفارسية والقبطية والامازيغية .. ومن اسبانيا غربا حتى بلاد الهند والسند شرقا, يعرف بان من يسيطر على الناس دينياً وعقائدياً سيسطر عليهم عسكريا وسياسيا واقتصاديا, وهذه هي الفكرة البسيطة البديهية للاخوان المسلمين وكل الاسلام السياسي, وسيستطيع “ال سعود ” بواسطة نشر الدين ان يغدروا بالعام كما فعل اسلافهم ويصبح العالم كل مسلماً وهابيا تحت حكم اسرة ال سعود … بالواقع كانت خطته تسير على مايرام وتتقدم … لولا تسرع “ابن لادن” وحادثة تفجير ابراج نيويورك التي اوقفت هذه الخطة كما سنرى.
أما روزفلت من جهته فلم يكن يع ما وراء مطالب الملك عبدالعزيز بان يقر بان الاسلام هو “الدين الصحيح” فلم يكن متطلعا على تاريخ الفتوحات الاسلامية ومخاطر التحكم بالناس عقائديا على الامم … وكل ما كان يهمه هو حصول بلاده على انهار من الثروات جراء استثماراتها باستخراج النفط السعودي والتي ساهمت ببناء اقوى دولة بالعالم, ومكنتها من ان تسبق وتتقدم على جميع دول العالم مجتمعة بمئات السنين في كل المجالات العلمية والتكنولوجية والعسكرية الاقتصادية.
اذا بنتيجة هذه الاتفاقية ظل السعوديون يستثمرون اموالهم بنشر الاسلام في العالم وظل الاميركيون يتقدمون ويسبقون العالم في كل المجالات … حتى جاءت احداث 11 سبتمبر 2001!! وهنا بدأت مراجعة معاهدة ” كوينسي”!؟ وهنا بدأت اميركا تفكر بان تتنصل من اقرارها بان الاسلام هو “الدين الصحيح” … وبالواقع هذا كل ما يريده الاميركيون من الحكم السعودي الجديد, وهو اعفائهم من الاعباء المترتبة من اقرار رئيسهم روزفلت بان “الاسلام هو الدين الصحيح” و من هنا جاء عنوان المقال” المعالم المستقبلية لإنقلاب خادم الحرمين الإسلام لم يعد الدين الصحيح”
من هنا نرى بان اهم ما سنراه بالعالم جراء الانقلاب في الحكم السعودي بمساعدة اميركية هو تلاشي اسلمة اوروبا واميركا على الاقل ولن يستطيع المسلمون هناك بعد الان من التصرف بنفس السلوك اللذي اعتادوا عليه في السابق من دون عواقب لان المال قد انقطع عنهم والغرب قد تنصل من تعهداته للملك عبد العزيز بان الاسلام هو الدين الصحيح
مواضيع ذات صلة: مباركة اميركية تامة للحكم السعودي الجديد لاول مرة شهاداتهم عالية رائف لن يجلد مرة
هل السيناتور ماكين في السعودية لمبياعة ولي العهد سلمان بن عبد العزيز وهل مات الملك عبدالله؟
فيديو اوباوما اذا اراد الحكم السعودي ان يعيش في العصر الحالي فعليه ان يتغيير