المعارضة السورية قابلة للاختراق ببطاقة طائرة وإقامة في فندق

Abdulrazakeidالمعارضة السورية الرسمية قابلة للاختراق حتى ولو ببطاقة طائرة وإقامة يومين في فندق ( 5 نجوم ) !!!!

طبعا لن يستطيع أحد أن يقدم لنا نموذجا عن مؤتمر عقدته المعاارضة في الخارج ، بل وفي الداخل بفنادق النظام ، إلا وهذا المؤتمر معقود من أجل تخريج عناصر قيادية (أخوانية )، ومن يستنسبه الأخوان كموالين لهم سيما في البداية ، مستثمرين النزاهة والاخلاص التركي لحزب العدالة الاسلامي التركي ، في دعم الثورة السورية … سيما أن معظم المؤتمرات المعارضة منذ اللحظة الأولى كانت في تركيا بل وحتى الآن ..

وتكرس هذا الأسلوب كسنة تتبعها كل سفارات العروبة لاحقا، التي تأثرت بمنهجيتها الفاسدة حتى الدول الغربية وسفاراتها ، حيث يمكن أن يدعى مئتا مشارك مثلا، تسعدهم الرحلات المجانية الترفيهية ،والتي لا تكلفهم سوى مبايعة عدد من الأشخاص التي ترشحها الجهة الدولية الداعمة عربيا أو خارجيا ….

كنا نعتقد أن تركيا هي الدولة العظمى (الإسلامية ) الوحيدة التي يحق لها رعاية حركات سياسية تحررية (عربية وأسلامية ) لأن لتركيا مشروعا سياسيا ديموقراطيا من الصعب مقارنته بقطر مثلا ، وقد استجبنا لإحدى هذه الدعوات من الخارجية التركية في استانبول، لكنا لم نلتق بأحد من هذه الخارجية بعد مشاركتنا في هذا المؤتمر، سوى تكليف أخ اسلامي سوري (الذي يرفض على طريقة الأخوان أن يسمي نفسه أخوانيا) وكأن في الأمر ثمة مهانة أو ما يدعو للخجل إذا قال أنه أخواني…!!!! فكانت خيبتنا أن تركيا –مع الأسف – هي دولة عظمى (عالمثالثيا) ، ولهذا فقد بقيت بإدارتها لهذا الصراع (إدارة عالمثالثية ) يتفوق خطابها السياسي الاعلامي الانشائي على ممارستها السياسية العملية الحديثة عالميا …

وهكذا راحت السفارت العربية تجمع المعاضة السورية على أساس رابطة الدم والعشيرة والقبيلة، مقابل رابطة والعقيدة” رابطة العقيدة الأخوانية التي تنتهجها تركيا (إسلامويا ) ، بل وراحت توكل أمورنا كمعارضين مستقلين إلى مندوبين ممثلين لها عشائريا في سوريا من قبل الخليج ، وعقائديا أخوانيا من قبل تركيا……
.
وكان علينا في هذه الحالة أن نتخلى عن كل معنى وجودنا وفعلنا وقيمته الثورية متمثلا بانتاجنا الفكري والمعرفي والأدبي الذي بلغ حوالي ثلاثين مولفا، ليكون لنا تمثيلا عمليا لنا في الثورة خارج نشاطنا الفكري والثقافي، الذي تكشف لنا حسب المعارضة السورية (التركية الخليجية ) أن انتجنا الفكري لا يملك أية قيمة معنوية أو تنويرية ، كما كنا نعتقد نحن أصحاب الأوهام الثقافية عن الثورات ودور أمثال (مونتسيكو وروسو وفولتير!!! ) ودورهم بالثورة الفرنسية ، على اعتبار أن الثورات تمهد لها عقول النخب الفكرية والثقافية، وليس (النخب الدينية أو القبلية !! التي تقوضها الثورات عادة ….

ووجدنا أنه ما علينا سوى مبايعتنا (للشيخ المكلف قبليا أو الشيخ المكلف إسلامويا ) من قبل هذه الدولة الخليجية أو تلك ، من هذا الحزب والفريق السياسي الاسلاموي، أو تلك العصابة من الجواسيس المزمنين التي رعتهم وحمتهم السلطات الاستعمارية منذ خروجها من البلدان المستعمرة ….

النظام الأسدي قبل الثورة الذي كان يحاورنا على صف سياسي به ، من منظور بيرغماتي يقدر مصلحيا أنه ينبغي أن يجامل ويلاطف ويستقطب المثقفين لمصلحة نظامه ،وعندما عجز عن استقطاب المثقفين عاقبنا وعاقب العالم بانتاج بداعش …في ذات الوقت الذي توافقت فيه المعارضة الشمولية (الأخوانية واليسارية والقبلية) على أمر واحد وهو عدم حاجتها للنخب الفكرية والثقافية والمعرفية الثورية المدنية الديموقراطية، بعد التواطؤ بين النظام الطغاياني وهذه المعارضة الشمولسية على سحق حركة الشباب المدني الديموقراطي ….

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.