نعم لقد فعلوها الزعماء العرب ونظام مبارك ونجحوا بطعن الشعب المصري ثلاث مرات
الطعنة الاولى:
عندما انتفض الشباب المصري من اجل الحرية والكرامة ضد طغيان نظام حسني مبارك الاستبدادي والذي كان يخطط لتوريث مصر لابنه جمال, وكأن مصر مزرعته الخاصة, وشعبها عبيد في مزرعته, شأنه بذلك شأن زميله في الاستبداد من عائلة الاسد الاجرامية في سورية, بدأ حسني مبارك ومعه الجيش باستخدام الحل العسكري لإخماد الثورة المصرية, وسبب توقف حسني مبارك عن مشروعه هذا هو وجود نخبة من الضباط وعلى رأسهم الفريق احمد شفيق والمشير طنطاوي ورئيس المخابرات عمر سليمان اللذين كانوا ضد التوريث لجمال بسبب طموحاتهم الشخصية, وحصر الرئاسة بالمؤسسة العسكرية, فركب هؤلاء الضباط الثورة المصرية واقنعوا حسني مبارك بالتنازل, “ليس حبا بعلي ولكن كرهاً بمعاوية”, اي ليس لأنهم مقتنعون بالثورة واهدافها, ولكن لأن ليهم طموح بأن يكونوا خليفة لمبارك في رئاسة مصر, وهم غير قادرين على هذا, بسبب ان مبارك كان يحكم سيطرته على البلد سياسيا واقتصادياً مثل اي دكتاتور, فجاءت هذه الثورة لتنجدهم, فركبوا عليها من اجل فتح الابواب على مصراعيها امام مستقبلهم.
من هنا نرى ان اول طعنة بظهر الشعب المصري كانت من ضباط مصر الذين استغلوا ثورته من اجل غايات شخصية, ولو لم يكن نية لدى مبارك لتوريث السلطة, لرأينا ان هؤلاء الضباط وقفوا الى جانب مبارك, واستخدموا القوة المفرطة لقمع الشعب المصري, ولرموا الشعب ببراميل الديناميت والقنابل والصواريخ المحرمة واالاسلحة الكيماوية تماما كما يفعل المجرم بشار الاسد مع الشعب السوري, فالانظمة الاستبدادية من نفس الطينة, والفرق بين مبارك والاسد, ان الاخير كان اكثر استبدادا ولم يكن لديه من يطمح للوصول للسلطة بين ضباطه, ولن نصدق خدعة بأن الشعب يلتف حول الجيش, فعناصر الجيش تنفذ الاوامر التي يتلقونها من قادتهم.
الطعنة الثانية
عندما سرق الأخوان المسلمين الثورة المصرية وجيروها لصالحهم, وخطفوا الانتخابات الرئاسية, وبدأوا بتأسيس النسخة السنية لولاية الفقيه الشيعية الاستبدادية وبمساعدة قاسم سليماني قائد فيلق القدس الاجرامي الذي ينكل بالشعب الايراني, وقد اشبعت هذه الطعنة تمحيصا وتحليلا في الكثير من المقالات.
الطعنة الثالثة
كان يريد العسكر ان يبقى منصب رئيس الجمهورية ضمن مؤسستهم العسكرية, التي تحتكر 40% من اقتصاد مصر, فيما يعيش الشعب المصري في فقر مدقع, يفترش الارض بمدن الصفيح ومدافن الموتى, وذلك لكي يحافظ الضباط على المكاسب المادية والثروات التي تسلطوا عليها خلال فترة حكم مبارك, فدفعوا بالفريق “احمد شفيق ” كمرشح لهم, ولكن بعد ان فشلوا بسبب الضغط الاميركي, انتقلوا الى “الخطة باء” وهي القبول برئيس اخواني ولكن بشرط ان يكون عبارة عن دمية يحركها العسكر من خلف الستار عن طريق اقامة اتفاق مع الاخوان يحتفظ به العسكر بكل مكاسبهم الاقتصادية,… وصبر العسكرعلى الاخوان مدة سنة كاملة…. حتى جاءت “القشة التي فصمت ظهر البعير”, وهي الخلاف بينهما حول قناة السويس, حيث كان يريد العسكر ان يحتفظوا باحتكاراتهم بمشاريع قناة السويس بينما اراد الاخوان تجريدهم من هذه الاحتكارات من اجل رفع دخل مصر من القناة, فقام وزير الدفاع الجنرال السيسي بلعبة المظاهرات الشعبية ضد حكم مرسي, ولعبة تفويض الشعب له, وقام بانقلاب عسكري ضد حكم الاخوان, واستعاد بذلك حكم العسكر الذي كان سائداُ بعهد مبارك.
من هنا نرى بأن الجنرال السيسي طعن الشعب المصري بالظهر للمرة الثالثة, وخطف السلطة, بحجة ان لديه تفويض شعبي, بينما ان حقيقة الامر هو ان بضعة ضباط مع مجموعة من الفاسدين يحتكرون اقتصاد مصر ولايهمهم الا مصالحهم المادية اما الشعب المصري ومصالحه الاقتصادية فلا تعنيهم على الاطلاق.
دليل الشعب العربي لكي يعرفوا اذا كان زعيمهم صادقا او يكذب عليهم
سنقوم بسرد الدلات التي تكشف الزعيم العربي اذا كان صادقا فيما يقول ام انه يغسل دماغ بسطاء الشعب من اجل سرقة موارد البلاد الاقتصادية؟
الدليل الاول:
هل قام الزعيم بوضع قوانين الاقتصاد التنافسي الحر وقضى على الاحتكارات الاقتصادية للضباط والمقربين من الحكم؟
إذا فعل هذا فهو صادق, وأن لم يفعل فهو حتما كاذب يخدع الناس, لان الاقتصاد الاحتكاري يذبح الناس بالفقر, بينما الاقتصاد التنافسي الحر يرفع مستوى الدخل عند الناس..
الدليل الثاني:
هل قام الزعيم بوضع القوانين التي تتبنى استقلالية القضاء؟ واذا لم يفعل فحتما هو كاذب, لأنه بدون قضاء مستقل سيتفشى الفساد ويتدمر الاقتصاد.
الدليل الثالث:
هل وضع القوانين التي تحترم حقوق الانسان؟ واذا لم يفعل ذلك فحتما هو كاذب يريد ان يستبد بالشعب؟
الدليل الرابع
هل يستخدم الدين بخطاباته ويتقرب من رجال الدين ويفيض عليهم بعطاءاته؟ هذا يعني بانه كاذب من دون ادنى شك؟
اذا طبقنا هذه المعايير الاربعة على اي زعيم عربي فنجد ان جميع الزعماء العرب كاذبون, واذا طبقنا هذه المعايير على السيسي فنجد انه كاذب مئة بالمئة, ويجب ان لا ينخدع الشعب المصري بكلامه المعسول لانني عندما اشاهده واسمعه فاني اجد به ثعبان مكار مثل حية التبن.
مواضيع ذات صلة: