المسيح في أناجيل الصوم الكبير-2-

jesuscofin1المسيح في أحد الكنوز مت 6 : 19- 33-3

Oliver كتبها

المسيح كنزنا

لا تكنزوا : كنوز الأرض كثيرة و ضائعة ,كلها تفسد من الداخل ( السوس أى الضعف البشرى) و من الخارج ( الصدأ أي المحاربات بأنواعها) .و ربما لا تفسد فحسب بل تضيع تماماً (يسرقها السارقون).

يبدأ السوس من الداخل و ينتشر حتي يقضي علي الجميع.و يبدأ الصدأ من الخارج و ينتشر حتي يهوى الكل.و يسرق السارقون من الداخل و الخارج حتي لا يبق شيء.

أما المسيح له المجد فهو (كنزنا) الوحيد..و حيث يكون الكنز (المسيح) فليتبعه القلب و يشاركه فيما يصنع و يتمثل به.

إما يسكن المسيح داخلنا فيعظم غِنانا أو تستولي علي الداخل الرغبات غير المقدسة(السوس) فيصبح الداخل هشاً و يتهاوى و نفتقر حتي إلي رغيف الخبز.

إما نلبس صورة المسيح أو يلبسنا هذا الذي خلعناه في المعمودية (الإنسان العتيق أي الصدأ) فنتكلم كالعتيق و نفكر كالعتيق و نعيش كالعتيق و يتشوه جمالنا.

إما نملك في المسيح و يملك فينا(بالمحبة) و إما نحب غيره فيأتي السارقون و يسرقون ميراثنا المستباح.ويضيع حق الملكية الأبدي.

الكنوز الأرضية هي أطايب الملك الأرضي التي رفضها دانيال النبي فنال النجاة.لم يبتلع الأطايب فلم تبتلعه الأسود و إنفتحت قدامه الكنوز السمائية ( الرؤى)

السوس

كل ما يفسد قلبك أو إرادتك أو ميولك و يجعلك تتهاوي من الداخل مثل عديم أو هزيل الإرادة هو كنز أرضي صلى و إجتهد لكي تتخلص منه .هو عبء عليك .هذا هو السوس الذي ينخر في كيانك الروحي هذا الفساد قد لا يقضي علي ما هو خارجك فتستمر في صلاتك و صومك و خدمتك حتي و أعمال الرحمة لكن الكنز الداخلي ( محبة المسيح) ضائع فتصير الأعمال الروحية أعباء شكلية بلا قيمة عمرها قصير و سرعان ما تختفى و بإختفاء المحبة يمكن للفضيلة أن تتحول إلى خطية بسبب الرياء.

الصدأ

كنز أرضي.كل ما يلوثك و يشوه صورة المسيح فيك كما يفعل الصدأ بالأشياء القيمة. تفقد ثمنك و سر وجودك تترك نفسك لبرودة المحبة للجميع فيصيب الصدأ قلبك .ليس بينك و بين العالم عازل فيصدأ ضميرك الروحى .حين لا تستدفئ بالمسيح يصير كنزك مكشوفاً .يأتى الصدأ بدون ضجيج و أنت لا تشعر به.تتآكل من الخارج بفعل الكبرياء و الإنشغالات.و الباب الصدأ لا يفتح بسهولة حتى لو سمع قرعات الروح.هذا الخمول و التثاقل علامة الصدأ.يجئ المسيح و يبقي خارج الباب.يرضي أن يلمس بابك الصدئ.تجرحه الشقوق حين يقرع بابك.لكنه مجروح و واقف ينتظر.لا يهمه آلامه بل يهمه مصيرك.

السارقون

يأتى السارقون إلى حيث لا يحق لهم الدخول. ينهبون أغلى ما عندك.خلاصك…فإسأل نفسك هل لكنزك أبواب؟ هل أغلقت بابك تجاه اللصوص؟ هل يقف الضمير الروحى كحارس علي ما تفكر و تشعر و تتكلم و تعمل ؟ هل تدقق في شيء؟ هل تلاحظ الثعالب الصغيرة هذه التي تدخل إلي الكرم ,تدوس فضائلك في بداياتها. كل ما هو خارج الحصن تفقده. كل ما هو غير محروس بالروح القدس يسرقه السارقون منك و يفرون.كالإبن الضال الذي صار نهباً للذئاب و تحت رحمة الخنازير . ضيع نصيبه لولا محبة الآب .

نوح البار لم يأخذ في الفلك ذهباً أو فضة لكنه نجا ومن معه في الفلك لأنه أخذ الله و تبع وصاياه.و بدون ذهب أو فضة بقيت الخليقة .

بل إكنزوا: كنوز السماء هي ثمار حلاوة عشرة المسيح و حيث يكون كنزكم(المسيح) يكون قلبكم مسكن المسيح.من يستطيع أن يفسد كنزك و فيك روح الله داخلك ؟ من يستطيع أن يصيبك بالصدأ و أنت لابس المسيح خارجك ,الذي يحصنك دون أن يعصمك.من يستطيع أن يسرق كنزك و يخطفك من يد الراعي و هو يتحدى الجميع من أجلك قائلاً لا يستطيع أحد أن يخطفها من يدي فماذا يفعل السارقون الآن سوي الهرب قدامك.

ما دام قلبك حيث كنزك.تكون عينك عين المسيح فيستنير جسدك.السراج يشتعل بفعل ما في داخله من وقود .و العين تتحرك حسب هوي القلب.لذا فالعين البسيطة هي التي تنظر مثل المسيح الساكن في القلب.فيستنير كل الإنسان من داخل و من خارج. يحب و يغفر و لا يدين.و تكون عينك مرآة تعكس المسيح الذي يسكنك.
أما العين الشريرة فهى تنظر من قلب خال من المسيح . قلب أعمي يقود عين عمياء و الإنسان يترنح كله في الظلام.لأنه بلا مسيح ساكن فيه فيسقط و يتجرع الخطية بكل أنواعها و درجاتها…

لا يقدر أحد أن يخدم سيدين

كان العبد عند الرومان ملكاً لسيده.لا يحق له الذهاب إلي سيد آخر لأنه ليس حراً إلا لو عتقه سيده.و أما مسيحنا الفادي له المجد هو سيدنا الذى إشترانا بدمه و صرنا ملكاً له.و مع أننا عبيد للإين إلا أن الإبن حررنا لكي يكون بقاءنا معه و خضوعنا له و خدمتنا له و تكريس أنفسنا له هو بكامل إرادتنا و بمنتهى الحرية و بدافع الحب. المسيح هو هذا السيد الرقيق الذي لم يستغل ملكيته لنا .ما أجملك يا من ذبحت و إشتريتنا لله الآب بدمك من كل قبيلة و لسان وشعب و أمة .

المسيح له المجد إشترانا .كنا مملوكين لسيد قاس هو إبليس.و سيد آقسى هو الموت.فإشترانا بدمه و أطلقنا أحراراً.مات لأجل أن يخلصنا من قساوة الموت و الظلمة القديمة.نعم المسيح هو الوحيد الذي يستحق أن يدعي سيداً.و يستحق أن نخدمه طوال الحياة.

تبغض و تحب

أنت تحب المسيح إذن عليك أن تعادي أعداءه.إبغض الشيطان و الخطية و العالم أي الفكر الخالى من روح الله..المسيح يريدك أن تأخذ موقفاً .مع من تقف؟من تخدم؟ هل المال سيدك أم أنت سيده؟ كل من يستعبدك هو ضد المسيح.إن كان فكراً أو عادة أو شهوة .كل من يستعبدك هو لص يأخذك من المسيح دون وجه حق.سواء أكان إنساناً أو إدماناً .

أنظروا طيور السماء

أنظر إلي فوق و تمني. ألا تشتاق إلي الحرية؟ تكون كالنسر. لك تلك الأجنحة التي بها تسمو فوق الأرض و تتجه نحو الأعلي.أتريد ان تكون مشغولاً بما هو فوق؟ بالمسيح .أتريد أن تتخفف من الأثقال الخطايا و الهموم؟ المسيح يمكنك من هذه الحرية و هذا الإشتياق.يجعل أجنحته أجنحتك.قوته قوتك.ملكوته ميراثك.و يجدد كالنسر شبابك فتنشغل بما هو فوق و يأتي من هو فوق و يكون فيك.

هو حاضر أمامك. تطرح اثقالك و تحمله داخلك حتي تستطيع الطيران.لا يسمح أن تضع الهموم معه في قلبك .همومك لا تجعل قلبك مسكناً مريحاً للمسيح فإتركها تحت قدميه لكي يسكنك المسيح وحده و يتربع.لا يريدك ان تنشغل بغير فائدة. هل تدع الغد يؤرقك بينما الأبدية في يد سيدك حاضرة.أخرج إلي بستان الكتاب المقدس و تأمل كيف تكفل الله بأولاده في كل شيء.و صار الغد الأبدي لهم دون أن يصيروا هم للغد الأرضي.

زنابق الحقل تنمو

الزنبقة تلبس الجمال.و أنت تلبس المسيح الأبرع جمالاً.المسيح لم يتركك تشبه العالم كما لم يترك الزنبقة تشبه الطين الذي حولها.المسيح جملك فصرت الزنبقة السمائية برغم أنك في الأرض بعد.الزنبقة نبتة برية صغيرة لم يزرعها الناس و أنت أيضاً صنيعة حميم الميلاد الثاني و مغسول بدم العهد الجديد لم يزرعك الناس و لا صنعوك بل أنت مولود من فوق.فيا زنبقة السماء كيف لا تنمو و أنت في يد الزارع الذي خرج من السماء ليجعلك زرعاً سماوياً و ها قد بدأ بك بذرة .صغير كالزنبقة.جميل لأنه ألبسك البهاء.أنت ممثل الزارع علي الأرض.تعكس مجده الأعظم . تأخذ من مجد الملك.ألا تصدق اي مجد أنت فيه؟ قل لمسيحك زد إيماني.بالإيمان ننمو .

ملكوت الله و بره

المسيح هو الملكوت.الملكوت هو المسيح.بر الملكوت هو بر المسيح.ما تأخذه من المسيح هو الملكوت هو البر.ليس الملكوت مكان كالأماكن التي نعرفها.الملكوت هو كيان المسيح الذي يشمل الجميع في الأبدية.الذي يشمل الكل في الأبدية لذلك دعي المسيح حضن إبراهيم .و كما أن الإبن في حضن أبيه أي في ملكوت أبيه سنكون نحن في حضن الآب و الإبن بالروح القدس .الملكوت هو شركتنا مع الثالوث.ليس الملكوت شيء نراه مستقلاً عن المسيح بل حياة نراها مستمدة من شخص المسيح في الأبدية للأبرار.هذه هي الحياة الأبدية.حياة المسيح الأبدية التي ستشملنا و نعيشها هي الملكوت.

و كما هو مكتوب أطلبوا المسيح مكتوب مثله أطلبوا ملكوت الله و بره .كلاهما واحد .إطمئن.إذا المسيح لك فالملكوت لك.إسمك هناك.في سفر الحياة أى في دم المسيح.كل ما ينبغي أن نفعله هو أن نحافظ على الكنز.إنه اليوم يوم الكنوز.

About Oliver

كاتب مصري قبطي
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.