المسيحيون ثروة يجب أن نحافظ عليها

inside-Church-of-the-Holy-Sepulchreفي الوطن العربي براميل وآبار كبيرة من النفط، ولكن هذه ليست هي الثروة الحقيقية في الوطن العربي، هنالك ثروة أكبر منها وهي المسيحيون.

المسيحيون في الوطن العربي ثروة يجب أن نحافظ عليها، وما ألاحظه في بلادي أن أعداد المسيحيين في تناقص مستمر وهنالك ملاحظة ذات أهمية كبيرة وهي أنهم هجروا القرى والحارات والبلدات النائية عن المدن واتجهوا إلى المدن الكبيرة ليعيشوا فيها لعدة أسباب من أهمها أنهم يشعرون بالقلة وبالدونية ويتعرضون لكثير من المضايقات من قبل الأهالي وليس السلطات ولكنهم لا يتقدمون بالشكاوى للمجالس الإدارية وللحكام الإداريين ويكتفون بأن يديروا ظهورهم للآخرين ويهجروا القرى دون أن يقولوا كلمة واضحة، وأنا شاهدت وتعايشت في الأردن مع مثل هذه الظواهر عن قرب، حتى غدت قريتي اليوم بدون مسيحيين إلا بيتا واحدا أو بيتين على أغلب تقدير.

وكان المسيحيون هم أول من فتح باب التعليم للبنات في عموم أرجاء بلاد الشام فكانت عقيلة القس (طمسن) وعقيلة القس ضودج في بيروت هن أول من أنشأن سنة1826م أول مدرسة لتعليم البنات على أبجديات القراءة والكتابة وكان عدد الطالبات في هذه المدرسة لا يزيد عن ست بنات، وفيما بعد انتشر التعليم للبنات وانتقل من المسيحيين إلى (الدروز) وانتشر التعليم خلال عشر سنوات للبنات وجاءت سنة 1936م وكان عدد البنات المتعلمات في جميع أرجاء بلاد الشام أربعين طالبة فقط لا غير والغريب في الموضوع أنه لم يكن من بين كل الطالبات أي طالبة عربية مسلمة على الإطلاق ، ولكن فيما بعد انتقلت عدوى التعليم إلى كافة الناس في بلاد الشام والمسلمون كانوا أبدا يقفون بالمؤخرة وبأدنى درجات السلم من حيث التعلم والتعليم والتغلب على صعوباته، ولكن في النهاية وصل النور عبر المسيحيين إلى المسلمين، ومن هنا ومن هذا المنطلق علينا أن نعرف بأن المسيحيين ثروة قومية كبيرة يجب المحافظة عليها ويجب أن نعيد المسيحيين إلى القرى النائية التي كانوا يسكنوها من أجل أن يعود العلم والتنوير معهم، إنهم أمة نقلت العرب من الجاهلية والظلام إلى النور اليقين.

إن المسيحيين ثروة كبيرة يجب أن نستثمرها في كل الميادين فهم السباقون إلى العلم وإلى المعرفة عدى عن ذلك هنالك ظاهرة حريٌ بنا أن نعرفها وهي أن ملابس النساء المسيحيات الجريئة مارسن دورا رياديا في تحريض المرأة العربية المسلمة على التحضر فهن أول من كشف عن الصدر والساقين ولبسن البناطيل في الوقت الذي كانت فيه المرأة العربية المسلمة متدثرة في ملابسها من أعلى الرأس إلى أخمص القدمين، لقد لعبت الملابس الجريئة دورا أهم بكثير من القلم الجريء الذي يجرؤ على النقد، ومن بعد المسيحيات تجرئن المسلمات في المدن أولا على ارتداء الملابس الجريئة شيئا فشيئا، وبذلك تحركت المصانع والشركات إلى صناعة الألبسة الجريئة التي ازداد عليها الطلب بسبب المسيحيات.

إن المسيحيين ثروة كبيرة يجب أن نستثمرها وأن نعيدها وأن نحافظ عليها لا كما يسعى البعض إلى تصفيتها وسحلها بالشوارع كما هو مُخططٌ له من قبل بعض الفئات.

وعلى فكره المسيحيون هم أول من طبع القرآن في المطابع وكان ذلك في مالطا في القرن السادس عشر وكان يتسم بالخط المائل وكانت هنالك شروحات عليه وفيما بعد تمت عملية طباعته في حلب، وقدموه هدية للمسلمين.أفليس هذا الشعب بنظركم ثروة وطنية يجب الحفاظ عليها؟.

About جهاد علاونة

جهاد علاونه ,كاتب أردني
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.