المسيحية عكس لعبة الشطرنج

يقال-وهذا صحيح- بأن الديانة المسيحية تلعب عكس لعبة الشطرنج, ففي لعبة الشطرنج الجنود والوزراء والقلعة والحصان syriajesusوالخيالة وكل المتواجدين على رقعة الشطرنج يموتون من أجل أن يعيش الملك, أما في الديانة المسيحية فالقصة والسيناريو يجري عكس كل ذلك, وباختصار شديد الملك يموت من أجل الجميع.

إن الديانة المسيحية تجري عكس ما تأمر به ثقافة الجشع والطمع, فلا أحد يستطيع أن يكون مستغلا لأخيه أو لا تسمح للناس بأن يموتوا من أجل الملك, في الديانة المسيحية الله يموت من أجلك أنت, الله تعذب من أجلكَ ومن أجلكِ ومن أجلهم ومن أجلنا نحن, في الديانة المسيحية الله أو الرب يضحي من أجلنا نحن, يضحي بأعز ما يملك, يضحي الرب من أجل أن ننعم بالأمن وبالأمان, واليوم قل لي أنت أيها المنشغل والمضحي بنفسك من أجل أن يعيش إلهك, كيف تضحي بنفسك من أجل إلهك, كيف ينتقم إلهك من الناس من أجلك أنت, قل لي كيف يحارب الله أناسا مسالمين من أجلك أنت؟؟قل لي هل هذا معقول؟ هل الله يقتل الناس من أجلك أنت؟ وقل لي أنت, كيف تقتل الناس من أجل إلهك؟ هل إلهك غير قادر أن يدافع عن نفسه؟ وكيف تحمل السيف والبندقية وتقطع رقاب الناس من أجل الدفاع عن إلهك؟ هل هذا معقول؟ الرب في الديانة المسيحية يعذب نفسه, يصلب نفسه, الرب في الديانة المسيحية يتبرع لك بدمه من أجلك أنت, ويموت على الصليب من أجلك أنت, وليس بحاجة لأن تحمل سلاحك لتنشر دينه وتدافع عنه, الرب في الديانة المسيحية لا يحتاج إلى (بدي جارد) الرب في الديانة المسيحية لا يحتاج إلى مليون مقاتل يهاجمون الناس الآمنين يقتلون أبناءهم ويستحيون نساءهم من أجل الدفاع عن إلههم.

في الديانة المسيحية أنت وأنا أمام عالم مثالي جدا , نحن أنا وأنت أمام إله قوي وليس ضعيفا ولا يحتاج إلى معجزات بشرية من أجل نشر ديانته, ولا يحتاج إلى المزيد من القتلى والمعذبين في الأرض الذين يعذبون أنفسهم من أجل أن يعيش طماع واحد أو ملك واحد أو رجل واحد, هذا في الديانة المسيحية لا أحد يحتاج إليه والرب لا يحتاج إلى تضحياتك وبطولاتك, لأنه منذ 2000 عام ظهر على الأرض وبذل نفسه من أجل المتعوسين ومن أجل المحرومين ومن أجل المعذبين ومن أجل الثكلى والحزانى والأرامل والمساكين, ومن أجل العمال والشغيلة ومن أجل من لا يجدوا في بيتهم لا طعاما ولا شرابا, من أجل المأكولة حقوقهم ومن أجل المصادرة حقوقهم, ومن أجل كل التعساء والمعذبين في الأرض, المسيح ظهر والرب قد تجلى للناس أجمعين وبذل نفسه من أجل هذا العالم كله, وليس من أجل أهل الناصرة أو دمشق أو إيليا, بل من أجل كل شعوب الأرض, إنه إله غير عنصري, إله محب للسلام ولنشر العدل والحرية ورسالة المحبة والتسامح في كل مكان.

في لعبة الشطرنج تصوير حقيقي للعالم المزيف, وللإله المزيف, الإله الذي يضحي كل الناس من أجله, من أجل أن يعيش طماع واحد, من أجل أن يعيش انتهازي واحد, في لعبة الشطرنج أنت تقف أمام العالم والإله المزور والدجال, أمام إله يريد سفك الدماء من أجل أن يعيش هو وحده, يريد من الكل أن يفدوه وحده, يريد من الكل أن يموتوا من أجل أن يحيا هو, أنت أمام عالم وإله مخادع, يخدع الناس ويحتاج إلى مص دمائهم من أجل أن يعيش هو, يريد أن يرقد على سرير الشفاء من أجل أن يتبرع له الناس بالدماء, وهذا في الأصل عالم مزيف وغير حقيقي, ففي الأصل الرب افتدى العالم كله, كفر عن خطيئة آدم وخطيئتك أنت, في الديانة المسيحية لا أحد يقتل أحدا من أجل أن يعيش لصٌ واحد, بل على العكس تماما, الرب افتدى العالم بابنه من أجل أن تعيش كل الناس بالأمن وبالسلام الدائمين, الرب لا يحتاج إلى خداع فئة ونصرة فئة على فئة أخرى, بل على العكس الرب يحب الجميع, يحبك ويحبني ويحبهم, ولا يمكن أن يقبل منك أي تضحية من أجله, لأنه لا يحتاج إلى الفقراء والمعذبين, ولا يحتاج لك لكي تعذب نفسك من أجل أن يرضى هو, الرب يريد منك أن تقف بمكانك وأن تحترم نفسك وتحترم الآخرين, يريد منك أن تعرف عظمته وكيف ضحى بابنه من أجلك أنت, يا سلام!!!!!!!!!! الرب يتعذب من أجل كل الناس!!!! يا سلام!!!!!!!!! الرب يموت من أجل أن تعيش أنت, من أجل أن يخفف عنك عذابك في هذه الدنيا, ولا يحتاج الرب إلى جيوش جرارة ولا إلى طائرات تنقل المحاربين, ولا يحتاج إلى نشر دينه بالقوة, بابه مفتوح وهو يمشي عكس الإنسان الطماع, الإنسان الانتهازي الذي يريد أن يضحك على قلوب البسطاء من الناس الغلابه والمتعبين والمنهكين من شدة التعب, يريد أن يحمل عنك, ولا يريد منك أن تحمل عنه, لا يريد أن يصور نفسه ملكا على رقعة الشطرنج أبدا, الرب يريد أن يقول لك بأنه يمشي عكس لعبة الشطرنج, تلك اللعبة التي كل الناس فيها أو كل الحجارة يموتون من أجل الملك, بينما هو عكس ذلك يموت من أجل كل الناس, وخصوصا المعذبين في الأرض,لا يريد الرب أن يرهب الناس ولا أن يرهبوه, لا يعرف لا المكر ولا الخداع, لا يعرف الجبروت ولا التسلط على رقاب الناس, الرب عاش من أجلنا ومات من أجلنا وعذب من أجلنا وقام من أجلنا.

About جهاد علاونة

جهاد علاونه ,كاتب أردني
This entry was posted in ربيع سوريا, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.