المساواة في الغرب تشّرع فياغرا نسائية

ahlamakramأحلام اكرم

وافقت إدارة الأغذية والعقاقير الطبية الأمريكية يوم الثلاثاء 18-8-2015 على طرح عقار قد يكون مثيرا للجدل في الأسواق, لعلاج ضعف الرغبة الجنسية لدى المرأة بعد رفض تشريعه مرتين في السابق. قرارها اليوم جاء بعد أن خلصت لجنة استشارية في يونيو/حزيران إلى أنه ينبغي الموافقة على العقار مع تطبيق إجراءات صارمة لضمان أن تكون النساء اللواتي يتعاطينه على دراية كاملة بالمخاطر الجانبية للعقار.

السؤال هو. هل ستتبعها بريطانيا في تشريع هذا العقار, وهل سترفضه الجاليات أو تقف حائلا ضد تشريعه وطرحه في الأسواق, خاصة وأن البعض من الجاليات قامت بعملية ختان الأنثى بهدف تقليل وربما قتل الرغبة الجنسية لديهن.

سأبدأ بالتأكيد وحسب الواقع والبحوث العلمية، التي أجمعت على أن ممارسة العملية الجنسية, غريزة بيولوجية لا تختلف عن غريزتي الطعام والشراب, للحفاظ على الجنس البشري. والفرق بينها وبين غريزتي الجوع والعطش أن الغريزة الجنسية ’تمثل الأصل للإستمرار البشري. فبدون الجنس سينقطع التناسل البشري وتنتهي الحياة البشرية.

الفرق في النظرة للجنس بيننا وبين الدول الغربية.. أن الدول الغربية وبعد الفصل التام ما بين السياسة والكنيسة التي كانت تتمتع بنفوذ كبير على وعي الأفراد والشعوب, وإستغلت الكنيسة هذا النفوذ في عملية التخويف المستمر من العقاب وجنت من خلاله الأرباح المادية الكبيرة على حساب خوف الإنسان وبؤسه وفقره المادي إلى أن وعي السياسيين إلى أهمية الحريات في عملية التغيير الإجتماعي, حتى تلك التي قد تقف في حيز ضيق في تعارضها مع الأخلاقيات التي كانت سائدة آنذاك كما في منع ممارسة الجنس قبل الزواج وفي اللبس المحتشم.. وأنطلقت العمليه الديمقراطية مستندة إلى إطلاق الحريات وحق المواطن في كل أشكال الحريات بما فيها إشباع الرغبه الجنسية.

بينما وفي الدول العربية والإسلامية, نتحاشى الحديث عن هذه الرغبات البيولوجية, ونطلقها للرجل كليا.. ولكننا ’نبقى على تحريمها على المرأة حتى المتزوجة. وتحت بند المحافظة على الشرف والسمعة نحرّمها على المرأة الغير متزوجة. ولكننا نتخطى كل الحدود الإنسانية في سكوتنا حين تقوم بعض المجتمعات الإسلامية مستغلة مبدئي الطهارة والعفه والتعفف لتقوم بعملية الختان للمرأه..

’تبرر معظم المجتمعات قيامها بعملية الختان إلى أنه يعود إلى عادات وأعراف إجتماعية موروثه. ولكن الأخطر تبريرا حين ’تربط بالأصل الديني الموثّق..

كان بالمدينة امرأة يقال لها أم عطية تخفض – أي تختن – الجواري، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا أم عطية: اخفضي ولا تُنهِكيِ، فإنه أنضر للوجه، وأحظى عند الزوج” وصححه الألباني في صحيح الجامع.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “يا نساء الأنصار اختفضن (أى اختتن) ولا تنهكن” (ألا تبالغن في الخفاض)..

وعليه فإن هناك من يعتقد بأن من المستحيل أن يأمر الدين بشىء فيه مضرة للإنسان. بمعنى الموافقة على تنفيذه مهما كانت المخاطر.

وإن كان هناك رأي آخر ا يعتقد بأن الختان للجنسين غير واجب ولا إثم لتاركه.

ما صعقني أنني ولأول مرة ومن خلال البحث وجدت بأنه ومع عدم وجود أو تشريع إحصائيات رسمية, ’يمارس في السعودية بشكل غير رسمي.. تقوم الداية أو كبيرة العائله التي قد تكون طبيبة شعبيه بختان سنة غير فرعوني، وينتشر في المدينة ومكة وتهامة وجيزان ونجران؟

الإكتشاف الآخر الذي وجدته، بأن هناك نوعا رابعا من الختان. ويختلف عن الأنواع الثلاثة الأخرى التي يتم فيها القطع والتشوية حيث لا يتم قطع أي جزء من الأعضاء الأنثوية الخارجية، ولكن يتم حرق أو كي تلك الأنسجة. وهو معمول به في مصر خاصة وبين الطبقة الغير متعلمة والغير واعية.

السؤال الأهم, هل الختان إنتهاك حقيقي لحق المرأة في الرغبة.. هناك رأيين:

الأول يعتقد بأن الختان ’يقلل الرغبة الجنسية والثاني يعتقد بأنه يزيد درجة الحساسية أي يعمل عكس ما هو مفروض منه.

الأهم أنه ومن خلال دراسة علمية عام 2007 تبين أنه قد لا يكون له تأثير سلبي على الرغبة.. إضافة إلى إعتراف البعض من النساء اللواتي خضعن لعملية الختان بأنه لا يطفىء الرغبة الجنسية بل ينتهك حق المرأة في جسدها بتشويهه.

السؤال الآخر الذي سألتني عنه قناة ال بي بي سي العربيه من القاهره قبل أيام، هل ستشرعه بريطانيا وغيرها من دول الإتحاد الأوروبي، خاصة وهي لديها العديد من الجاليات التي تقوم بعملية الختان؟ وهل ستستطيع هذه الجاليات وقف تشريعه؟

أولآ – بريطانيا جرّمت عملية الختان. وبالتأكيد ستتبعها العدد من الدول الأوروبية.

ثانيا – المساواة بين الجنسين هي السياسة التي تعمل عليها الدول الغربية. وعليه ستشرّعه تماما كما شرّعت الفياجرا للرجال.

الفرق أن مستوى الرقابة الطبية المرتفع في الدول الغربية, سيجعلها تقوم بحملات توعية كبيرة للتحذير من الأعراض الجانبية. لأمرين الأول مسؤولية الدولة في حماية مواطنيها من الأمراض. والثاني نظرا لإرتفاع تكلفة الرعاية الصحية المجانية للمواطنين.

نحن نرى هذا التحذير على كل علبة سجائر ولكن الحق في حرية التصرف المكفولة في قوانين الغرب لا تستطيع تشريع أي شيء يحد من الحرية. فللمواطن حرية الخيار، وهي الحرية الغير مكفولة في الدول العربية والإسلامية. برغم وجوده في متناول الجميع سواء ’شرّع أم لا.

المصدر ايلاف

About أحلام اكرم

كاتبة فلسطينية تهتم بحقوق الانسان منظمة بصيرة للحقوق الإنسانية سعدت كثيرا حين وجدت مقالاتي منشورة على منبر المفكر الحر .. ولكن ما أود أن ألفت إنتباه المرحرر والقراء وللصدق فقط بانني وإن كنت أعتشق مصر وأكن الكثير من الحب والإحترام لمصر ولشعبها الكرام .. ولكني لا ولن أتنكر لأصولي الفلسطينية .. فأنا من أصل فلسطيني .. درست وتخرّجت من جامعة الإسكندرية .. وإن ندمت على شيء فهو عدم معرفتي أو علمي بما تحمله الإسكندرية من تاريخ عريق قرأت عنه في كتب الأستاذ يوسف زيدان .. أعيش منذ سنوات كثيره في لندن .. فيها تعلمت الحب .. والإنسانية والحياة .. ولكني لم أغلق عيني وأذني عن رؤية الجوانب السلبية أيضا في الثقافة الغربية .. وبكن تحرري وتحريري من العبودية التي شلّت تفكيري لزمن طويل .. هو الأساس الذي ثني على الكتابة علّني أستطيع هدم الحواجز بيننا كبشر .. وهي الحواجز التي إخترقتها حين إستعدت إنسانيتي وأصبحت إنسانة لا تؤمن بالحواجز المصطنعه .. وأروّج للحقوق العالمية للمرأة .. مع شكري العميق للمفكر الحر .. وتقديري للقراء ..
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.