المرأة في وطن لا يبكي، كيف تأمن له؟

nadinelbider1تحت عنوان أهجري الشرق التعيس..قرأت مقالة- نثر للكاتبة السعودية الشابة نادين البدير.. وبقدر ما في كلماتها من صدق لا ’لبس فيه.. ترك غصة في حلقي.. ووجع في قلبي..وضباب في عيني. أؤيدها في كل كلمة.. إلا أنني أقف حائرة.. نعم من حق المرأة العربية الرحيل.. الهرب.. فلم يعد هناك مكانا للعدالة لها ولحقوقها ولحياتها.. وأضيف متى كان هناك عدالة للمرأة هناك! ويبقى السؤال.. ترحل إلى أين؟ وأي من الأبواب ستفتح لها فالغرب يخشى من الرياح الشرقية سواء من رجل أو إمرأة…. وكم هي نسبة من يستطعن الخروج بشهاداتهن العليا وإمكانية إيجاد عمل اصبحت تهدد مواطني الدول نفسها.. ثم هل ستستطيع المرأة العادية التي تعاني بصمت الهرب قبل ذبحها على أعتاب بيتها؟؟؟ أسئلة تطاردني وتقض مضجعي.. وكيف سيكون الشرق بلا وردة.. بل بلا ورودة اليافعة والمتعلمة؟

مقالها ’نشر في جريدة الرأي الكويتية.. يقطر ألما وحزنا على المرأة.. صادقة في كل كلمة..تكتب بما معناه.. لماذا نلعن داعش وهي موجودة في بيوتنا منذ عصور.. تصرف إرهابيي داعش مع المرأة لا يختلف عن تصرف الأب حين يقتل إبنته حماية لشرفه.. والمتحرش حين يحبس أخته بينما يتلاعب بالنساء الآخرين.. والمغتصب حين يسمح له القانون بغسل جريمته بالزواج من مغتصبته.. والمطلقه حين يتركها الزوج والقانون لتتسول معيشتها.. المرأة صغيرة وكبيره كيف يعاملها الرجل.. وكيف يعاملها المجتمع الذي لا يفتأ عن النظر إليها بريبة لأنها إمرأة إستشرفها الشيطان… والدولة حين تتركها تحت رحمة قوانين ’سنت منذ الآف السنين بلا رحمة ولا عدالة؟؟؟؟

تقول نادين البدير:

باعوك من زمان.

ماذا تنتظرين يا ابنة الشرق العربي العقيم؟

المكان ليس معدا لأي مستقبل. انتهى كل شيء.

هي عصور الهلاك أو الظلام العربية، أما النور فلن يبزغ إلا بعد صعود روحك بعقود أو قرون..

فلا تنتظريه.

ارحلي قبل أن يفوت الأوان.

ولا تدمعي على خدعة الحدود..

ارحلي.

هذا الجزء من مقالها ذكرني بتعليق على إحدى مقالاتي هزني وإن كان من المفروض أن يمر مرور الكرام.. برغم إيجازه إلا انه يعبر عن إحساس كل إمرأة حظيت بالرحيل من الشرق التعيس.. ولكن بعد أن أخذ الشرق صباها وعمرها وتركها لسنوات طويلة جثة بلا روح ولا معنى للحياة… ولاصدمة.. حين تفوق….

Khalid – GMT 12:31 2015 الأربعاء 20 مايو

” لا تتوقع اي انجاز من هذه المخلوقه الكئيبه طالما انها تشعر ليس لها اي شخصيه تذكر……تمنيت ان تبقى في بلدها وبدون كشف المستور…في الغرب ستبدا بالنمو الشخصي من جديد….وستلعن حياتها السابقه.”

في سهرة ضمت مجموعه من النساء من أصول عربية عشن في لندن معظم حياتهن…أثرت موضوع المقارنه ما بين حياتنا في الغرب والشرق.. وبدأت اللعنات وبدأ الندم بأنهن لم يعشن حياتهن بشكل طبيعي لا في الشرق ولا في الغرب.ففي الشرق غلّف الخوف من الأهل والمجتمع حياتهن.. سكن روحهن بحيث لم يستمتعن بحرية ولا حتى بحياة طبيعية وأن هذا الخوف غلّق تفكيرهن بحجاب لم يستطعن من خلاله التنفس والا التعقل.. وبأن عامل الخوف.. وهدف الهروب من البيت إعتقادا بانهن سينلن شيئا من الحرية هو ما دفعهن لقبول الزواج.. بدون سابق معرفة.. وحتى فترة الخطوبة كانت ’مقيدة بوجود الأهل وبالتالي لم ’تتح لهن معرفة أزواجهن بشكل طبيعي. كانت معرفتهن شكلية إلى حد كبير.. إحدى هؤلاء السيدات.. وهي في الجزء الأخير من العمر.. قالت وبحسرة كبيرة.. أنها نادمة لأنها لم تعرف الحب لا قبل الزواج ولا بعده..ولا زالت حتى هذه اللحظه تشعر بالضياع وضياع العمر بلا طعم ولا معنى..

الأخرى لإمرأة عانت الكثير من زوجها.. ولكنها إستمرت في الحياة معه.. حتى في لندن.. ليس خوفا من المجتمع.. ولكن خوفا من ذل الحاجة.. وبرغم أن زوجها كان ميسورا.. إلا أنها لم تعي حقوقها في القوانين البريطانية إلا بعد فوات الأوان..

كلهن إعترفن بأنه فات الأوان.. وأنهن لا يتمنين لبناتهن مثل حياتهن الخالية من كل معاني الحرية.. فالتجربة في الشرق قاسية و’مذلّه للمرأة.. والتجربة في الغرب أخذت وقتها للنضوج والتصالح مع النفس والوعي للإعتراف الشخصي بالحقوق. والثمن كان غاليا… ضياع العمر.. وفوات الأوان!!! نعم وكما كتبت نادين البدير…

وطن لا مكان فيه لحلمي وجسدي وعقلي وطموحي.

وطن لا يبكي. فكيف تأمن له؟

المصدر ايلاف


About أحلام اكرم

كاتبة فلسطينية تهتم بحقوق الانسان منظمة بصيرة للحقوق الإنسانية سعدت كثيرا حين وجدت مقالاتي منشورة على منبر المفكر الحر .. ولكن ما أود أن ألفت إنتباه المرحرر والقراء وللصدق فقط بانني وإن كنت أعتشق مصر وأكن الكثير من الحب والإحترام لمصر ولشعبها الكرام .. ولكني لا ولن أتنكر لأصولي الفلسطينية .. فأنا من أصل فلسطيني .. درست وتخرّجت من جامعة الإسكندرية .. وإن ندمت على شيء فهو عدم معرفتي أو علمي بما تحمله الإسكندرية من تاريخ عريق قرأت عنه في كتب الأستاذ يوسف زيدان .. أعيش منذ سنوات كثيره في لندن .. فيها تعلمت الحب .. والإنسانية والحياة .. ولكني لم أغلق عيني وأذني عن رؤية الجوانب السلبية أيضا في الثقافة الغربية .. وبكن تحرري وتحريري من العبودية التي شلّت تفكيري لزمن طويل .. هو الأساس الذي ثني على الكتابة علّني أستطيع هدم الحواجز بيننا كبشر .. وهي الحواجز التي إخترقتها حين إستعدت إنسانيتي وأصبحت إنسانة لا تؤمن بالحواجز المصطنعه .. وأروّج للحقوق العالمية للمرأة .. مع شكري العميق للمفكر الحر .. وتقديري للقراء ..
This entry was posted in الأدب والفن, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.