المرأة الثرية المعنفة يختلف أسلوب تعنيفها عن المرأة الفقيرة المعنفة, فالمرأة الثرية والمتزوجة من زوج ثري يختلف في معظم الأحيان اسلوب تعنيفها عن أسلوب تعنيف المرأة الفقيرة الحال, فالمرأة الفقيرة والمتزوجة من زوج فقير إذا غضب زوجها منها يربها فيكسر يدها أو رأسها أو رجلها وغالبا ما تظهر علامات من الكدمات على وجهها وكتفها وظهرها, وهذا اسلوب تعنيف ظاهر للجميع, أما بالنسبة للمرأة الثرية المعنفة والمتزوجة من ثري إذا غضب من زوجته فورا يكسر لها موبايلها(تلفونها) وخصوصا إذا كان موبايل غالي الثمن بعكس الفقيرة والفقير التي يكسر لها زوجها وجهها.
وروى لي أحد أقاربي قائلا: قبل 50 سنة كسرت يد زوجتي الأولى رحمها الله وحين ذهبت إلى بيت أبيها سألها عمي(أبوها) عن السبب فقالت: لأنني رفضت تناول العشاء معه, وروى لي أحد أقاربي قائلا: طلقت زوجتي وكسرت يدها بضربة قوية حين كسرت غصن شجرة زيتون أثناء موسم قطاف الزيتون, فقلت له: ليش ما حرقت ثوبها أو شرشها؟ فقال: ومن وين بدي أجيبلها واحد ثاني؟طبعا هذا كله بعكس الأثرياء الذين يكسرون أثاث المنزل بالكامل أثناء الخصام وكأنهم لم يفعلوا شيئا دون أن يمد الزوج يده على زوجته بل يمد يده على مقتنياتها الثمينة, طبعا أنا لو أفكر بكسر التلفزيون وأكسره فعلا غير أقعد شهر بالمستشفى مريض عليه.
طبعا السبب واضح, فنحن الفقراء نخاف على مقتنياتنا ولا نكسرها أبدا حتى أن ريموت التلفزيون أو الستلايت إذا كسره الولد عفوا وعن غير قصد فورا ندعو عليه بأن يكسر له الله رجله التي كسرت الريموت أو أن يكسر له الله يده, علما أن ثمن الريموت لا يتجاوز الدينار الأردني, فأنا مثلا إذا غضبت من زوجتي من المستحيل أن أكسر لها الموبايل لأنني أعرف بأنني لن أستطيع شراء غيره إلا بالدين, ولكن المرأة الثرية والمتزوجة من زوج ثري دائما ما يعنفها من خلال الاعتداء على مقتنيات زوجته الشخصية الثمينة مثل أن يحرق لها فستان السهرة الذي اشترته مؤخرا من آخر سفرة إلى باريس أو أن يحصل معها ما حصل مع أحد اصدقائي الأثرياء الذي كسر لزوجته شل سيارتها الأمامي وبعد أسبوع على كسره أراد أن يصالحها فأخذ السيارة للتصليح وكان ثمن الشل مع الأواء الأمامية يعادل ثمن سيارة نوع (كيا1).
وهنالك جار كان يسكن قريبا مني كان كلما تخاصم مع زوجته يكسر لها وجهها أو يدها المهم أنه كان يمد يده بإستمرار على جسدها, وفي نفس الوقت هنالك قريب لي ثري جدا كلما غضب من زوجته كان يذهب إلى غرفة نومها ويأخذ من على التسريحة أدوات التجميل ويلقي بها في حاوية القمامة.
المجتمع الراقي أو الأثرياء يخجلون إذا سمع اصدقاءهم بأنهم ضربوا زوجاتهم أو بناتهم فيلجأوا إلى الاعتداء بالضرب على أغراض وممتلكات زوجاتهم وأبنائهم الشخصية , فهم لا يحبوا أن تسمع الناس عنهم بأنهم يعنفون زوجاتهم أو أولادهم, إنهم يستحوا من هذه السمعة, أما الفقراء فيفتخروا بأنهم يضربوا أبناءهم وزوجاتهم, فمعظم جيراني الفقراء دائما ما يعلنوا أمام الناس بأنهم اليوم مثلا قام أحدهم بضرب زوجته على رجلها أو وجهها أو ظهرها أو أن أحدهم مثلا قام برب ابنته أو ابنه, فهذا النوع من التعنيف يعتبر لدى الفقراء مفخرة وأي مفخرة!! ومعظم أصدقائي وأقربائي الفقراء دائما ما يذكروا بعضهم البعض حين مثلا ضرب أحدهم زوجته فيقول أحدهم: أتذكر يوم كسرت لزوجتك سنها على شان قلاية بطاطة؟ طبعا والأسباب معظمها تافهة.
أما الأثرياء فإنهم يجلسوا مع بعهم البعض في السهرات ويذكروا بعضهم كأن يقول أحدهم: أتذكر يوم كسرت زجاج سيارة زوجتك؟..أتذكر يوم حرقت لها بنطالها؟ أو تنورتها الغالية الثمن؟ ويتفاخر الأثرياء أمام بعهم البعض حين يعنفوا نساءهم أو أولادهم بتخريب أو بكسر أو اجمالا بالاعتداء على مقتنياتهم الشخصية مثل الكمبيوتر والآي باد واللاب توب والماكياج والسيارة.
والمرأة الفقيرة المعنفة إذا ضربها زوجها تذهب فتشتكي عليه للشرطة أو للمحافظ أو لحماية الأسرة مباشرة وتحرد(تزعل) في بيت أهلها.., والثرية إذا عنّفها زوجها تذهب فورا وتشتكي عليه لأصحابه ولأصحابها, أي للأصدقاء وتحرد وتزعل في بيت صديقتها.