قرابة 100 ألف سوري اختفوا قسرا منذ اندلاع النزاع في بلادهم عام 2011.
هكذا تقول الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها الذي أصدرته الخميس بمناسبة اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري.
وفقا لنظام روما المؤسس لمحكمة الجنايات الدولية، يعد الإخفاء القسري جريمة ضد الإنسانية حين يرتكب في إطار سياسة عامة أو خطة منهجية.
يقول التقرير إن النظام السوري لم يخل بالمواثيق الدولية فحسب، بل بالدستور السوري نفسه، عبر توقيف مئات آلاف المعتقلين من دون مذكرات اعتقال أو توجيه تهم لهم، كما حظر عليهم توكيل محامين وحرم المعتقلين من الزيارات العائلية.
وشدد التقرير على أن النظام السوري ما كان ليجرؤ على فعل ذلك لولا “الدعم اللامحدود من إيران وروسيا، وغياب إرادة دولية فاعلة”.
تقرير الشبكة السورية الذي نشر بعنوان “نفق بلا نهاية”، اتهم نظام بشار الأسد بتعمد إخفاء أكبر عدد من السوريين لترهيب المجتمع بالكامل.
لم يكتف النظام بعمليات الإخفاء فحسب بل أخضع المعتقلين لأساليب تعذيب وحشية تسببت في مقتل 13608 منهم منذ آذار/ مارس 2011 وحتى آب/أغسطس 2018 حسب التقرير.
وقال التقرير إن النظام تلاعب بملف المختفين وأقر بمقتل 836 منهم، من دون أن يسلم جثثهم.
وثق التقرير منذ اندلاع الصراع ما لا يقل عن 95056 حالة إخفاء قسري على يد الأطراف الرئيسية الفاعلة في سورية، النظام السوري مسؤول عن 85.9 % منها، حيث أخفى ما لا يقل عن 81652 شخصا بينهم 1546 طفلا، و4837 سيدة.
أما تنظيم داعش فقد تسبب في إخفاء ما لا يقل عن 8349 شخصا بينهم 314 طفلا و218 سيدة،
فيما تتحمل هيئة تحرير الشام “جبهة النصرة” مسؤولية إخفاء 1645 شخصا بينهم سبع أطفال و19 سيدة.
وبحسب التقرير فقد بلغت حصيلة المختفين قسرا على يد فصائل في المعارضة المسلحة ما لا يقل عن 1887 شخصا بينهم 208 طفلا و411 سيدة.
أما قوات الإدارة الذاتية الكردية فقد كانت مسؤولة عن إخفاء ما لا يقل عن 1523 شخصا بينهم 41 طفلا و63 سيدة.
العدد الأكبر من المختفين قسرا سجل في محافظة ريف دمشق، تلتها محافظتا درعا وحلب، حسب تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
ودعا التقرير مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى متابعة قضية المعتقلين والمختفين قسرا في سورية، مع تخصيص جلسة للنظر في هذا التهديد الرهيب الذي ما زال مستمرا، وفق التقرير.
وبمناسبة اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري، نشرت منظمة العفو الدولية أيضا تقريرا تضامنيا وصفت فيه المختفين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأنهم “ليسوا موتى ولا أحياء”.