طلال عبدالله الخوري 3\3\2016 مفكر حر
كما توقعنا بمقالاتنا السابقة فإن روسيا ستقود حرباً بالوكالة يكون وقودها الجيش السوري النظامي وحزب الله والمليشيات العراقية والشيعية من شرق اسيا واليمن, مع الحرس الثوري الايراني, ومرتزقة من مختلف بلدان العالم, من أجل الانتصار على المعارضة السورية المسلحة وإبادتها كما فعل الاسد بحماة بالثمانينات, وكما فعل بوتين في الشيشان, واعادة سيطرة نظام الاسد على كامل سوريا واعادة اخضاع الشعب السوري كما كان مألوفاً خلال 45 عاما من حكم عائلة الاسد, لا بل بطريقة اكثر استبداداً ووحشية. نزكي لكم قراءة هذا المقال للمزيد: بوتين والسيسي ينقلوا حربهم مع الغرب الى سوريا بدمائنا وممتلكاتنا
هذا بالضبط ما أكده ايضاً مدير جهاز المخابرات العسكري الأمريكي، اللفتنانت “فنسنت ستيوارت” في جلسة استماع أمام لجنة الكونغرس لشؤون القوات المسلحة البارحة 2\3\2016 , وقال ايضا ان روسيا ارسلت رسالة للغرب عندما استعرضت احدث آلتها الحربية المتطورة مع أنظمة الأسلحة التقليدية المتقدمة من خلال إظهارها لقدراتها الاستراتيجية وماذا تستطيع ان تفعل مع الغرب في اي صراع تقليدي كبير قادم, وهذا يعني ان روسيا ما زالت مصممة على زيادة اوراقها التفاوضية على الساحة العالمية من خلال الورقة السورية وستقوم قريبا بدعم مستوى عملياتها الحالية لوجيستياً، عن طريق مزيج من القوات الجوية والبحرية وحتى التجارية, ويمكن ان تقوم بزيادة قواتها العسكرية بطريقة مباشرة إذا لم تتمكن من إحراز تقدم في تأمين المرتزقة .
وأيضا ستستخدم روسيا سعي إيران لزيادة نفوذها الاقليمية في سوريا وتتحالف معها لإلتقاء اهدافهما ببقاء نظام الأسد, حيث أن الانتخابات الايرانية لن تغيير اي شئ من السياسة الخارجية لايران, لان الولي الفقيه والحرس الثوري هو من يديرها بطريقة مباشرة ولا تتأثر بالانتخابات, وقد توقع هنا مدير المخابرات العسكرية الاميركية ان تقوم ايران وحزب الله بتوفير المقاتلين والتدريب والمعدات والتمويل للقوات التي تدافع عن نظام الأسد، لان من أولويات الأمن القومي للنظام الايراني بقاء النظام وتوسيع نفوذها الإقليمي وتعزيز قدراتها العسكرية.
من هنا نرى بان الهدنة الحالية وكما توقعنا هي مجرد خدعة لجولة ثانية من الحرب تكون اكبر واكثر وحشية, لان الجميع مازال يعتقد بانه قادر على الانتصار بالحرب وتحقيق اهدافه الاستراتيجية العليا, والذي سيدفع الثمن هو الدم السوري بالدرجة الاولى.
خير الكلام … بعد التحية والسلام ؟
١: لو تتذكر ياعزيزي طلال أحد تعليقاتي قبل سنتين وأكثر حول مايجري في سوريا بأنه المقدمة ، فمن كان يتوقع أن تطول قادسية صدام والخميني 8 سنوات بالتمام والكمال ؟
٢: بلعبة ذكية بين الروس والامريكان والاسرائيليين إستطاعوا التخلص من سلاح النظام السوري الكيماوي مقابل بقاءه حباً ، ليس حباً به بل لإطالة أمد الحرب وتعميم الخراب والدمار في عموم سوريا ، ولما لم تكن الدماء المسالة تجاري عصر السرعة والكلفة وبعد غضُ الطرف عن تدخل حزب ألله ومن ثم إيران بثقلها المادي والمعنوي ومن ثم العسكري المباشر أوعزوا للروس بالتدخل لتسخين كل الجبهات بعد أن فترت قوى الأطراف المتصارعة ، وليس بمستبعد غدا دخول القوات التركية والخليجية لتحرق المنطقة بمن فيها مادام الكل عشاق موت وحرائق وحروب ؟
٣: وأخيراً …؟
صدق القول الحق { من لا يعرف تدابيره حنطة تكل شعيرة } سلام ؟
شكرا للزميل العزيز سرسبيندار السيدي على مروره العطر