أديب الأديب كبير المحللين السياسيين © مفكر حر
ذكرنا بأكثر من مقال بأن هدف فلاديمير بوتين الرئيس الروسي الحالي والرئيس السابق للمخابرات الروسية هو إثبات أن روسيا وريثة الاتحاد السوفييتي المنهار هي دولة عظمى يجب ان تستشار بكل الملفات العالمية ويجب ان تأخذ مصالحها بعين الاعتبار فيها, وسياستها في هذا هو اثارة المشاكل بالعالم وادارتها حتى تقتنع اميركا ومعها الغرب بانها دولة عظمى وترضخ لشروطها, وهذا سبب دعمها لحليفها نظام عائلة الاسد الاستبدادية في سوريا, ومن جهة ثانية هناك اميركا والغرب يريدون اغراق حكم بوتين بالمستنقعات التي يلعب باوراقها واستنزاف موارده, حتى يقتنع بأنه ليس لديه مواصفات الدولة العظمى ويجب ان ينحسر حكمه داخل حدود بلاده, ويهتم بشؤونه الداخلية… الان لدي بوتين اوراق في سوريا والعراق وايران واليمن ولبنان وليبيا واكرانيا ومعظم دول الاتحاد السوفياتي السابق وبعض الدول الافريقية والبعض في اميركا اللاتينية.. وهاهو يسعى على ما يبدو عن طريق دفاتر الحزب الشيوعي الاممي القديم اللعب بالورقة اليسارية بالمغرب,.. فبعد انهيار الاتحاد السوفياتي والمنظومة الاشتراكية وحلف وارسو, وايضاً رافقها تعاظم التمويل السعودي للتيارات الاسلامية, انحسر نشاط الماركسيين المغاربة في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب.. ولكن الآن تتناقل وسائط الاعلام انباءاً عن عودته للساحة بدعم وتمويل من المخابرات الروسية, وذلك من خلال فصيل يحمل اسم “النهج الديمقراطي القاعدي- البرنامج المرحلي”, حيث اقدم عناصر محسوبة عليه على حلق شعر وحاجبي نادلة بمقصف كلية العلوم في مدينة مكناس, كنهج عنيف بتوقيع اليساريين الراديكاليين داخل أسوار الجامعة, وهدفهم اشعال ثورة شعبية على النظام القائم تحوّل المغرب إلى دولة ماركسية قوامها “هدم الطبقية وتقويض الرجعية والرأسمالية”، ويتبنى نظرية بناء الأداة الثورية بشكل سري، لمواجهة النظام عبر التعبئة لمعارك نقابية تدافع عن مكتسبات الطلبة والرقي بفكر الطلبة ومحاربة البيروقراطية، ويعتبر أن الفصائل الإسلامية ظلامية، والحركة الأمازيغية “شوفينية”، لان هدفه النهائي اممي مثل الاسلام السياسي, وهذا كان متوقعا لان وجود اي ايديولوجية (اسلامية, يسارية, قومية) مع تمويل ( سعودي او روسي) مع وجود شباب عاطل ويائس يبحث عن هوية, هذه العناصر الثلاث يمكن استغلالها ببساطة في اي ثورات راديكالية عنيفة مثل القاعدة وداعش والمنظمات اليسارية والقومية… الان انقلبت الاية فبعد ان استغلت السعودية الانحسار اليساري بعد سقوط الاتحاد السوفياتي في اواخرثمانينات القرن الماضي, في نهوض التيارات الاسلامية, هاهو اليسار يستغل انحسار وفشل الاسلمة والمشروع الوهابي بضغط من الولايات المتحدة الاميركية, لينهض باليسار من جديد, فالبيئة مهيئة والتمويل موجود والايديولوجية موجودة والوقود من الشباب العربي اليائس موجود ايضا, ولم يبق الا ان تعطي هذه الخلطة عود ثقاب صغير لكي يشتعل وينفجر, وهذا ما تريده الكي جي بي الان لزيادة اوراقها التفاوضية بالعالم.