لم أستطع أن أتجاوز ” تعميم ” رئيس المحمكة الشرعية – محكمة معرة النعمان – التابعة للهيئة الإسلامية للقضاء …:
” يمنع أهالي العسكريين والشبيحة والدواعش والأشخاص اللذين ما زالوا مرتبطين بالنظام أمنيا وعسكريا من الإستفادة من أي نوع من أنواع الإغاثة “
التعليق …:
بداية لن أتطرق إلى مبنى ولغة ومصطلحات وتنسيق التعميم … ولا إلى خلطه الحابل بالنابل … ولا بد من التذكير أن ” الإغاثة ” أيا كان نوعها عينية أو نقدية هي ” مال عام ” وليس ” مال خاص ” أيا كان مصدرها أو ناقلها أو حائزها .
ونحن ممن يعتقد ويأخذ بقاعدة أن ” الثورة أوالجهاد لا تجبان ما قبلهما ولا ما يرتكب خلالهما فيما يخص حقوق العباد والبلاد ” … وقد يشفع ذلك جزئيا ونسبيا إن صدق الفاعل وتاب توبة نصوح بشروطها وظوابطها .
ولكن أين رئيس المحكمة من قول الله تعالى ..:
{ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۗ إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ ۚ وَمَنْ تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ ۚ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ }
وكيف لقاضي في محكمة ” إسلامية ” يفترض أنها تحكم بالشريعة السمحاء أن يخالف نصا صريحا من القرآن الكريم … ومن يفعل ذلك هل هو مؤهل لتولي القضاء خاصة عندما تكون صفته ” إسلامية ” … وبالتالي ما مدى أهليته لتولي هذا المنصب وهل يمتلك الكفاءة لذلك … وكيف يتم تعيين وعزل القضاة … وقبل كل ذلك … هل هذا الأمر من إختصاص المحكمة …!!!؟
ثم ما هي معايير إستحقاق المعونة لمن يقطن في المناطق ” المحررة ” – الخارجة عن سيطرة النظام والإحتلال – … وكيف يتم توزيع ” الإغاثة ” ترتيب أولوياتها وما هي ضوابط ذلك … وماذا بشأن من يرتبط بالنظام ماليا وإداريا وغير ذلك …!!!؟
أهالي الأصناف المذكورة في التعميم والذين قد يكون فيهم أطفال ونساء وعجائز وكهول وأسر لا عائل لهم يعانون فقر وعوز ولا يمتلكون مصدر رزق وحقهم الإفادة من الإغاثة على إطلاقها – عينية أو نقدية – فبأي شرع أو قانون أو عرف أو خلق يحرمون من ذلك … وما هي تبعات وعواقب ذلك بعيدا عن مخالفة الشرع والقانون والعرق والأخلاق …!!!؟
يتوجب على أهل الحل والعقد المشاركة فصائلهم في ما يسمى الإدارة الإسلامية للمناطق المحررة والهيئة الإسلامية القضائية تدارك الأمر وإلا فهم شركاء ولا عذر بجهالة لعالم أو متنطع وسيسألون في الدنيا والأخرة …!