المحبة في الإسلام والمسيحية

كلما شاع مفهوم الجنس أكثر كلما تراجعت مكانة الحب في المحيط الذي ينمو فيه الإنسان الداعي للمحبة, لذلك الجنة في الديانة الإسلامية عبارة عن (ماخون-ماخور) يمارس فيه المسلمون لذتهم الجنسية ويشعرون باللذة المؤقتة أو النزوة المؤقتة ذلك بسبب ممارسة الجنس بشراهة مع نساء لا يحصى عددهن ولا يوصف جمالهن,فالحب شيء وعالم مستقل بذاته والجنس شيء وعالم آخر مستقل بذاته وشتان ما بين الثرى والثُريى, لذلك مفهوم الحب معدوم جدا في الديانة الإسلامية ولم نسمع عن جزاء من الله لأي مسلم بأن يمنحه محبته أو بأن يعيش في الجنة قصة حبٍ مثيرة, أما في الديانة المسيحية فالأمر مختلف ذلك أن مفهوم المحبة منذ البداية أعطاه الرب لمحبيه ووزع محبته على قلوب كل الناس حتى ألد أعداءه.

ازدادت القيمة النفسية والأخلاق العالية في مفهوم الحب لدى الديانة المسيحية بسبب تقشف هذه الديانة وابتعادها عن ممارسة لذة الإشباع من كل شيء,لذلك برزت القيم العاطفية والسلالات العاطفية كثيرا في الديانة المسيحية, طبعا الديانة الإسلامية لا تعطي للحب أي أهمية ذلك أن الحب لديها هو فقط عبارة عن زنا وفجور وخلاعة , بينما المسيحية جعلت من الحب طوائف فلسفية ومذهبية ليس فقط لا غير في العلاقة بين الجنسين بل أيضا امتد هذا الشعور وعبر القبائل والعادات والتقاليد وصار بوسع المسيحي أن يحب الأجنبي,وتمادى الحب في الديانة المسيحية أكثر فأكثر حتى وصل وعبر القارات الكبرى, ومما زاد المسيحية شعبية أكبر هو في قدرة مصطلح الحب لديها في الوصول إلى أعداء المسيحية في كل مكان,بل وحتى أن كل المعادين لبعضهم قد وصلتهم نسمة من هذا الحب الذي سمى بالإنسان وجعله لأول مرة في التاريخ يتجاوز الجنس والجماع والنكاح, بينما أصر الإسلام في منتهى التبجح إلى رفض استعمال مصطلح الحب وجعله نكاحا وسفاحا واقتصر مصطلح الحب في الإسلام فقط لا غير على العلاقات الشخصية بين الآثمين والزنادقة والكفار, ولم يجعل الإسلام من الحب مذهبا فلسفيا بل جعله في صورة أدنى من الإنسان والإنسانية جمعاء وعليه كشف الإسلام عن نيته في اجتثاث الحب وزرع البغيضة والكراهية بمحله.

والله في الديانة المسيحية عبارة عن محبة تكمن معاني هذه المحبة في قلوب المحبين للإله,أما في الديانة الإسلامية فالله ليس محبة بقدر ما هو منتقم من الناس ومعاقب لهم على أعمالهم وعبارة عن سجان يعذب من في القبور, وهكذا تتسع الفجوة بين الديانة المسيحية والإسلامية بأهم ركن وعقيدة في الديانة المسيحية وهي المحبة الخالصة في قلب الإله المحب حين ينعم بمحبته على كل الناس ويعطيها لمن كان مستحقا لها ولمن كان بنظرنا غير مستحقٍ لها, ذلك أن الرب وحده يعرف أكثر منا من يستحق المحبة ومن لا يستحقها ونحن بهذا حين تصيبنا محبته نصبح قادرين على رد الشكر له عبر تلاوة الصلوات التي تؤكد طبيعة شكرنا لهذا الإله.. الله من محبته قيل عنه: “ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه.” (يو13:15) وهو بذل نفسه عنا مأكلًا حقًا ومشربًا حقًا ليعطينا حياته.

وكلمة(عدن)معناها في السريانية والعبرية(الفرح والبهجة والسرور) بينما في الديانة الإسلامية معناها الجنة بكل مكوناتها بما فيها الحور العين والنساء الجميلات وهنا تكمن الخطورة حيث النساء وجنة عدن في الديانة الإسلامية معناها شيء مناقض للحب وللمحبة وهي عبارة عن فندق يزاول فيه المهووسون للجنس نزواتهم, لهذا السبب هبطت قيمة الحب في الديانة الإسلامية لتعني شيئا واحدا وهو ممارسة الجنس دون الشعور بالحب,لترتفع عند الديانة المسيحية لِما هو أكبر وأنقى من ذلك كله.

وتهبط قيمة الإنسان حين تهبط معاني المحبة في قلبه لذلك أود التنويه هنا إلى مسألة حساسة جدا وهي أن آدم هبط في الديانة المسيحية من السماء إلى الأرض حين هبطت المحبة في قلبه بينما كافة المِللْ والنِحلْ الأخرى في الديانة المسيحية ترى أن آدم نزل من السماء إلى الأرض بسبب الخطيئة,وهنا مفارقة يجب أن ننتبه لها جميعا,وكلما فقد الإنسان محبته للرب كلما ازدادت في داخله الكراهية وملأ الحزن والهم قلبه,وكلما زادت محبة الإنسان لخالقه كلما تراجعت دائرة الحزن في قلبه وقلّت مساحتها,واللذة التي يشعر فيها المسلم في الجنة عبارة عن لذة مؤقتة ذلك أن كل اللذات على تعدد أنواعها عبارة عن شعور مؤقت بينما المحبة الصادقة تدوم أكثر وأكثر.. وأكثر من أي وقتٍ مضى, واللذة تنحصر في قلب وذوق وأنف مستنشقها بينما المحبة تنعكس من قلب صانعها إلى قلوب كل الناس, وهنا جنة المسلمين عبارة عن تلذذ بسيط بينما جنة المسيحيين نعيم دائم,هذه على الأقل النتيجة التي يخلص إليها أي دارس للدين المسيحي والإسلامي.

www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=111609

www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=293273

www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=179967

www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=122566

About جهاد علاونة

جهاد علاونه ,كاتب أردني
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.