المحامي ادوار حشوة : رحلة الى الجنة !‎

المحامي ادوار حشوة : رحلة الى الجنة !

كتابي ( حوارات في عالم الغيب )
الصادر عام ٢٠٠٨ كان عبارة عن رحلة في الخيال السياسي الى الجنة أتفقد فيها
بعض روادها من زعماء ومفكرين وسياسين سورين وعرب كان عددهم (٤٤) وأجريت معهم حوارات كان الهدف منها معرفة لماذا في يوم الموازين اختار لهم الخالق الجنة .؟

هذا الكتاب كان ممنوعا ولكن وزعته على النخب السياسية وتداولوه فيما بينهم وللاسف لم نتمكن من تسجيله على شريط يبث فبقي كتابا مخطوطا..!
وسأبدأ اليوم في نقل الحوار مع ملاك كبير في الجنة وقد انقل حوارات مع المذكورين أدناه حسب الزمن والحاجة والطلب .!

الطريف انه بعد صدور الكتاب ومنع تداوله
اتصل بي كبير ضباط بشار الاسد معاتبا لماذا لم اذكر بينهم حافظ الاسد فقلت له لا اريد مشاكل معكم فأنتم حتى الان لم تعترفوا بموته وترددون صبح مساء انه خالد
فاذا اعترفتم انه ليس خالدا ففي المستقبل ساحاوره اذا وجدته في الجنة !

من الأسماء. الذين حاورتهم في في الجنة وفِي الخيال السياسي :
الملاك . هاشم الأتاسي والشيخ صالح العلي والشيخ سعيد النعسان وبدوي الجبل وجبران خليل جبران ومحي الدين درويش والشيخ محمد الحامد والشيخ زايد بن ال نهيان والملك فيصل بن سعود وَعَبَد الكريم الجزاىري وَعَبَد الحميد الدروبي والشيخ نديم الوفاىي وصلاح الدين الأيوبي وياسر عرفات وأبو الطيب المتنبي
وابوذر الغفاري وأبو جعفر المنصور والجنرال ديغول وام كلثوم وانطون سعادة ووجيه البارودي وجورج حاوي وجبران تويني وسمير قصير ومحمد عابد الجابري وزكي الارسوزي وطه حسين ويوسف العظمة ووغيرهم من افرادٍ ونساء عادين .!

الحوارات تداخل فيها التاريخ والأدب والسياسة والاخلاق في ايجاز وتناغم
لا تشعر معه بالملل ولا تتركه الا الى النهاية
حيث ستعرف معهم ايضا وطنك .!
وكما في رسالة الغفران للمعري ورحلة ابن القارح الى الجنة فيها كذلك كانت رحلتي :

المشهد رقم -٣- حوار مع ملاك في الجنة !

سالت ملاكا يتفقد احوال الجنة هل هنا يوجد موت اخر؟
قال: الموت هنا غير موجود لا احد يموت كلكم خالدون الى الأبد وفِي جنات الرحمن تسبحون !

قلت وهل يتكاثر الناس كما في الارض يفعلون حتى ضاقت بهم الارض؟؟
قال: لا يوجد هنا تكاثر ولا زواج ، الرجال والنساء هنا اخوة في رعاية الرب وما حاجتهم للعاىلة والعشيرة والقبيلة والامة اذا كان الأمان والطعام والماء السلسبيل موجود ؟

قلت : هل يختلف الناس هنا مع بعضهم ويقتتلون؟
قال: لا يوجد خلاف ولا قتل ولا حقد ولا ثار ولا اَي سبب يدعو للخلاف كما في الارض .

قلت : يا سيدي إذن مفهوم الخير والشر لم يعد موجودا هنا؟
قال:نعم هنا الخير المطلق فالشر الذي تعرفونه في الارض وينقسم الناس من اجله غير موجود والشيطان ليس له مكان هنا.!

قلت: الا يمكن ان يشعر سكان الجنة الذين يتشابهون في كل شىء بالملل؟
قال: دعك من هذه الأفكار فالملل نفسه لم يعد موجودا لان في جنات الله من التنوع في الثمر والشجر والماء والعسل وفِي جمال الطبيعة ما يجعل الروح تنتقل من جمال الطبيعة وتتجدد بحب من نوح جديد ليس فيه اثم الحنس ولا دوافع السيطرة .. هنا الحياة الخالدة !

قلت : هل يعني ذلك ان مستحقي الجنة يتحولون الى ما يشبه الملائكة؟!
قال : شىء من هذا صحيح مع الفارق ان الملاك يمكنه ان يرى الله ويكلمه وينقل بريده !

قلت : اوليس لأهل الجنةًالحق في ان يروا الخالق؟
قال: نعم يرونه باستمرار في الطبيعة الجميلة والموسيقى وانهار العسل وعراىش الكرمة وفِي الزيتون المبارك وفِي كل صور الجمال ولا سوء غير ذلك!

قلت: هل يعني هذا ان مفهومنا في الارض عن الله هو غير المفهوم الموجود هنا؟
قال: نعم أنتم في الارض تعتبرون ان الله خلقكم على شاكلته ومثاله لذلك تعتقدون انه شخص مثلكم وتنسبون اليه الكمال والجمال البشري وهذا غير صحيح لان الانسان ليس على شكل الله
ولا احد يشبهه وهو يمثل الروح لا الجسد ويستوعب كل جمال ولا ينطق عن الهوى والإنسان يقترب من الله ما
اقترب من الصدق والكمال والجمال .!

قلت : وماذا لو رآنا الله ونحن في الجنة؟
قال : هو يراكم كلكم داىما ويرعاكم كمخلوقات جيدة استحقت جنته ولا الى غيرها ستغادرون والطموح الأكثر ليس من عادات أهل الجنة فالجنة هي اخر مراحل الطموح !

قلت :الأنبياء والرسل الذين ارسلهم الى الارض ثم اصطفاهم واليه رفعهم هل هم مثلنا يسكنون الجنة أم لهم مكان اخر؟
قال :لا يوجد في الجنة تمييز كل الصالحين يتساون ونظام الطبقات في الارض غير موجود والرسل والانبياء يعيشون الخلود كما الآخرون. ولكن يمكن ان يروا الخالق بصورة افضل
لان روح الله سكنتهم
.
قلت: هل يتساوى الذين عبدوا الله
وصلوا له كثيرا مع الذين عملوا الصالحات فقط ولم يصلوا ؟
قال:الله لا يهتم بالعبادات بل بالاعمال الصالحة والعبادات هي طريق لتشجيع الناس على التقوى والصدق والعمل الصالح وألف صلاة وصوم وحج وركوع
ودعاء لا تساوي شىيا اذا عمل الانسان الشر المساواة في عالم الرحمن هي في الخير والمحبة والعمل الصالح اما الصلوات والعبادات فهي من التفاصيل
تساعد على التقوى ولكنها ليست الوحيدة للحصول على الجنة يجب ان يصلي الناس لكي يصبحوا اتقياء يعملون الصالحات التي هي الهدف والصلاةًمجرد وسيلة من الوسائل الكثيرة الى الصلاح.
في هذه الجنة صالحون لم يصلوا ولم يركعوا ولكن لانهم لم ياثموا ولم يعتدوا وعملوا بمحبة اختارهم الله في الجنة .

قلت : في الارض الكهنة يدعون ان الطريق الى الله يمر بالمعابد وبهم فهل هذا صحيح ؟
قال: اذا كان الامر لكي يصبحوا اكثر صلاحا فهذا صحيح ولكن المعابد بلا صلاح وعمل جيد لا تساوي شىيا يوم الموازين !

قلت: يا سيدي هل المراة هنا شر كما في الارض ؟
قال : لا المراة ليست رمزا للشر ولا كانت ..بها بدأت الخليقة وتكاثرت ومفهوم الشر فيها مصطنع دنيوي
وفِي الجنة تنعم بالمساواة ولم تعد اداة إنجاب وتكاثر لان الله اختار النخبة من صالحي الارض ويزدادون هنا ما تكاثر الصالحون منهم نساء ورجال فمفهوم
التكاثر الجنسي غير موجود هنا

قلت :في الارض يعتبرون الشرف في المراة
قال :هذا من سوء التقدير الشرف في الصدق والعمل الصالح وحصر الشرف بالعملية الجنسية كان من اكذب ما تم على الارض فالله خلق العملية الجنسية ليتكاثر الناس فكيف تكون مدار الشر ؟
هذا امر مريع الشرف الالهي هو في العمل الصالح والعملية الجنسية وسيلة الهية للتكاثر ولا ترقى الى هذا الشرف وكل شعب يمكن ان ينظر اليها حسب مصالحه
وحاجاته فاذا أراد الكثرة يبيح التعدد وإذا أراد القلة يحدده بواحدة وكل هذا امر دنيوي والشرف عند الله هو في الصدق

حزيران ٢٠٠٨

About ادوار حشوة

مفكر ومحامي سوري
This entry was posted in الأدب والفن, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.