داعش في الرقة والقريتين تجبر المسيحين لديها على حضور دورات تعليمية حول التعريف بالاسلام حيال المسيحين وكيفية يجب ان يتصرفوا في دولتهم.
فقهاء داعش واغلبهم يجهلون الاسلام واعماهم الجهل والحقد عن فهم مقاصد الشريعة حيالهم
لذلك اريد ان ازودهم بمعلومات عن الموقف الحقبقي من المسيحية في القرآن الكريم لا في فتاوى المتشددين ولا في الاعتماد على تصرفات زمنية لا ترقى الى المستوى القرآني وتتعارض معه ولا يجوز ان تحل محله
مصادر الايمان في الاسلام هي القرآن الكريم وهو كتاب لم تختلف الطوائف الاسلامية عليه ولا ادعت التحريف فيه ولكن اختلفت على تفسير بعض آياته .
المصدر الثاني هو ما يندرج تحت اسم ( السنة) وهي اقوال الرسول وتصرفاته في مواجهة النمشاكل خلال فترة قيادته لدولة الاسلام الاولى
اقوال الرسول هذه نقلت بالتواتر و كثير منها غير موثوق الى درجة ان صحيح البخاري صنفها الى
اقوال ثابتة والى احاديث مشكوك بها والى احاديث غير صحيحة اطلاقا وذلك بالا عتماد على تقوى الناقل والثقة به والمعيار هو انسجامها مع القر’ن او الخلاف مع احكامه .
المصدر الاول ثابت ومطلق وهو جزء من التنزيل اما الثاني فهو زمني وتراثي الثابت منه جاء بنعمة من الله على رسوله في فترة حياة الرسول واحترامه وتقديسه مرتبط بتوافقه مع النص القرآني .
في المسيحية الانجيل ككتاب لم تختلف على صحته الطوائف المسيحية التي اختلفت على امور خارجة عنه كتحديد طبيعة المسيح هل هو انسان ام اله ام هو ذو طبيعتين وتم الخلاف عام 451
الانجيل لم يحرف ولو ان ذلك تم لذكر ذلك القر’ن الذي جاء بعد اكثر من قرنين من اختلاف المسيحين على الطبيعة لا على الانجيل وفي سورة المائدة تحديد للخلافات المسيحية واليهودية دون ادعاء التحريف في الانجيل حيث في المائدة ان اليهود الذين انكروا المسيح كانوا على خطا وا لمسيحيون الذين ألهوه كانوا على خطأ وكنتم أمة وسطاً.
الوسطية الاسلامية هي حول الخلاف على الطبيعة الالهية للمسيح وليس على الانجيل وادعاء التحريف فيه ما يزال بعض الوهابين وامثالهم يرددونه حتى الآن دون دليل قرآني ولا حتى حديث نبوي
حدد القرآن طبيعة المسيح بأنه من روح الله وانا أرى ان مثل هذا التقدير القرآني لم يحظ به اي ر سول من الرسل في القرآن الكريم وبعض المسيحين يقترب من ذلك حين يذكرون ان عبارة أبانا الذي في السموات تعني (الاعلى )في اللغة الارامية في عصر المسيح وهو اب لجميع الناس
وليس للمسيح وحده وكل الناس ابناء لله لانه خلقهم جميعاً بارادته وحكمته في الخلق .
هذه المقدمة ضرورية للدخول في موضوع موقف الاسلام من المسيحية :
1- الايمان بالمسيحية ركن من اركان الاسلام ( الايمان بالله ورسله وملائكته واليوم الآخر )
2- ( ان الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الاخر وعمل صالحاً فلا
خوف عليهم ولا هم يحزنون )- المائدة –
ان هذا يعني ان الله نشر حمايته على هؤلاء ورفع عنهم الخوف والحزن وارهابهم وتخويفهم
يتعارض مع الحماية الالهية لهم حسب هذا النص .
3- موقع المسيحين في الاسلام هو الاقرب اليهم وليس العدو ولا الابعد بدليل ماورد في سورة المائدة
(لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة الذين قالوا انا نصارى ذلك أن منهم قسيسين ورهباناً وانهم لا يستكبرون ).
فكيف صاروا بنظر داعش كفاراً واعداء خلافاً للنص الثابت في الكتاب ؟
4- في سورة الحديد ( ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى بن مريم وآتيناه الانجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة) اي ان التسامح والمحبة والرأفة التي اتصف بها سلوك المسيحين هي من نعم الله عليهم فكيف يجوز انزال الاذى والقسوة بهم وتهجيرهم ؟
5- كيف يجوز تكفير اتباع المسيح مع ان القرآن بصريح النص جعلهم فوق الذين كفروا الى يوم القيامة ( اذ قال الله يا عيسى بن مريم اني متوفيك ورافعك الي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا الى يوم القيامة ) سورة آل عمران .
5- اقر القرآن الكريم ان الانجيل انزله الله واتباع المسيحين له هو ما اراده الخالق ( وليحكم اهل الانجيل بما انزل الله فيه ومن لم يحكم بما انزل الله فاؤلئك هم الفاسقون( سورة المائدة
6- وحدة الاله في المسيحية والاسلام مطلق لا يقبل اي تحريف والجدل حول ما عداها عقيم ولا يمس هذا الجوهر الاساس ففي سورة العنكبوت ورد ما يلي( ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن
الا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي انزل الينا وانزل اليكم والهنا والهكم واحد ونحن له مسلمون)
7- في سورة الحج ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً ) لذلك هدم المعابد ومنها الكنائس ممنوع ومحرم في الاسلام فكيف اباحت داعش لنفسها ان تخرج على هذا النص وتهدم هي ومن هم على شاكلتها بيوت الله ولا ترتدع وتدعي كذبا انها تفعل ذلك لخدمة الاسلام .
.
8-في سورة البقرة ( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض… وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس) وقال الله في سورة المائدة ايضاً ( اذ قال الله يا عيسى بن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك اذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والانجيل ) وكل الانبياء الذين ذكرهم القرآن ورد النص التالي (وآتينا الكتاب) وفقط عيسى بن مريم ورد النص على تفضيله بعبارة وأيدناه بروح القدس وهذا يستحق الاحترام الديني ولا يسمح للحقد والتعصب والهمجية والشرك ان تمس هذا الايمان
9- مادام ان الامر هو كذلك فلا يجوز تبديل هذا الموقف ولا الانحراف عنه لان كلمات الله لا يجوز تبديلها كما ورد في سورة يونس ( لا مبدل لكلماته ) وفي سورة الانعام ( لا تبديل لكلمات الله ) وفي سورة الفتح ( ولن تجد لسنة الله تبديلا ) لذلك كل الفتاوى وكل ما ورد في التراث خلاف ذلك من سلوك او تصرف لا تلغي ولا تبدل هذا الموقف ولا تنال من اشراقه.
10- ارغمت داعش المسيحين على توقيع ما سمته عقد الذمة واوجبت عليهم بموجبه دفع الجزية
فالجزية هي بدل عسكرية لان المسيحين لم يكونوا ضمن جيوش الدولة و حين قاتلت تغلب المسيحية مع المسلمين اعفاها السلف الصالح من الجزية والان جاءت داعش الى سورية حيث المسيحيون يشاركون في جيش الدولة ويستشهدون وقد سقطت الجزية عنهم شرعا ونهائيا والساقط في الشريعة لا يعود فهل حقا هؤلاء من الاسلام في شئء؟
11- دخلت داعش الى الاديرة والكنائس وداست ومزقت صور المسيح ومريم العذراء التي كرمها القرآن واعتبرها ( مكرمة على نساء العالمين ) ولو كان الدواعش يهتدون بسنة الرسول الاعظم لتذكروا انه في فتح مكة طلب الرسول الاعظم من عمه العباس ان يمسح كل الرسوم الموجودة في الكعبة وقال الا ما تحت يدي ورفع يديه عن صورة لمريم العذراء والمسيح وها هي داعش تمزق الصور التي رعاها الرسول وتقول انها تتبع سنته.
في النتيجة يحسن ان تتعلم داعش من القرآن الكريم وتهتدي به قبل ان تفرض الكفر على المسيحين وتنكل بهم وتهدم معابدهم ثم تدعوهم للتعرف على الاسلام وفق منظور متخلف ومخالف لروح النص
وتدير حلقات الارشاد المتضمن افكارا وهابية تبث التعصب والحقد وتدفع للفتنة ولا تمثل باي شكل الاسلام الحنيف والمسيحيون ليسوا بحاجة لمن يعرفهم بالاسلام لانهم عاشوا معه وتعايشوا ودرسوه واحترموه وواجهوا حتى المتعصبين بالمحبة وغفروا لهم جرائم نسبت زورا للاسلام وهو منها ومن فتاويهم وتخلفهم براء
والقضية الخلافية مع هؤلاء ليست الاسلام كدين بل هي الخطأ في البحث عن المستقبل في الماضي وللاسف الاعتماد على سلوكيات متخلفة عن روح العصر وعن النص القرآني الكريم والرسول في مرض موته عندما ساله الصحابة ماذا نفعل بعدك قال لهم ( المسلمون أدرى بشؤون دنياهم ) اي انه لم يقيدهم باي قيد غير المصلحة العامة وفتح لهم باب الاجتهاد في شؤونهم وقد اغلقته داعش وامثالها مرتدة الى الماضي وتجاوزت مصالح المسلمين واهملت عامل الزمن واسست للتخلف و للموقف السلبي من حضارة العالم واضرت بمصالح المسلمين كثيراً وهذا هو السؤال
22-8-2015