الإنسان مجرم خطير, فنان في ارتكاب الجرائم,كل يوم يبدع في الذبح والقتل أكثر من اليوم الذي سبقه, صار للجريمة
متخصصون يقتلون بدم بارد,والأبرياء يدفعون الثمن, والمجرمون الحقيقيون يعيشون طلقاء خارج السجون , واللصوص الحقيقيون يعيشون طلقاء خارج السجون, والمرضى النفسيون الحقيقيون يعيشون خارج المستشفيات العقلية,هذا الإنسان ممتلئ بالخطايا الكثيرة, وبالآثام الكثيرة,وبالآلام الكثيرة, وبالذنوب وبالتعسف وبقهر نفسه وقهر الآخرين , ولا يمكن أن يكون هذا الإنسانُ قادرا على تخليص نفسه بنفسه, ولا يمكن أن يكون الإنسان قادرا على معرفة المجرم الحقيقي من المجرم المزيف, فالمجرمون المزيفون في داخل السجون ليسوا هم المجرمون الحقيقيون, فالمجرم حين يرتكب جريمة يكون وراءها مجرمٌ آخر حقيقي دفعه غصبا عنه لكي يرتكب الجريمة, يغادر المجرمون الحقيقيون مسرح الجريمة ولا أحد يعرف عنهم متى حضروا إلى مسرح الجريمة ومتى غادروه .
لا بد بأن هنالك إلهٌ قادر على تخليص الإنسان من كل الشرور التي بداخله, لأن الإنسان كائن غبي جدا وليس لغبائه حدود,وكما قال ألبرت آينشتين: شيئان لا حدود لهما, سعة الكون وغباء الإنسان ,الشر في الإنسان طبيعة وفطرة فُطر عليها منذ أن قتل ابن آدم الشرير أخاه الطيب, فعاش الشرير وتكاثرت سلالته ونحن أصلا وفصلا أبناء لهذا الشرير, أما الطيب فقد مات وماتت سلالته, والطيبون وأصحاب القلوب الطيبة لا يعيشون كثيرا, يقتلهم الحزن والهم والأسى, والمجرم الحقيقي مختبئ لا أحد يعرف مكانه, ودائما حين نقرئ عن الجرائم في الصحف وحين نسمع عنها من بعض الناس, دائما ما نقول: هنالك حلقة ضائعة, وهذه الحلقة تعني أن هنالك مجرم خطير ما زال طليقا ويعيش خارج السجن.
ومهما كان الإنسان ظالما لنفسه أو لغيره من الناس فلا بد أيضا أن يكون هو أيضا مظلوماً من قِبل إنسان آخر أقوى منه وأقدر منه على الظلم, ونحن تائهون لا نعرف من هو الظالم من المظلوم, وغباء الإنسان لا يسمح له بالتعارف على الظالم أو المجرم الحقيقي , وهنالك الإنسان القوي جدا وهنالك من هو أقوى منه,ومهما كان الإنسان قويا لا بد أن يكون هنالك من هو أقوى منه, ومهما كان الإنسان مظلوما وضعيفا فلا بد من أن يكون هنالك من هو مظلوم أكثر منه ولا بد أن يكون هنالك من هو أضعف منه,ومهما كنا فقراء فلا بد أن يكون هنالك أناسٌ أفقر منا, ومهما جعنا لا بد أن هنالك من يحس بالجوع ويشعر فيه أكثر منا, وهكذا هي حياتنا كبشر على هذه الأرض, نظلم أنفسنا ونظلم غيرنا , وأحيانا نضطر أن نقتل غيرنا من أجل لقمة خبز,أو من أجل شربة ماء, نشعر بأن هنالك من يريد أن يقتلنا ليعيش هو فنبادر إلى قتله قبل أن يقتلنا وكما قال المثل: نتغدى بالذي يريد أن يتعشى بنا, ومع كل ذلك المجرم الحقيقي ما زال حرا طليقا , وكذلك هنالك من يظلمنا بدون أي سبب, دائما نشعر بأننا مظلومون في هذه الحياة رغم أننا لم نفعل شيئا نستحق عليه أن نظلم, ونُقتَلُ بدون أي سببٍ وجيه يدعو لقتلنا, نحن مساكين ودراويش لا نملك من أمرنا شيئا ولا نملك نفعا لأنفسنا بتاتا.
هذا الإنسان غير قادر على إدارة نفسه بالكامل,ودائما ما يلجأ إلى ظُلم الآخرين له وإلى أن يظلم هو من كان دونه قدرا وقوة , فأحيانا نحن الضحايا نشارك المجرم والظالم ونساعده على قتلنا وعلى أن يظلمنا.. تشهد الحروب التي يخوضها الإنسان أن الإنسان يخوض تلك الحروب أحيانا بدافع الجوع, فحتى يشبع الإنسانُ نجده مضطرا لأن يُجوّعَ غيره من الناس, يقتلُ الإنسان أخيه الإنسانَ من أجل أن يعيش هو, ونحتار على من نضع الحق, أحيانا يكون المقتول هو الظالم أو المجرم الحقيقي والذي يدخل السجن يكون مجرما مزيفا, يضطر الإنسان للقتل في أغلب الأحيان من أجل أن لا يموت هو, ويضطر لتجويع غيره من أجل أن لا يجوع هو,معركة دائرة, إنها فعلا معركة دائرة ومبهمة والمجرم الحقيقي ما زال يعيش حرا طليقا, فحتى يعيش الإنسان يضطر لأن يحكم على غيره بالموت أو بالسجن أو بأن يجوع غيره من أجل أن يشبع هو, الإنسان حالة مزرية ومعقدة,وتحتاج إلى كثيرٍ من التأمل والتَبَصُرْ,ومشكلة الإنسان حتى الآن ليس لها حل, ولولا أن هنالك خالقٌ يرعانا ويهتم بنا لأكلنا بعضنا البعض دون رحمة أو هوادة, حتى بدون تأني, لو أن الخالق يترك أمرنا لأنفسنا ما عاش إنسانٌ واحد على وجه هذه البسيطة, نحن ضعفاء وظلمة ومجرمون قتلة, تفننا في تجويع غيرنا دون أن نترك وراءنا أي دليل, وصدقوني أنا إنسان جائع ولا أملك دليلا واحدا على المتسبب بجوعي, وأنا مقتول وضحية ولا أملك دليلا واحدا على قاتلي رغم أني أعرف ولا أستطيع أن أُقدم ضده أي دليل لأدينه وأحاكمه بسبب جرائمه ضدي..تفننا في قتل بعضنا دون أن نترك وراءنا أي دليل, ملايين المجرمين عاشوا بيننا وماتوا ولم يكن أحد يعرف عنهم بأنهم مجرمون وقتلة وسفاحون, صارت الجريمة فن وعلم وذكاء ودهاء وهروب ماكر من موقع الجريمة, صارت الجريمة لها مدرسون متخصصون,ومثلا: نجد أن المحامين القانونيين عبارة عن لصوص ومجرمين محترفين في فن السرقة وارتكاب الجريمة, وكذلك أطباء علم النفس فنانون في ارتكاب الجرائم.. وكذلك الساسة الذين يقتلون غيرهم في الحروب لا أحد يقدر أن يقول عنهم بأنهم مجرمون يجب أن يعاقبوا على جرائمهم, بل على العكس نقدم لهم كل الود والاحترام ونطبع صورهم على العملات النقدية الورقية والمعدنية.