المجددون والطروحات الجديدة‎

mohamedbarziالدكتور محمد برازي
في كل أنحاء المعمورة
هناك أماكن تصنع فيها الحضارة … وهناك أماكن تلقى فيها النفايات
وللأسف لقد اعتاد وأدمن وتوارث المجددون والمصلحون والحداثيون والتنويريون والمتسلقون والمرتزقون ولم يسلم من ذلك حتى المهرجون ، التنقيب في النفايات ، والبحث عن كلمات ومصطلحات صدئة ومهترئة ومستهلكة ، ليبهروا بها اتباعهم ومريديهم على انها اكتشافات مبهرة عجز عنها السلف ، ومن الصعب جداً أن يلحق بها الخلف ، ولتسويق هذه الفتوحات ، والمنتقاة من النفايات بعناية فائقة ، لا بد من عملية تغليف جديدة والتلاعب بتاريخ الانتاج والصلاحية ، وهل يوجد غلاف أفضل من كلمة ( اسلام ) أو ( اسلامي ) لجذب العوام لتجرع وتقبل ذلك المضمون ، بل والى التبرك به ؟ وهذا التجرع والتقبل لهذا الاكتشاف الذي عجز عنه الأولون ، لا يمكن ان ينمو إلّا في حقل تجارب ضمن حلقات ( آسف ) ضمن بيوت بلاستيكية تحمي هذا الحقل من أي عوامل تؤثر في توعيته ؟ وهذا طبعاً بعد العمل المضني في تهيئة هذا الحقل بما يلزم من تجهيل وتضليل وتمييع وتشويه قام به وساهم به وهيأ له المنقبون في النفايات ، وذلك لكي يصبح قابلاً لتقبل هذا الوافد الجديد والتفاعل معه ، ولانتاج ثمار تغذي بدورها الجيل القادم وصياغته بقوالب جديدة تتناسب مع طبيعة تلك الثمار التي غرست بذورها في عصر الانحطاط ، ولذي لازال المسلمون الى اليوم يتفيؤن ظلاله ، ويتغنون بأشعاره ، ويجترون ثقافته ؟ وها هي اليوم تؤتي هذه الثمار أكلها طالما بقي المسلون نائمون ؟
وقد يبدو بأن هذه الثمار ضرورية جداً وخاصة لهضم الوجبات الدسمة من العصف المأكول .

About محمد برازي

الدكتور محمد برازي باحث في العلوم الاسلامية والقانونية من دمشق ، مجاز من كلية الشريعة بجامعة دمشق ، دكتوراة في عقد الصيانة وتكييفه الفقهي والقانوني ، مقيم في ستوكهولم .
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.