المتاجرة بالإسلام والعروبة

لقد قلنا بأكثر من مقالة بأن البضاعة الأكثر رواجاُ للتسويق السياسي في العالم العربي ليس الاقتصاد, والتنمية, وتطوير التعليم والكفاءات البشرية, إنما, ولسوء الحظ, هي الإسلام! ولقد قمنا بكتابة مقالة بعنوان:” المزايدة على الاسلام بين الحكام العرب والمعارضة“, أوضحنا بها كيف يتصارع الحكام العرب مع المعارضة على الاستيلاء على الاسلام وتنصيب أنفسهم الناطق الرسمي باسم الله لكي يجيروا احكامهم ويختموها بختم السماء المسموع والمطاع من دون تفكير او مناقشة.

والاكثر من هذا, هناك صراع بين كبار شيوخ الاسلام على من هو المرجع الحصري الناطق باسم الاسلام من اجل تسويق انفسهم سياسيا عند اولياء نعمهم من الحكام العرب, ومن المعروف بأن الشيخ الذي يستطيع ان ينصب نفسه ولياً على الاسلام يستطيع ان يتسلط على الناس ويحدد من هو المسلم الصحيح ومن هو غير المسلم, والاكثر من هذا يستطيع ان يفسر الدين كما يرغب, وبذلك يكون اصبح مشرعاً الهيا لا يفرق عن الله بشئ, وعندها يتهافت الزعماء العرب للتقرب منه والاستفادة من خدماته, على مبدأ (هات وخود) ويصبح هذا الشيخ من اصحاب النعم ويقبر الفقر لولد ولده.

, هذا وبالرغم من انهم يزعمون ان الاسلام يكفر الشرك بالله ويعتبرها من الكبائر, ولكن عملياً فان كل شيخ يحق له ان يجتهد هو بالحقيقة يشارك الله بالتشريع الالهي! اي برأينا المتواضع فان منح الشيوخ سمة الاجتهاد هو ببساطة مشاركة الله بسن تشريعاته الالهية؟

ولسوء الحظ, فأن البضاعة الاكثر رواجا للتسويق السياسي في العالم لعربي بعد الاسلام هي العروبة, وطبعا يأتي بعدها بضاعة الممانعة لإسرائيل واميركا والغرب؟

ليس لدى الطغاة العرب انجازات اقتصادية او علمية او حضارية يسوقوها لشعوبهم, فيتشبثون بمثل هذه البضاعة ويفرضوها على شعوبهم المغلوب على امرها.

 لقد تاجر ويتاجر بالعروبة القوميون العرب من ناصريين وبعثيين وإسلاميين, وكما في المتاجرة بالاسلام هناك كهنة ينصبون انفسهم كناطقين رسميين باسم الدين, نرى بأن هناك ايضا كهنة للمعابد العروبية يريدون ان ينصبوا انفسهم الناطقين الرسميين باسم العروبة.

ومن هؤلاء الكهنة العروبيون هناك وفود اردنية من نشطاء نقابيين قاموا سابقاً بتنصيب صدام حسين زعيما للعروبة وقاموا بإلباسه العباءة العربية السوداء وكأنها رمز ديني عروبي يماثل الصليب بالمسيحية والسيف والهلال بالاسلام.

وها هم نفس الكهنة الاردنيون الذين نصبوا صدام حسين زعيما للعروبة, وبعدها تم القبض عليه في حفرة الجرذ, وتم شنقه كمجرم قاتل, , نفس هؤلاء الكهنة العروبيون يفعلون الشئ ذاته مع المجرم بشار الاسد قاتل النساء والاطفال, ومدمر سوريا ودافن شعبها بمقابر جماعية, هم نفسهم يقومون بتنصيب بشار الاسد زعيما للعروبة.

وتفيد الانباء بأن أثناء مراسم التنصيب طلب سميح خريس، أمين سر نقابة المحامين الأردنيين من المجرم بشار الاسد ارتداء العباءة التي وصفها بأنها عباءة العروبة قائلا: هذه العباءة يرتديها شيخ العشيرة.. زعيم الأمة.. يرتديها الرائد الذي يصدق قومه. وبشار الأسد هو رائد بلاد الشام وهو رائد هذه الأمة.. ولذلك الأهل في الأردن حملوني هذه العباءة لنقول للرئيس بشار إننا معك ونقف على يمينك وعلى يسارك… .

الحكمة من هذه المقالة لقد تم القبض على صدام حسين بعد تنصيبه زعيما للامة العربية في حفرة الجرذ وتم شنقه كمجرم قاتل فمتى يتم القبض على المجرم بشار الاسد في احد المجارير الصحية ومحاكمته وشنقه لما تسبب من مآسي للشعب السوري.

هوامش:المزايدة على الاسلام بين الحكام العرب والمعارضة

 

About طلال عبدالله الخوري

كاتب سوري مهتم بالحقوق المدنية للاقليات جعل من العلمانية, وحقوق الانسان, وتبني الاقتصاد التنافسي الحر هدف له يريد تحقيقه بوطنه سوريا. مهتم أيضابالاقتصاد والسياسة والتاريخ. دكتوراة :الرياضيات والالغوريثمات للتعرف على المعلومات بالصور الطبية ماستر : بالبرمجيات وقواعد المعطيات باكلريوس : هندسة الكترونية
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.