الله لايعطيك العافية يا شيرفينسكي

يعتقد الكثيرون من ابناء الشعب العوراقي العظيم ان هناك توجها حكوميا وعلى اعلى المستويات لتوجيه دعوة للعالم البريطاني البرت شيرفينسكي لزيارة العراق.
ويبحث مجلس الوزراء هذه الايام عن خارطة طريق لتشكيل الوفد الرسمي لزيارة هذا العالم في الفيزياء الفلكية في عقر داره.
وقد تناهى لبعض المقربين من المجلس الموقر الذي لايضاهيه في الحماس الا مجمع اللغة العربية التابع للجامعة العربية(اتحدى أي واحد من الشباب ان كان قد سمع به) ان تكشيل هذا الوفد اقتصر على حاملي الجنسية البريطانية في عدد من مؤسسات الدولة الرفيعة، ولكن هذا التشكيل،كما اشارت الاخبار، سيتعرض للنقد الحاد بسبب عنصريته وتماديه في التمييز العنصري حتى ان احد المقربين اقسم بان هذا التمييز لم يحدث حتى في جنوب افريقيا ايام الحاكم كلارك.
شنو هاي الثرثرة لنبدأ من الآخر.
زين اخوان….
تأتي هذه الدعوة بسبب ما توقعه هذا العالم في السنة المقبلة حيث ستشهد نهاية كوكب الارض بسبب سحابة حامضية “قاتلة” خرجت من الثقب الأسود متجهة نحو المنظومة الشمسية.
ورغم ان وكالة “ناسا” الأميركية المعنية بشؤون الفضاء نفت صحة هذا الأمر الا ان هذا العالم المتشائم اكد على ان “عرض هذه السحابة يبلغ نحو 16 مليون كم وسوف تصل الى كوكب ألارض اواسط العام المقبل”.
وكان مجلس الوزراء العوراقي قد عقد اجتماعا طارئا امس لمناقشة هذا الخبر واعداد ورقة العمل لوضعها امام انظار هذا العالم المتشائم.
وتضمنت الورقة مناقشة البنود التالية:
1-اقناع شيرفينسكي بتكذيب هذا الخبر او تصحيحه لأعطاء العراقيين فرصة للمشاركة في الانتخابات المقبلة الذين سينتخبون نفس الوجوه ونفس التصريحات ونفس “القشمرة”.
2-اعطاء خادم بغداد الفرصة الكافية للتخلص من مياه المجاري الثقيلة التي تختزن ،كما قال امس، مئات الاطنان من النفايات.
3-اعطاء الفرصة كذلك لوزير الكهرباء للاحتفال بوصول الكهرباء الى نواحي السيبة وحي الشيوخ وقرية سيد دخيل وحي البجاري وشارع النهر.
4- وفرصة اخرى لوزير الصحة لأستيراد المصل الواقي من حية سيد دخيل.
5-الالحاح على شيرفينسكي بزيارة وزير التربية والتعليم مهنئا له على “تشمير” ساعديه لبناء 6 الآف مدرسة.
6-كتابة نص تعزية الى وزير التخطيط لسقوط وزارته في خارطة الانتاج الخدمي في هذا العام حيث احتلت المرتبة الاولى بين الوزارات.
7-وفرصة اخرى مماثلة لجماهير الشعب للاستعداد لطبخ الهريسة والقيمة لشهر محرم المقبل.
8-استقبال وفد من مواطني العوراق الذين يعيشون تحت خط الفقر وعددهم 7 ملايين مواطن الموعودين بتحسين مستقبلهم الوظيفي في السنة المقبلة.
9- تخصيص اسبوع واحد فقط لتعزية عوائل نصف مليون عراقي استشهدوا خلال العشر سنوات الماضية.
10-التوصية بتحديد عدد رجال الحماية الذين سيرافقون شيرفينسكي في جولاته البغدادية ودعوته لقبول وجبة عشاء من سمك “الجري” المحّرم شرعا او استبداله بكباب بالتنور.
11-اذا اتضح ان الوقت ليس كافيا لتنفيذ كل هذه البنود فاننا سنكتفي بمنع جميع الصحف البريطانية من التوزيع في العوراق وخصوصا “ديلي ميرر” انطلاقا من شعار”الفتحة اللي تجيك منها الريح سدّها واستريح”.
فاصل اكمال بدرسين: احد اعضاء البرلمان صاح محتجا “خلوني على الاقل امتحن البكالوريا فانا اكمال بدرسين” .

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.