الله اكبر سنحرر فلسطين قبل الموصل

womenslavesذا كان خبر ال”سي ان ان” صحيحا فلنقرأ الفاتحة على الموصل وضواحيها.
الخبر مع الصورة يشير الى افتتاح داعش لمصنع خياطة متخصص بانتاج النقاب فقط،وهو يشير من زاوية اخرى الى سخرية داعش وتحديها لدولة لها حكومة وعلم من ثلاثة الوان تتوسطه كلمة الله اكبر.
هذه السخرية تعني ان دولتنا هي “زرق ورق” خصوصا من تدوس في بطن المواطن العراقي وتقول له “قريبا”سيتم تحرير الموصل،وكأن هذا المواطن وصل الى درجة من الغباء لايصدق هذه ال”قريبا” فقط وانما يرقص طربا ان سمعها في البيت او في الشارع العام او في سيارة” الكيا”.
وربما سيقول مع نفسه او لأصدقائه المقربين : لقد انزاح عنّا حمل كبير فلا نحتاج الان الى “فيزا” زيارة الى الموصل وسندخل اليها كما يدخل اهلها النازحين قريبا.
سيقول المقربون من الاوساط الحكومية: ولك شنو هاي الثرثرة،انت تدري كلش زين ان المؤسسة العسكرية مخترقة عدا ان اكثر من نصف عددها يعيشون في الفضاء فكيف تريد منّا ان نحرر محافظة ونحن بهذا الوضع؟.
حسنا لتقولوا هذه الحقيقة لشعبكم حتى يصطف معكم في هذه المحنة ،اما ان تقشمروا عليه بكلمة ” قريبا” فهذا والله منتهى الاستهجان بكرامته التي هدرت بسببكم وانتم تعرفون انها اعز مايملك في هذا الزمن الاغبر.
ليخرج احدكم ويضع الحقائق كلها وليس نصفها على الطاولة ،ليس فقط عن الموصل وانما كل الحقائق المتعلقة بالاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ترى من منكم خاطب الشعب ذات يوم بلغة حميمة وطلب ان يمد له يده ليجتاز هذه المحنة؟.
لا أحد طبعا لأنكم تعتقدون ان هذا الشعب هو عبارة عن مجموعة ماتزال تدرس بالروضة ويشرف عليها مدير يمسك العصا لكل من لايطيع الاوامر و”ينجب” ويسكت او انه في احسن الاحوال تخرّج من الروضة ولكنه لم يكمل الابتدائية بعد والى ان يكملها فلكل حادث حديث.
في هذا الامر معكم كل الحق فهذا الشعب لايريد سوى ان يشبع معدته ” الدينية” التي حرم منها سنوات طويلة ولايهمه الان احتلال الموصل او تأسيس معمل نسيج فيها او ان الخزينة “بح”،او ان الامطار ستدخل الى غرفة نومه وتوقظه من عز النوم ليشرد الى الشارع العام وهو بملابسه الداخلية،كما لايهمه ان يرى الاطفال وهم يبحثون في براميل الزبالة عن شيء يأكلوه بعد ان يأسوا من ضمير ولي الامر الذي لم يتحرك طيلة هذه السنوات.
وحين يسمع ولي الامر كلمة ضمير يخرب من الضحك ويقول مع نفسه لم اسمع بهذه الكلمة ،لابد انها من اصل لاتيني او فارسي ويصدر فرمانا بناءا على اقتراح من مدير العلاقات العامة باستبدالها الى كلمة “العرف الاجتماعي”والتي ستظل مبهمة الى يوم يبعثون.
على اية حال لانعتقد ان ناس كوباني اشجع منكم رغم انهم اثبتوا ذلك بالدليل القاطع والذي قدمته نسائهم قبل رجالهم فهل تنوون شراء الشهامة منهم ام ستبقون تلطمون وتصيحون ” قريبا” سنحرر الموصل وفلسطين.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.