يتهمني أصدقائي ومعارفي من الناس بأن كل أصدقائي على النت الفيسبوكيين كلهم من الألف إلى الياء من المسيحيين,والكل يقول عني بأنني أكتب للمسيحيين ولليهود,ويقول البعض عني بأن هنالك جماعة من المسيحيين تكتب كل مقالاتي بأسمى لأن كتاباتي ليست من النوع المعقول وبأنها لا تخدم سوى جهتين وهما المسيحيون واليهود ,وهذا الكلام عارٍ عن الصحة,فأنا كل كتاباتي أولا أكتبها بيدي يوميا بعد عودتي من الأعمال الشاقة أو حين أنام مساء وأصحو مبكرا من النوم,وكل كتاباتي أصلا موجهة إلى المسلمين والعرب بشكلٍ خاص, وأريد من المسلمين أن يفهموا تاريخهم ودينهم وصلاتهم وصيامهم وأحاول أن أكشف لهم عن مناسكهم, ويا أصدقائي المسلمين:اسمعوا وعوا جيدا, أو تحية طيبة وبعد, المسيحيون أغنياء عن كتاباتي ولا يحتاجونها,لأنهم عرفوا الحرية والديمقراطية والتعايش أو كيفية التعايش مع المختلفين معهم في الرأي ووجهات النظر,واليهود أغنياء عن كتاباتي لأنهم أيضا عرفوا الحرية وكيفية التعايش السلمي مع الآخرين,هم لا يحتاجونها لأنهم يعرفون كل ما أكتبه وحتى من قبل أن أكتبه,كتاباتي جميعها موجهة لكم أيها المسلمون, المرأة هنالك محررة,والعبيد حررتهم المصانع والمجتمع المدني,والدور عليكم أنتم يا من تحتاجون إلى امرأة متحررة ورجل بعقلية مجربة للحياة ومتحررة من قيود العصور الوسطى , وكتاباتي ليس فيها أي كلمة موجهة إلى اليهود أو المسيحيين, والأوروبيون والأمريكان أغنياء عن تعريفي البدائي للحرية وللديمقراطية فهم لديهم الكثير من هذه المؤسسات ولا يحتاجونها في شيء ومضى على الأمريكان زهاء قرنين أو قرنٍ من الديمقراطية التي تطورت عندهم,والكُتّاب عندهم تجاوزوا المرحلة التي أنا فيها الآن,وهم لا يحتاجون إلى كتاباتي عن الحرية وحقوق الإنسان لأنهم يعيشون في واقعهم وبلدانهم ما نحلم به أن يكون في بلداننا.
وحتى اليوم لم أوجه أي مقالة لليهود أو للمسيحيين,لأنهم متحررون ,ولأن المسيحيين والديانة المسيحية اليوم متجاوبة مع الحريات العامة وقبول الآخرين وكذلك هم اليهود,ولكن المسلمين ما زالوا يرفضون الآخر ولا يتقبلونه,وبالمناسبة المسلمون يقولون عن اليهود بأنهم يعتبرون غيرهم(غونيم-أغيار) وهذا الكلام غير صحيح, ذلك أن المسلمين هم من يعتبر الآخر غونيم أو اغيار,لأنهم لا يتقبلون الحياة العصرية ولا يقبلون بالديمقراطية وهذا ما يقولونه علنا وعلى مرأى من العالم كله,ويعتبرون الآخرين كفار يحرمون التعامل معهم ويحرمون الزواج منهم, بعكس العالم الغربي المتحضر, فكل يوم هنا في بلادي أرى مسيحية غربية جاءت من أمريكيا ومتزوجة من مسلم دون أن يتدخل هنالك فيها وفيه أحد, فمن هم الذين بحاجة ماسة إلى كتاباتي العربُ المسلمون أم المسيحيون واليهود؟لذلك كل كتاباتي موجهة إليكم أنتم, أنتم أحوج الناس إلى المعرفة,وأنتم أحوج الناس إلى الحرية, أنتم تحتاجون مجتمعا يعمل بالحرية وبالديمقراطية, أنتم بحاجة إلى أفكاري ومعتقداتي,والمسيحيون تجاوزوا مثل هذه الصعاب من عدة قرون, هم ليسوا مثلكم, أنتم ما زلتم في مرحلة الطفولة وبحاجة ماسة للتدريب على قبول الآخرين وعلى كيفية التعايش السلمي مع من تختلفون معهم في الرؤيا والمنهج والمذهب والعقيدة.
أشعرُ بأن الله فعلا أرسلني بكتاباتي للمسلمين خاصة أحاول الكتابة إليكم بلغةٍ ليس فيها أي جرحٍ لمشاعركم أو مشاعري, مع أنكم تجرحونني في كثيرٍ من الردود على كتاباتي,أحاول الصمود أمامكم كما تصمد المباني العتيدة والأشجار الشاهقة الارتفاع في وجه الريح,أحاول الوصول إليكم مشيا على الأقدام وزحفا على الأرض لكي أنشر أمام عيونكم ولو كلمة واحدة,أركضُ إليكم كلما خطرت على بالي فكرة أو كلما لاح لي بارقٌ بقرب وصولكم إليّ,أحاول التواصل معكم بكل ما أوتيت من قوةٍ وأحاول أن أتخطى ضعفي,أحاول أن أنسج إليكم رؤية جديدة للعقل العربي والفكر العربي,بصراحة أنا أحاول تأسيس فكر تنويري جديد,فكرا من خلاله تستنشقون هواء نقيا ومعبئا لكم في أكياس صحية كلما شعرتوا بضيق في النفس أن تأخذوا منه شهقة واحدة, أحاول أن ألملم إليكم ما سقط من جيوب المفكرين الذين سبقوني, لقد قرأت طه حسين وعرفت الأشياء التي لم يستطع طه حسين أن يقولها فقلتها لكم, أحاول أن استعيد ما أراد أو ما كان يحلم به المفكر سلامه موسى, أحاول أن أعيد غليه أفكار الماضي عن المصانع وعن الحياة العصرية, فهلموا إليّ ولا ترموني بالحجارة فأنا حتى هذه اللحظة على الأقل لم أرفع يدي بوجه من تصدى لي,ولم أظلم من ظلمني ولم أطرد من حضرتي من طردني من جنته, أنا أحاول الصعود بكم إلى عوالم أخرى نقية بعيدة عن الكذب والتدليس, لا أحاول أن أقودكم كالقطعان, أنتم أحرار وهذا ما أود أن أقوله غليكم, أحاول مهما فهمتموني غلطا أن أصحح مسار التاريخ أمامكم, لستُ هنا لأسب من يسبني علنا في الشوارع والمقاهي والأندية, أنا أحاول أن أجعل رقابكم طويلة أمام العالم كله, لكي لا يقال عنكم بأنكم جهلاء, أنتم لستم جهلاء بل بحاجة فقط لا غير إلى تحريك أصابعكم قليلا على آلة العزف لكي يتغير المقام السائد الذي تعزفون عليه,ففي لغة الموسيقى بين المقام والمقام درجة واحدة أو نصف درجة أو ربع درجة ويتحول معها المقام,وهذا ما أحاول أن افعله معكم, أحاول أن أجعلكم تغيرون عقولكم درجة واحدة أو ربع درجة لتتضح الصورة أمامكم حيث تجدون مقامات أخرى جديدة عليكم وتستحق أن تعزفوها.
لا أكتب للمسيحيين كما تتوهمون أو لليهود,فاليهود على سبيل المثال يعرفون عن أنفسهم بأنهم أبرياء وبأنهم أصحاب حق وإرث تاريخي, ولكن أنتم الذين لا تعرفون بأنهم أبرياء وأصحاب حق,لذلك أحاول أن أقول ذلك لكم وليس لهم, لتعرفوا بأنكم مضللون بفعل الإعلام العربي الذي يغيب الحقائق من خلال سيطرته على صناعة المعرفة في الوطن العربي, أنتم بكل أجهزتكم الأمنية وغير الأمنية بحاجة إلى تغيير واستبدال من جديد, وبحاجة لمن ينوّر لكم طريقكم ولمن يرشدكم, لذلك كل كتاباتي موجة للمسلمين وليس للمسيحيين ولليهود كما تظنون.