الله ، سوريا، الديك و بس..

mnhebkبعد مجزرة الكيماوي السنة الماضية ، و ما تبعها من قيام شركاءنا الكريمين من افراح و ليالي ملاح على صوت الانفاس المقطوعة لاطفال الغوطة، و بعد حفلات الزجل و مسيرات التزمير و التبجيل اللي جابت شوارع اللادقية و العاصمة دمشق ..
حكيت يومها في بوستات مطوّلة عن عدم صحة النظرية القائلة بأنّو الأسد عم يحتمي بالطائفة العلوية، و شرحت يومها بشكل نظري عكس هالنظرية الكاذبة، و لكن شرحي يومها كان من دون إثباتات او براهين عن تورّط العلويين بقتال الشعب السوري مو للإبقاء على بشار الأسد، بل للحفاظ على بشار الاسد لحماية مكتسباتهون..
سنة مرّت بعد كتابة هالبوستات اللي ضلّت نظرية من دون براهين..
الى ان جاءت الأدلة اليوم على رجليها لإثبات النظرية اللي بتقول:
” نحنا ابناء الطائفة العلوية ، يجب علينا الحفاظ على بشار الأسد للحفاظ على مكتسباتنا ، و ليس محبة ببشار الأسد و تاريخو ..”
فاذا خسر بشار الأسد كل المعابر الحدودية المفتوحة على الدول الخمسة المجاورة لسوريا، فكيف رح يشتغل المهرّب العلوي ؟؟
و اذا خسر بشار الأسد قدرتو بسحب جنود جداد للانضمام للمؤسسة العسكرية، فكيف للضابط العلوي انو يعيش على مص دماء العساكر الإجباريين ؟؟
و اذا فشل الأسد بالحفاظ على مؤسسات الدولة الخدمية و الإنتاجية ، فكيف للموظف العلوي العايش على الرشوة و الفساد انو يعيش؟؟
حاول الاسد تعويض خسارات العلويين في التهريب و التشليح و فرض الاتاوات و الرشاوي، عن طريق فتح باب جديد للرزق السهل بعد ما شعر بتململ العلويين، و ذلك من بوابة الدفاع الوطني، و لكن نسي جحشنا انّو تعفيش براد او ابتزاز شخص على الحاجز ما بيعوّض ملايين الدولارات السهلة اللي دخلت جيوبهم قبل الثورة و لأربعين سنة ..
و لذلك ..
و في إطار بحث العلويين عن حل جديد لحماية مكتسباتهم ، طلع علينا اليوم دريد الأسد ببارقة امل جديدة ، اعادت الروح لجماهير العلويين المتعطشين لعودة مجرى الكسب السهل…
فالحل كما كتب دريد الأسد على صفحتو ينص بضرورة عودة رفعت الأسد الى سوريا لإعادة الاستقرار..
اللي لفتني ببوست بيكاسو العرب مو البوست نفسو، و لكن اللي شد انتباهي هوّة نوعية التعليقات اللي وردت على مطالبة دريد بالاستعجال بعودة رفعت الأسد الى سوريا ..
ميّات من العلويين علقوا على هالمنشور، و الجميع من دون استثناء رحّب بصدر واسع او رحّبت بصدر عاري بهالفكرة، و ما حدا من المعلقين الاشاوس تمسّك بالنظرية اللي بتقول انو وجود بشار الأسد هوّة الضمان الوحيد للاستقرار ، بل راحوا ابعد و اكتر تطرفّاً من دريد بمطالباتهون ، و شافوا انو عودة رفعت الأسد صارت ضرورة حتمية لإعادة الاستقرار ( الحفاظ على المكتسبات )..
باختصار..
العلويين ما بيشوفوا برفعت الأسد الا عامل واحد بيجعل منّو بديل افضل من ابن أخوه بشار لحماية مكتسباتهون الغير شرعية، و هالعامل هوّة تاريخ رفعت الأسد الاجرامي و اللي اثبت في يوم ما للعلويين انو ايدو اقسى من أيد بشار بالتعامل مع منطق وجودهم..
و كنتيجة ..
قسماً بالله و ما الكون علي يمين..
لو اثبت علي الديك نفسو بانّو شخصية اكثر دموية من الأسد ، لسمعت العلويين طالعين مسيرات بنفس اليوم و عم يقولو :
الله ، سوريا، الديك و بس..
فشروط قبول العلويين بالاستغناء عن بشار الأسد اتنين :
ان يكون البديل علوي كشرط لازم..
و ان يكون القادم اكثر اجراماً كشرط كافي ..
لهالشي قلتلكون من يومين : ما في امل، أيه مافي امل..

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.