جهاد علاونة
مالكم يا جماعة الخير؟ أي هو أنا كفرت لمّا قلت يجب أن نتعامل باللغة العربية العامية فاتهمتموني بالكفر وبالزندقة وبترديد كلام أسيادي!!! انتوا وأسيادي ومع أعداء التقدم والتطور والحضارة على راسي من فوق لا أفرّقُ بين أحدٍ منكم وأحترم الجميع وأأخذ عنكم النصح وأريد أن أكون واحدا منكم ولا أريد أن أعيش مستوحشا في وحدتي أريد أن أكون واحدا من الناس وأنتم تمنعونني من ذلك بسبب سوء الظن بي,لا تكفرونني وقولوا عني ضال وتمنوا لي الهدايه من الله ولا تتمنوا لي السوء, والبعض منكم قال لن نترك اللغة العربية,أي أنا ضربت حدى منكم على إيده على شان يترك اللغة العربية؟,أنا حين دعوتكم لم أدعكم لهجر اللغة العربية بل إلى تطوير اللغة العربية,ثم إني أُريدُ أن أسألكم سؤالاً:هل اللغة العامية مش عربيه؟اللغة العامية التي أدعو إليها هي في الأصل لغة عربية وهي ليست سنسكريتية في شيء ولا هي مالطية ولا هي إيطالية بل هي لغتكم العربيه التي تقدسونها كل التقديس علما أن اللغه تماما ليست مقدسه ولا توجد في العالم لغه مقدسه هذا فقط موجود في اللاشعور الجمعي والأنا المتعالي للأعلى الذي تتمتعون به,كل لغات العالم تتطور لأن وسائل الإنتاج تتطور وطرائق الحياة تتغير وتفرض هذه القواعد حدودا جديدة للمجتمع المدني الحديث,هل اللغه الانكليزيه مثلاً اليوم هي نفسها التي كانت قبل 700سنه؟ثم هل الإنكليز والإسبان والروس والصين لا يدخلون الجنه لأنهم لا يتقنون اللغه العربية الفصحى؟ ستجدون في الجنه أناس من كل الملل والنِحل ومن كل اللغات الحيه والميته وإذا تحدثتم باللغه العربيه العاميه لن يدخلكم الله النار, هل قرأتم آيه قرآنيه تقول بأن غير المتحدث باللغة العربية الفصحى لا يدخل الجنه؟ الناس يدخلون الجنه بأعمالهم وليس بلغاتهم, يعني ممكن يدخل النار عالم نحو,وأبو جهل كان يحكي العربيه الفصحى ومع ذلك يقال بأنه سيدخل النار,إذاً اللغه ليست مصدرا للجنه وللنار وإنما الاعمال هي مصدر الجنه والنار التي تتحدثون عنها.
هذا هو ما تؤمنون به وتدعون إليه ولم أسمع محاضره دينيه تقول بأن الجنة حُفت باللغات وإنما بالأعمال, يا جماعة الخير كانت أوروبا كلها تكتب باللاتينيه ولكن مع عصر البخار وانتشار الصناعه والتطور تركت أوروبا لغة الإنجيل وبدأت كل دوله تكتب بلغتها العاميه الأم وحين ترجم(تاندال) الإنجيل لأول مرة دعاه بابا الفلتيكان وسأله عن السبب قائلا له:لماذا تترجم الإنجيل إلى اللغه الفرنسيه؟ قال له العالم تاندال: أريد من الصبي الذي يدز المحراث في باريس أن يفهم الإنجيل أكثر منك,وانتشر الانجيل بعد ذلك في كل اللغات العربيه والفرنسيه والروسيه وما شابه ذلك, الناس تدخل الجنه بأعمالها وليس بلغاتها, يعني يوم القيامه مش راح الله يسألني عن (ألفية ابن مالك) ولا عن كتاب(الكتاب) ولا عن أبي علي الكسائي ولا عن (خلف الأحمر) راح يسألني عن عملي وعن ماذا قدمت للبشريه من خير, ولم تتراجع أوروبا للوراء عندما استعملت لغتها العاميه بل على العكس تقدمت للأمام وظهر أدباء وفلاسفه جدد أشهرهم شكسبير والشاعر شوستر الذان كتبا باللغه الانكليزيه وكانت اللغه الانكليزيه في بريطانيا في ذلك الوقت هي اللغه العاميه ولم تحدث أي انشقاق إلا الفوضه البسيطه الخلاقه التي أوجدت مجتمعاً عصريا وقدم شكسبير أفضل الأعمال إلى اليوم وأعظمها والتي يتسابق العلماء اليوم إلى ترجمتها وبيان أهميتها.
أنا لم أدعكم لقراءة نشرات الأخبار باللغه الفرنسيه أو لاتمثيل مسلسل كوميدي باللغه الاسبانيه أو فيلم كرتوني للصغار باللغه اليابانيه كل ما هنالك أنني قلت بأنكم تستعملون اللغه العاميه وبنفس الوقت تستغربون وتشعرون بالسخريه إذا خاطبكم أحدهم وهو من أبناء جلدتكم باللغة العربية الفصحى, فأين هو الكفر الذي دعوت إليه؟ أنتم تقدسون اللغة العربية الفصحى وأنا أحترمها ولا أكن لها العداء وأدعو للغه العاميه وإلى تسكين أواخر الكلمات وإلى رفض استعمال (الهمزة) التي لم تكن قريش تستخدمها إطلاقا,يعني قبيلة قريش والتي منها الرسول لم تكن تستخدم الهمزه على الإطلاق وإنما جاء استعمالها مؤخرا وكانت بعض القبائل تستبدل الهمزة بحرف(ع) وأحيانا بحرف (ق) بالمثال على ذلك كلمة:مسئول أو مسؤول وهذا جائز على الشكلين على النبرة وعلى الواو والمهم أن بعض القبائل كانوا يقولون (مسعول) بدل مسئول,وبدل (دقيقه) كانوا يقولون (دئيئه) وبدل (واقف) كانوا يقولون (وائف) وهنالك شخص أوقف سيارته قبل يومين أمامي وأنا ماشي وسألني عن اتجاه القبله لأنه يريد أن يصلي وسألني هذا السؤال(الإبله وين اتجاها لو سمحت؟) ويقصد ب(الإبله) طبعاً(القِبلهْ) وهذا سائد اليوم ومستعمل بكثرة وكانوا يستبدلون القاف بالهمزة والهمزة بالقاف, والشاهد الآخر(قعد) (أعد) والجنس الناعم اليوم ما بحكيش معاكم إلا بالهمزه بدل (قلت) يقلن(أُلت) وبدل (قاعده ) يقلن(آعده) وهذه كلها لهجات رسميه جدا ومعترفٌ بها وكلما كان المجتمع مدنيا ومتحضرا أكثر كلما زاد من استعمال الهمزة,وهل سمعتم هذه الطرفه عن النحاة حين قالوا (لم تكن قريش تهمز الخرئ) وإنما كانوا يقولون(خرى) لوحدها, مالكم يا جماعة الخير على رجلٍ مثلي تزيدون من العداء له كلما جاءكم ببصيصٍ نورٍ يلمع بين جوانحه؟ ما لكم تقتلون النبيين بغير حق وتحرفون الكلم عن مواضعه,العلماء ورثة الأنبياء وأنا لا أقول لكم إلا ما قاله المتنبي: ما مقامي بأرض نخلة إلا كمقام صالحٍ في ثمود, أنا لم أنكر عليكم تراثكم ومعايير الأخلاق المجتمعية السائده بينكم وكل ما هنالك أنني أقول لكم إن اللغه العاميه التي تتحدثون بها هي لغه جميله وراقيه,ولا أحلى من هيك لغه, ويجب أن نستعملها بكثره ولم أقل لكم استعملوا اللغه الصينيه وأقول لكم بأن اللغه تتطور والأخلاق تتطور كما يتطور التلسكوب والأدوات الطبيه والعلميه,مالي أنا وللغه الصينيه لم أدعكم للغه الصينيه, لغتكم جميله ومشاء ألله عليها , غداً يوم القيامه حين نقف أنا وأنتم أمام الرب ستدانون بسبب إدانتكم لي, أنا لم أدعوا إلى استعمال اللغة الروسيه أنا أدعو إلى استعمال اللغه العربيه العاميه وأقسم على ذلك والله على ما أقوله شهيد,أنا دعوت إلى استعمال اللغه العربيه العاميه التي تنطقون بها هنا وهناك وفي كافة المحاور,وتساءلت فقط لماذا تشعرون بالسخريه حين أحدثكم باللغة الفصحى, أعتقد بأن شعوركم الحقيقي يأخذكم نحو الحقيقه.
اللهجه العاميه جميله استمعوا إلى أجمل الأغاني الفيروزيه والكلثومية والعبد حليميه والأطرشيه والنانسي عجرميه والأغاني السوريه والعراقيه والأردنيه وكلها باللهجات العاميه وفيها مشاعر عظيم وأحاسيس مرهفة,ومع ذلك ليست بالفصحى….يلله توكلوا على الله واتبعوني.