الكاتبه الأرجنتينيه فكتوريا أوكامبو

victoria-ocambo

د. ميسون البياتي

ولدت فكتوريا اوكامبو عام 1890 وتوفيت عام 1979 وهي مثقفه أرجنتينيه وكاتبه وصفها بورخيس بقوله أنها تمثل ( جوهر ) المرأه الأرجنتينيه , أشتهرت بكونها مدافعه عن حقوق الناس إضافة الى كونها ناشره لمجله أدبيه اسطوريه تدعى ( سور ) وفي نفس الوقت هي واحده من المدافعات عن حقوق بلدها الأرجنتين حيث تعد من أكثر النساء بروزاً في قارة أمريكا الجنوبيه , لها أخت كاتبة أيضاً هي ( سلفينا أوكامبو ) متزوجه من الروائي الأرجنتيني أدولفو بيوي كاساريس

ولدت فكتوريا في بوينس آيرس لعائله أرستوقراطيه وتم تعليمها في البيت على يد أساتذة فرنسيين , كتبت عن ذلك لاحقاً تقول : كتاب القراءة الأول الذي درسته كان باللغة الفرنسيه وهو يشبه اليد التي علمتني كيف أكتب أول حروفي

أثناء رحلة عائلتها الى باريس بين عامي 1906 _ 1907 وكانت فكتوريا في سن 17 عام دخلت الى جامعة السوربون وتابعت فيها محاضرات لأساتذة مهمين تتذكر منهم في مذكراتها الفيلسوف هنري برغسون , لكن أسرتها الغنيه والمبالغه في التقاليد كانت ترى التعليم الفلسفي غير ذي أهمية للبنات ولهذا حرمت فكتوريا من الحصول على شهادة من السوربون

عام 1912 تزوجت فكتوريا من ( برناندو دي إسترادا ) ولم يكن زواجاً سعيداً إنتهى في عام 1920 بالإنفصال , بعدها دخلت فكتوريا في علاقة عاطفيه مدة 13 عام مع ابن عم طليقها ويدعى جوليان مارتينيز

في بوينس آيرس كانت فكتوريا العمود الفقري للثقافه في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي , أصدرت أول كتاب لها بالفرنسيه عام 1923 وكان مجموعة تعليقات على كتاب الكوميديا الإلهيه لدانتي

من أشهر ما صدر لها سلسلة كتب سمّيت ( الشهادات ) مكونه من 10 أجزاء تحدثت فيها عن فرجينيا وولف , وكتاب لورنس ( أعمدة الحكمه السبعه ) أو لورنس العرب وغيرها من المواضيع

أشهر ما صدر لفكتوريا أوكامبو كتاب محاوراتها مع بورخيس 1931 والذي يتضمن سجالات فكريه توضح عمق ثقافتها وتفكيرها بأوضح مما تفصح عنه كتاباتها الأخرى

خلال الحرب العالميه الثانيه ومن مكانها في الأرجنتين كانت تساهم في ترجمة المجله الفرنسيه المناهضه للنازيه ( لترس فرانسيز ) الى الإنكليزيه , وفي العام 1946 كانت المواطن الأرجنتيني الوحيد التي حضرت محاكمات نورمبرغ التي حاكمت كبار السياسيين الألمان على جرائم ضد البشريه وقضايا مثل الهولوكوست وغيرها

تعرضت فكتوريا أوكامبو الى السجن عام 1953 بسبب مناهضتها لسياسة حاكم بلدها خوان دومنيغو بيرون

عام 1976 أصبحت عضو في الأكاديميه الأرجنتينيه للآداب , وكانت أول إمرأه تدخل الى هذه الأكاديميه , أما منظمة اليونسكو التابعه الى الأمم المتحده فقد كانت تعقد اجتماعاتها في بيت فكتوريا أوكامبو في بوينس آيرس لأن المنظمه لم تكن تملك مقراً خاصاً تجتمع فيه , وفي نهاية المطاف تبرعت فكتوريا بهذا البيت ( وهو قصر جميل ذو حديقة واسعه ) الى منظمة اليونسكو

عام 1973 أهدى غراهام غرين روايته ( القنصل الفخري ) الى فكتوريا أوكامبو . اذا تمكنت من الحصول على نسخة من الروايه فستجده كتب لها على الصفحة الأولى : مع الحب , وتخليداً لذكريات أسابيع سعيده أمضيناها في سان إسيدرو ومار ديل بلاتا

توفيت فيكتوريا أوكامبو في بوينس آيرس عام 1979 ودفنت في مقبرة لا ريكوليتا في بوينس آيرس وكانت في 89 من العمر

About ميسون البياتي

الدكتورة ميسون البياتي إعلامية عراقية معروفة عملت في تلفزيون العراق من بغداد 1973 _ 1997 شاركت في إعداد وتقديم العشرات من البرامج الثقافية الأدبية والفنية عملت في إذاعة صوت الجماهير عملت في إذاعة بغداد نشرت بعض المواضيع المكتوبة في الصحافة العراقية ساهمت في الكتابة في مطبوعات الأطفال مجلتي والمزمار التي تصدر عن دار ثقافة الأطفال بعد الحصول على الدكتوراه عملت تدريسية في جامعة بغداد شاركت في بطولة الفلم السينمائي ( الملك غازي ) إخراج محمد شكري جميل بتمثيل دور الملكة عالية آخر ملكات العراق حضرت المئات من المؤتمرات والندوات والمهرجانات , بصفتها الشخصية , أو صفتها الوظيفية كإعلامية أو تدريسة في الجامعة غادرت العراق عام 1997 عملت في عدد من الجامعات العربية كتدريسية , كما حصلت على عدة عقود كأستاذ زائر ساهمت بإعداد العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية في الدول العربية التي أقامت فيها لها العديد من البحوث والدراسات المكتوبة والمطبوعة والمنشورة تعمل حالياً : نائب الرئيس - مدير عام المركز العربي للعلاقات الدوليه
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.