علينا أن نكون شاكرين لله على كل ما رزقنا في هذا العالم , وأن نعمل بجهد ونعيش حياة بسيطه , وأن نكون مقتنعين بما لدينا من أشياء , سعداء في فعل الخير
القناعه والإمتنان في أذهاننا هما أثمن من الكنوز . في الحقيقه أذهاننا هي صناديق كنوزنا , فإن كان هناك أحبة في أذهاننا فهم مجوهراتنا . إن كان هناك عالم في عقلنا فهو مجوهرات عقلنا . اذا كنا نفكر في الأخلاق والعواطف فهي ستكون مزايا تفكيرنا . حتى لو كنا عاجزين ومفلسين فإن الفراغ سيكون هو دره عقولنا
هناك دائماً شيء ما في داخل صندوق الرأس هو الذي يعتبر الجوهره , فإذا كنا نؤمن بالله وليست لدينا أطماع ولا أوهام ولا متعلقين بحب , عندها سيكون كل شيء لا حد له ولا حدود .. ستكون الحريه هي جوهرة أذهاننا
يحكى عن رجل أنه كان موظفاً حكومياً كبيراً . ذات ليله جاءه رجل برشوه من أجل قضية ما . رفض الموظف تسلمها , حاول الراشي أن يغريه فقال له : أنا جئتك في الليل ولا أحد سيدري أنك أخذت شيئاً . صرخ الموظف : كيف تجرؤ على القول أن لا أحد يدري ؟ الله من فوقنا يدري .. وأنت تدري , وأنا أدري
النفس الجشعه الطماعه لا يمكنها أن تشعر بالقناعة بما تملك لأنها جائعه فارغه ودائماً تطلب المزيد متناسية أن فوق كل زائد هناك ما هو أزيد وأننا حين نملك الأزيد سينتظرنا بعدها الفناء
هناك تشبيه للحاله حيث يقال أننا لو كنا فلاحين واشترينا ألف فدان من الأرض فسنبقى عاجزين أمام تخويف الموظفين الحكوميين
ولو أصبحنا موظفين حكوميين , عندها سنجد أنفسنا عاجزين أمام سيطرة وزرائنا
واذا أصبحنا وزراء فسنجد قراراتنا لا تساوي شيئاً أمام قرار رئيس الوزراء
واذا أصبحنا رؤساء وزرات فنجد أنفسنا لا شيء أمام سلطة الملوك
ولو أصبحنا ملوكاً فسنتملك كل شيء لكننا نبقى عاجزين أمام شيء حتمي هو الموت الذي خرج عن قدرتنا وسيطرتنا
كل المال في العالم المادي هو شيء محدود , لكن رغباتنا اذا كانت غير محدوده , فمهما كان الواحد منا غنياً فسيبقى ( شخصاً غنياً جشعاً ) وسيبقى ( شخصاً غنياً جائعاً ) , وسيبقى فقط من يفهمون المعنى الحقيقي للقناعه هم الذين يمتلكون حياة سعيده . فقط عندما نعيش حياة بسيطه ونحب تأمل الطبيعه يمكن أن يتم إعتبارنا أشخاصاً أثرياء
الجشع فاقه . ومن كان يمتلك القناعه هو الشخص الغني الحقيقي ربما الوحيد بين أقران كثيرين في عالم اليوم
د. ميسون البياتي