القرضاوي يتبنى اسلوب اسرائيل في معاهداتها

طلال عبدالله الخوري  7\6\2014 مفكر دوت اورج

انا أحدد شريعة الله إذاُ أنا هو الله

انا أحدد شريعة الله إذاُ أنا هو الله

تعتمد إسرائيل أسلوب معروف عندما توقع معاهدات مع الطغاة العرب, فهي تعطيهم كل ما يريدون من خلال بنود كثيرة يصيغونها هم بأنفسهم وتوافق عليها, ثم تضع بنداً أخيراً هي تصيغه بنفسها يجردهم من كل ما اخذوه في البنود السابقة وتفرغها من محتواها, أي بكلام اخر تقول للطاغية العربي خذ لشعبك بنود هذه الاتفاقية واحتفل بها معهم كأنها نصر الهي من عند الله, ثم استخدمه لكي تبرز بطولاتك لهم, فتصبح رئيسا  وزعيماً للابد, وتورث الحكم لابنائك واحفادك, ونحن نأخذ الارض والامن والاستقرار, وهكذا تتحقق مصالح الطاغية واسرائيل ولكن على حساب فقر وبؤس الشعب العربي.

هذا ما فعلته اسرائيل مع السادات ومبارك ومرسي والسيسي في مصر, مع ياسر عرفات وحماس في فلسطين, مع نصرالله في لبنان, ومع عائلة الاسد الاجرامية في سوريا.

هذا الاسلوب الخداعي استخدمته اسرائيل مع اعدائها اللذين يسعون لإبادتها, ولكن ما هو مبرر القرضاوي لأن يستخدم نفس الاسلوب مع المسلمين والمفروض ان يكون صادقا معهم, لا أن يخدعهم من اجل ارضاء ولاة امره من الطغاة العرب لكي يستخدم الاسلام من اجل مساعدتهم في استعباد شعوبهم وسرقة اقتصادهم وتكديسه في حساباتهم بالبنوك الغربية.

بالواقع استخدم الداعية الإسلامي، يوسف القرضاوي، نفس اسلوب اسرائيل هذا، وذلك في رده على السؤال التالي: “كثرت الدعاوى التي تدعو إلى الإسلام في زمننا، فنريد من فضيلتكم أن تفصلوا خصائص الإسلام الذي تدعو له حتى نكون جميعا على بينة من أمرنا وحتى لا تختلط علينا الأمور وتلتبس.”

إجابة القرضاوي المنشورة على موقعة الرسمي صاغ بها عدة خصائص منسوخة من المعايير العلمانية وحقوق الانسان كما وردت في وثائق الامم المتحدة, ثم قام بصياغة بنود اخيرة تنسف كل ما جاء في البنود الاولية, والتي تعيد التحكم بمصائر المسلمين له ولامثاله من فقهاء السلطان, ومن المعروف بانه يعتبر الأب الروحي لجماعة الإخوان المسلمين.

يقول القرضاوي في البند التاسع ونقتبس:” بانه مع إسلام لا يعرف الكهانة، ولا توجد فيه طبقة كهنوتية، تحتكر الدين وتتحكم في الضمائر، وتغلق على الناس باب الله، إلا عن طريقها، عنها تصدر قرارات الحرمان، أو صكوك الغفران، إنما كل الناس في الإسلام رجال لدينهم، ولا يحتاج المرء فيه إلى واسطة بينه وبين ربه، فهو أقرب إليه من حبل الوريد. وعلماء الدين ليسوا إلا خبراء في اختصاصهم، يرجع إليهم كما يرجع إلى كل ذي علم في علمه؟ انتهى الاقتباس.

ونحن نتسآل ما الفرق العملي بين طبقة الكهنوت وطبقة رجال الدين العلماء الخبراء والذي يرجع اليهم الناس في الاسلام؟ الجواب لا شئ! ففي الحالتين رجل الدين هو الذي يقرر من هو المؤمن ومن هو الكافر ومن يذهب الى الجنة ومن يذهب الى النار! اي في الحالتين رجل الدين هو الذي يتحكم بمصائر الناس ويتلاعب بتفسير النصوص الدينية, والتي هي حمالة اوجه, حسب مصلحة الحكام السياسيين؟ اما عن عملة الدفع بالاخرة بواسطة “صكوك الغفران” فهي ليست اسوء من عملة الدفع في الاخرة بواسطة الغلمان والحوريات؟ فقط الفرق باسم العملة هل هي الدولار او الاسترليني؟ هل هي الصكوك او الغلمان والحوريات؟

 يقول القرضاوي في البند الثاني:” إسلام يعني غاية العناية بالفئات الضعيفة في المجتمعات من العمال والفلاحين والحرفيين وصغار الموظفين، الذين هم عدة الإنتاج في السلم، والنصر في الحرب، يحفظ لهم حقوقهم بالمعروف من الأجور الكامنة، والضمانات الواقية، فمن كل حسب طاقته، ولكل حسب عمله وحاجته معا. كما يرعى الإسلام العاجزين عن العمل، أو الذين لا يجدون تمام كفايتهم من أجر عملهم، من الفقراء والمساكين واليتامى وأبناء السبيل، ويفرض لهم حقوقا دورية، وغير دورية “الزكاة، وما بعد الزكاة” في أموال الأفراد القادرين، وفي مال الجماعة من الغنائم والفيء وسائر موارد الدولة، ويعمل على تقريب الشقة بينهم، وبين الأغنياء، فيحد من طغيان الأغنياء، ويرفع من مستوى الفقراء، ولا يقبل في مجتمعه، أن يبيت فرد شبعان، وجاره إلى جنبه جائع، ويرى أن الدولة مسؤولة مسؤولية مباشرة عن رعاية هؤلاء، فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته”. انتهى الاقتباس

نلاحظ بان القرضاوي لم يقل لنا ما هو النظام الاقتصادي الذي سيستخدمه من اجل اعطاء لكل انسان حقه العادل؟ فمن المعروف ان العالم عرف نوعين من الاقتصاد: الاول الاقتصاد الاحتكاري الفاشل والمستخدم في كل الدول الاسلامية تقريبا والذي به يسرق اصحاب الذوات, عن طريق الاحتكار, اموال الفقراء, والثاني الاقتصاد التنافسي الحر وهو الاقتصاد العلماني الموجود في الدول الغربية والذي يؤمن الرفاهية والرخاء للمواطنين؟ وانتم تكفرون هذا الاسلوب من الاقتصاد؟

نلاحظ هنا ان القرضاوي يستخدم اسلوب عادل امام ” لابسة من غير هدوم”؟ اي انه يريد العدل في الاجور للناس ولكن بدون نظام اقتصادي عادل؟

يقول القرضاوي في البند السابع عشر:” إسلام لا يجعل أكبر همه التطبيق الظاهري للجانب القانوني في الشريعة، وبخاصة بجانب العقوبات فيه، من الحدود والقصاص، وإن كانت جزءا لا يجوز تعطيله من أحكام الشريعة”. انتهى الاقتباس.

هنا ايضا يستخدم اسلوب اسرائيل بتفريغ البند من محتواه فهو ضد الحدود من جهة ولكن من جهة اخرى لا يجوز تعطيلها؟ ومرة ثانية اسلوب عادل امام ” لابسة من غير هدوم”.

طبعا كعادته القرضاوي لا يعطيك باجاباته ” لا حق ولا باطل”, وعادة يتم تصنيف رجال الدين على اساس قدرتهم على عدم اعطاء اجابات واضحة قطعية, وبسبب موهبته هذه اصبح اهم رجل دين سني.

About طلال عبدالله الخوري

كاتب سوري مهتم بالحقوق المدنية للاقليات جعل من العلمانية, وحقوق الانسان, وتبني الاقتصاد التنافسي الحر هدف له يريد تحقيقه بوطنه سوريا. مهتم أيضابالاقتصاد والسياسة والتاريخ. دكتوراة :الرياضيات والالغوريثمات للتعرف على المعلومات بالصور الطبية ماستر : بالبرمجيات وقواعد المعطيات باكلريوس : هندسة الكترونية
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.