القرءان والنبي ينكران عدالة كل الصحابة

نظرا أنه تم تشييد علم الحديث على مبدأ [عدالة جميع الصحابة] وهو مبدأ مخالف لكتاب الله مما يشير إلى خطأ أسس بناء علم الحديث….كما قام علماء السنة بقهر جماهير المسلمين ليقولوا عبارة [ رضي الله عنهم] حينما يتم ذكر الصحابة…وهذا أيضا مخالف لما أورده الله بكتابه ومخالف لما ورد بالسنة الصحيحة.
أولا: النبي ينكر عدالة كل الصحابة………..
روى البخاري عن أبي سعيد الخدري عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:
(ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه فالمعصوم من عصم الله تعالى) .
أورده القُرْطبي في تفسيره لقوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ {آل عمران :118}.
إِذًا نصُّ الحديث يقول:(ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه فالمعصوم من عصم الله تعالى)
فهذا يعني أن النَّبِيَّ عليه السَّلامُ كانت لهُ بِطانتان بِطَانةً تَأْمُرُهُ بِالْخَيْرِ وتَحُضُّهُ عليهِ وبطَانَةً تأْمُرُهُ بالمنكر وتحضهُ عليه .هذا الحديث يَرُدُّ على الذين يقولون أنَّ كُلَّ الصحابةِ عُدُول.
ثانيا من القرءان:
وأما البرهان من القرءان على أنه ليس كل الصحابة عدول فذلك وارد بقوله تعالى:
1. • إن هؤلاء تعاموا عن قول ربنا بأن طائفة من الصحابة كانوا يبدلون أقوال النبي، وذلك من قوله تعالى:
1. {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً }النساء81 .


2. هذا فضلا أن بالصحابة منافقين لم يكن النبي يعلمهم
{وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ }التوبة101.
3. • وكان منهم من يتهرب من رسول الله ويتهكم عليه
{وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفاً أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ }محمد16.
4. • وهناك من كانوا يتركون دروس رسول الله لأجل عرض من أعراض الدنيا
{وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ }الجمعة11.
5. • ومنهم من كان يتخلف عن الجهاد مع النبي
{وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ }التوبة49
{قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِن تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْراً حَسَناً وَإِن تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً }الفتح16.
6. • ومنهم من كان يروج للفاحشة ويرجم المحصنات المؤمنات الغافلات
{إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ }النور15.
7. وهل يعرف رواة الحديث من أمثال البخاري ومسلم أولئك الصحابة المنافقين الذين بنوا مسجد الضرار حتى لا ينقلوا عنهم الحديث….أم أن مبدأ عدالة الصحابي أخذ من الرواة كل مأخذ بما يعني فساد منظومة جمع الحديث.
{وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ }التوبة107
وكل هؤلاء لم يكن الرسول يعرفهم جميعهم وإن كان يعرف البعض لأن الله تعالى قال [لا تعلمهم نحن نعلمهم] بينما فقهاء الحديث أراحوا أدمغتهم وقالوا بأن كل الصحابة عدول.
8• وتم قتل عشرات الألوف من الصحابة بسيوف بعضهم البعض…..
9• وتصارعوا على الملك….
10• وابتدعوا الأحكام التي يسمونها شرعية كحكم الفتوحات الإسلامية البعيد كل البعد عن دين الإسلام، الذي يأمرنا بأن ندعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وليس بالقتال والدماء وفرض الجزية عاطل في باطل كما فعلت الصحابة.
11• وابتدعوا سبي النساء ووطئهن وبيع الأسرى بأسواق النخاسة بالمخالفة لكتاب الله.
وكل ذك وارد بقوله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ }آل عمران144.
فانقلب غالبية الصحابة على أعقابهم بعد موت رسول الله…
ولأن الرسول لم يكن يعلم المنافقين وذلك بنصوص من كتاب الله لذلك فلقد نزلت بالقرءات إشارات تشير لبعض أوصافهم…فقال تعالى بسورة التوبة:
{ وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ{54} فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ{55} وَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَـكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ{56} لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ{57} وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ{58} وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْاْ مَا آتَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ سَيُؤْتِينَا اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللّهِ رَاغِبُونَ{59} إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ{60} وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ{61} يَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ{62} أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِداً فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ{63} يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِئُواْ إِنَّ اللّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ{64} وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ{65} لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ{66} الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ{67} وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ{68} كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُواْ أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالاً وَأَوْلاَداً فَاسْتَمْتَعُواْ بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُم بِخَلاَقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ بِخَلاَقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُواْ أُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الُّدنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ{69} أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وِأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ{70}.
أكتب ذلك لا لأذم في الصحابة، لكن لأقوم بوضع الصورة الذهنية التي أرادها القرءان، والتي خالفها فقهاء الحديث مما يعني فساد المنظومة وفقدان منهجية جمع الحديث.
فالصحابة منهم مخلصون ومجاهدون ومتقون، ومنهم غير ذلك، وهو الأمر الذي يهمني أن تعلموه حتى لا تقوموا بتحقير مجتمعاتنا وتظنون بنا الظنون…..بل هم كانوا يجدون الرسول بينهم بينما نحن لم نراه لكننا آمنا له دون أن نراه فطوبى لنا….مع فساد منهجية جمع الحديث بلا جدال..
فإذا أضفنا بعدم تضافر جهود من جمعوا الحديث بالصدر الأول لجمعه رغم معاصرتهم لبعضهم البعض، وعدم ثبات منهجية علم الرجال ….فبينما تجد فلانا موثقا عند هذا تجده مطعونا فيه عند ذاك.
وبينما يكون هناك يشترط أحدهم اللقاء بين الرواة فلا يشترط راو آخر اللقاء بين الرواه بل يكتفي بالمعاصرة [أي أن أحدهما عاصر الآخر ولو لم يثبت أنهما التقيا]…فهكذا تم جمع الحديث وهكذا اختلف جامعوه.
وتجد أحاديث تصح عند رواة الحديث وتم تدوينها بكتب الصحاح مع ثبوت مخالفتها صريح النصوص القرءانية….ومع هذا تجد أن رتبة ذلك الحديث المخالف للنص القرءاني أنه حديث صحيح…..فكيف يطعن الحديث في صحة النص القرءاني بينما يكون القرءان صحيحا والحديث صحيحا أيضا.
ثم وبالنهاية يقولون لك [أتنكر حديث رسول الله؟؟!!!].
إنها الصورة الإرهابية لفرض صحة كُتُب الصحاح بالقوة الجبرية والإرهاب الفكري دون سند علمي ولا إدراكي سليم.
فهل بعد الحق إلا الضلال؟؟؟؟…..أين وجد جامعوا الحديث النبوي عدالة كل الصحابة حتى يأخذوا من الصحابة دون تمحيص؟؟؟!!!.
مستشار/أحمد عبده ماهر
محام بالنقض ومحكم دولي وباحث إسلامي

This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.