القرءان نزل مكتوبا من السماء ولم ينزل شفويا

هذا المقال كتبته منذ عدة سنوات، وما كنت لأبوح به إلا لأني عاينت نضجا فكريا وإدراكيا في الناس عن ذي قبل…ولا تسألوني أين النسخة الأصلية للقرءان…. فعليك اسأل الحضارات التي لم تكن تهتم بالتوثيق…أين صحف إبراهيم وموسى الوارد ذكرها بالقرءان أو قوموا بتكذيب القرءان لتصدق التاريخ البشري وتكذب كتاب الله.
1. فيشهد على أن القرءان نزل مكتوبا من السماء …. سيرة بن هشام حيث ورد به أن جبريل نزل على النبي بديباج مكتوب فيه [اقرأ باسم ربك الذي خلق…..]
2. ويشهد على ذلك أيضا دلالات النص القرءاني في قوله تعالى:
[إقرأ& هذاالكتاب& ذلك الكتاب& كتاب أنزلناه إليك & نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ & هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ & أَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ& وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ & وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ& أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ & إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ …..] وغير ذلك كثير.
فهل يمكن أن يقول الله تعالى [إن هذا الكتاب…] دون أن يكون كتابا مكتوبا….ويقول [اقرأ] وليس هناك ما يمكن قراءته؟.
3. وهل كلمة كتاب تعني بأنه غير مكتوب؟.
فبالله عليكم ماذا تعني كلمة [هذا الكتاب & وذلك الكتاب & هذا كتابنا] في قاموس اللغة عند هؤلاء؟، ألا تعني اسم إشارة لما هو موجود؟…..
ألا تعني شيئ موجود أمام المتلقي للوحي وهو النبي؟؟؟، وأمام من يقول لهم النبي وينقل إليهم الخبر؟؟ .
4. لقد نزل القرءان مكتوبا بدلالة قوله تعالى: {رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفاً مُّطَهَّرَةً }البينة2….
فما هي تلك الصحف المطهرة…ومن كتبها….أم أنها كانت مدونة بصحف بعد كتابتها من الصحابة….فهل ذلك يمنح كلمة [ذلك الكتاب وهذا الكتاب] صفة بعد كتابته بواسطة الصحابة أم أنه مكتوب قبل أن يكتبوه؟….أليست كصحف إبراهيم وموسى؟.


5. وكيف يتصورون بأن نزوله مكتوبا من السماء تعني ضرورة تسليم المكتوب للنبي………لماذا لا يتفهمون نزوله مكتوبا بينما يقرأه النبي من ذلك المكتوب…لذلك فالله تعالى يقول {رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفاً مُّطَهَّرَةً } فمن الذي طهرها؟… ومتى تم تطهيرها؟… وهل لاحظت بأنها مطهرة في ذاتها وهي ليست صحفا متطهرة؟.
فهناك فرق بين كونها مطهرة في ذاتها أو أنه وردت عليها الطهارة بعد ذلك؟….
6. ومن بين ما دل عليه القرءان في طريقة الوحي للرسل وأنه يكون مكتوبا قوله تعالى:
• {…..وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً }النساء163.
• {وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى }طه133.
• {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً }الفرقان 5.
• {وَالطُّورِ{1} وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ{2} فِي رَقٍّ مَّنشُورٍ{3}…….الطور.
• { بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُؤْتَى صُحُفاً مُّنَشَّرَةً{52}….المدثر.
• { كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ{11} فَمَن شَاء ذَكَرَهُ{12} فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ{13} مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ{14} بِأَيْدِي سَفَرَةٍ{15} كِرَامٍ بَرَرَةٍ{16}……عبس.
• { إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى{18} صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى{19}….الأعلى.
• { رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفاً مُّطَهَّرَةً{2} فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ{3}….البينة.
فهل يكون لأنبياء الله إبراهيم وموسى صحفا لا تكون لمحمد؟؟؟!!!…وهل يأت الله بالزبور للقمان ولا يأت لمحمد بالقرءان مكتوبا؟..
7. ويقول تعالى:{وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }البقرة23
فبالله عليكم هل تتصورون بأن الكافرين كانوا يحفظون القرءان،ثم يعمدون إلى أنفسهم ليصنعوا كلاما أفضل من ذلك القرءان الذي حفظوه؟؟، وكيف ستكون المناظرة، أتكون بين مكتوبين أم بين متناطحين يتشافهان، وكيف سيعمل الشهداء [وادعوا شهداءكم]ـ هل سيحكمون بين القولين الشفويين، أم بين مكتوبين.
8ـ ومن قال للنبي شكب ورسم احرف لكلمات القرءانية والتي تختلف اختلافا جذريا عن طريقتنا في اللغة العربية.
ولماذا ذكر القرءان نبي الله [إبراهيم] بسورة البقرة بدون حرف الياء؟.
• ويا ترى ما سبب كتابته كلمة [ضعفاء] هكذا ثم يكتبها [ضعفؤا] مرات أخرى؟….واخلافات كثيرة…
• وما سبب كتابة [ أينما ] هكذا بالقرءان ويكتبها القرءان أيضا [أين ما].
• وما سبب كتابة [رأى ] بهذا الشكل بالقرءان ثم تكتب أيضا [رءا]….ومئات الاختلافات الأخرى….علما بأن لكل كلمة رسم ومعنى يدلل عليه ذلك الرسم وليس الأمر اعتباطا ولا هو خط عثماني كما يقول الجهلاء والدهماء.
فهل نقوم بتكذيب صريح نص القرءان ونقول بأنه لم ينزل عليه كتاب.
أو بأننا لا نفهم معنى [أنزلنا إليك الكتاب]،
أو نقول بأننا لا نفهم معنى كلمة [ اقرأ].
أو نقول بأننا لا نفهم معنى تعبير [ذلك الكتاب]…فأين اسم الإشارة هنا وعلام تشير أدوات الإشارة [هذا وذلك]…أم أن قواعد اللغة العربية تتوقف حين تتعارض مع مدونات التراث.
ولست أدري لماذا يتصور البعض أنه طالما نزل القرءان مكتوبا من السماء فيكون بالضرورة عدم نسخه مرات أخرى.
وبالسنة النبوية: قول رسول الله تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله….
• فهل لم يترك الرسول شيئا مكتوبا وكان يدلس عليهم…
• كيف يقول بأنه ترك كتاب الله بينما هو لم يترك كتابا؟…
• وكيف يقول الله [كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ] بينما هو لم ينزل كتابا؟.
• وكيف يقول الله: [وهذا كتابنا…] بينما ليس هناك كتاب موجود من الأصل كما يحاولون أن يحشروا ذلك بأدمغتنا؟.
أنقوم بتكذيب القرءان وتصديق الحكايات والروايات…….
فالله يقول [إن علينا جمعه وقرءانه] بينما تقول الروايات بأن أبا بكر هو من جمع القرءان….
وتزعم روايات أخرى بأن عثمان بن عفان هو من جمع القرءان وكتبه بكتاب….
فهل نقوم بتكذيب الله لنصدق رواياتكم؟….أم تراكم ستقولون بأن ذلك الأمر يحوي أسرارا لا يفهمها إلا المتخصصين؟.
صدقوني أنا مندهش من عقول أمة تتناقل الهراء وتترك كلمات رب الأرض والسماء.
هيا قوموا بتكذيب دلالات القرءان والسُنّة لأجل تلك القصص التي أدمنتموها.
كلها أمور يجب أن تكون في الحسبان قبل أن نسير خلف الراعي كالقطعان لنقول بأنه نزل شفويا…ومرة نقول بأن النبي كتبه….ومرة نقول بأن كتبة الوحي كتبوه….ومرة نقول بأن أبا بكر هو الذي كتبه….ومرة نقول بأن عثمان بن عقان هو من كتبه…
ومن وجه آخر من وجوه شرح أكر كون القرءان نزل مكتوبا نعم نزل القرءان مكتوبا على قلب رسول الله..وأمره الله بعدم الإفصاح عن أي آية إلا بعد نزول الوحي بها….فأما عن أنه نزل مكتزبا على قلبه فذلك من قوله تعالى:
• {قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ }البقرة97.
• {191} وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ{192} نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ{193} عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ{194} بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ{195}….الشعراء.
وأما عن أن الله أمره بعدم الإفصاح عنه إلا بعد نزول الوحي به…فذلك من قوله تعالى:
• {15} لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ{16} إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ{17} فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ{18}…القيامة.
• {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً }طه.114
فكان مكتوبا وكان الرسول يصحح لكتبة الوحي طريقة الكتابة القرءانية المدونة على قلبه ليكتبوا وفق الرسم القرءاني.
هذا فضلا عن أن تعبيرات مثل [إن هذا القرءان]….[ذلك الكتاب] …[هذا كتابنا] التي ذكرتها لكم بعاليه….كل ذلك يا عزيزي يعني وجود مكتوبات قرءانية أنزلها رب السماء
أطروحة أطرحها لمن يريدون للعقل عملا …وبهذا تكون موروثاتنا عن كتابة القرءان وجمعة بواسطة الصديق ابو بكر أو الخليفة عثمان..إنما هي صورة من صور تكرار عدد النسخ المكتوبة…وليست كتابة من صدور الرجال كما يصوّرون لنا…فصدور الرجال لا يمكنها الاحتفاظ برسم القرءان الذي يخالف الرسم العربي المتداول….فهيا دعونا نفكر ولا تقوموا بتحريم التفكير لأجل موروثاتكم الضالة.
مستشار/أحمد عبده ماهر
محام بالنقض وباحث إسلامي

This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

2 Responses to القرءان نزل مكتوبا من السماء ولم ينزل شفويا

  1. AT&T CHIEF says:

    يا مستشار فيما ليس به تستشار. الم يكن من الافضل والاوضح والادعى للايمان وابعاد الشبهات ومليء قلب الكفار غيظا وقيظا ان الي جوال نبيك ،وكفانا خزعبلات وترهات وشطحات ،لاخر امه عقلا وقلبا في درب التبانهSMS يرسل ربك اياته بطريق ال

  2. صباح ابراهيم says:

    مع احترامي الكبير لفكرك الراقي اتسائل لماذا لم يقدم محمد الكتاب الذي استلمه مكتوبا لصحابته ؟ اين ذلك الكتاب ولماذا لم يذكر اي بشر انه راى بيد محمد كتابا منزلا حتى اقرب زوجاته لم يشهدن بوجود كتاب مكتوب ؟
    يا ترى على اي شئ كان ذلك الكتاب مكتوب ؟ على ورق او جلد غزال ام حجارة ام عظام ؟
    هل تنورنا يا استاذ ؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.