منذ اسبوعين تعرضت لوعكة صحية عادية جدا
خضعت خلالها للعلاج بالمضادات الحيوية…
بعد عدّة ايام من العلاج أقنعتني الطبيبة المختصة أن أغيّر نوع المضاد وأتناول مضاد آخر واسع الطيف، بمعنى أنه أقوى فعالية…
وافقت…
من حسن حظي كانت أختي تزورني وتعتني بالبيت خلال تلك الفترة..
تناولت الحبة الأولى، ولم يمض سوى دقائق، حتى شعرت بأنني بدأت أفقد الوعي…
كانت درجة تحسس جسمي من الدواء الجديد عالية إلى حد يدعى باللغة الطبية
anaphylactic shock
وهي حالة إن لم تعالج بسرعة البرق تعتبر قاتلة…
اتصلت اختي بالنجدة وخلال دقائق كنت في سيارة الإسعاف موصولة بعشرات الأنابيب والآلات!
مرّت القضية على خير…
……..
وعكة بسيطة كادت تودي بحياتي…
تلك هي الحياة هشة وقصيرة ورحلة لا أحد يعرف في أية محطة ترميه….
ويبقى السؤال: لماذا تلك الأحقاد؟؟
جميع علاقاتنا يجب أن تكون محكومة بأخلاقيات تنبثق من تلك الحقيقة، أي أن الحياة هشة وقصيرة!
فلماذا ننكّد على غيرنا، وبالتالي ننكّد على أنفسنا؟
….
لا شك أن هناك اناس ترفضهم ملابسهم من شدة غلاظتهم، ولكنك لست مجبرا ان تتعامل معهم…
عندما يُفرض عليك أشخاص لا تريدهم تستطيع أن تتعامل معهم بأقل الخسائر كي تحمي نفسك من غيظها وآلامها….
لكن، تحت أي ظرف إياك أن تُسقط إنسانا تختلف معه دون مستوى انسانيته مهما كان تصرفه قبيحا، ليس فقط من باب احترام انسانيته، وإنما من باب احترام نفسك لإنسانيتها….
….
سأبوح لكم بسرّ قد لا يتفق معي الكثيرون عليه…
(لا يؤلمني يوما مقتل إنسان بقدر ما يؤلمني أن يُهان إنسان أمام ناظري)
نعم، رغم أنني أعتبر الحياة قيمة مقدسة، ولا يعلوها أي شيء آخر في قداسته…
لكنني أعتبر القتل روحانيا أبشع بكثير من القتل جسديا…
عندما تقتل الجسد، يتوقف الإحساس بالإهانة، وقد تنتقل الروح إلى عالم آخر وأفضل، من يدري؟؟؟
أما عندما تهين إنسان ـ وخصوصا ـ من منطلق قوتك وضعفه فأنت ترتكب أبشع أنواع القتل…
قال شكسبير: من الجميل أن تمتلك قوة الأسد، لكن من القبيح أن تستخدم تلك القوة كما يستخدمها الأسد!
……
تذكر: لا يوجد إنسان على سطح الأرض مجرد من الأحاسيس والمشاعر…
مهما هبط به واقعه ومهما ارتفع بك واقعك، فكلاكما يملك نفس المشاعر والاحاسيس..
لقد راقبت أشرطة كثيرة لداعش تمارس فيها أبشع أنواع القتل…
وراقبت شريطا لرجل سعودي يضرب خادمه الهندي ضربا مبرحا….
آلمنى موقف الرجل السعودي من خادمه وحفر جرحا في قلبي أعمق بكثير من جرائم داعش!
……
تجربة المضاد الحيوي التي مررت بها والتي أوشكت أن تودي بحياتي عززت قناعتي من أن حياتنا على سطح الأرض ليست سوى
رحلة قصيرة جدا، نقطعها من العدم إلى الأبدية…
وسعيد جدا جدا ذلك الإنسان الذي يترك وراءه أثرا طيبا!
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهرانبقلم مفكر حر
- #خامنئي يتخبط في مستنقع الهزيمة الفاضحة في #سوريابقلم مفكر حر
- العد التنازلي والمصير المتوقع لنظام الكهنة في #إيران؛ رأس الأفعى في إيران؟بقلم مفكر حر
- #ملالي_طهران وحُلم إمبراطورية #ولاية_الفقيه في المنطقة؟بقلم مفكر حر
- بصيص ضوء على كتاب موجز تاريخ الأدب الآشوري الحديثبقلم آدم دانيال هومه
- آشور بانيبال يوقد جذوة الشمسبقلم آدم دانيال هومه
- المرأة العراقية لا يختزل دورها بثلة من الفاشينيستاتبقلم مفكر حر
- أفكار شاردة من هنا هناك/60بقلم مفكر حر
- اصل الحياةبقلم صباح ابراهيم
- سوء الظّن و كارثة الحكم على المظاهر…بقلم مفكر حر
- مشاعل الطهارة والخلاصبقلم آدم دانيال هومه
- كلمة #السفير_البابوي خلال اللقاء الذي جمع #رؤوساء_الطوائف_المسيحية مع #المبعوث_الأممي.بقلم مفكر حر
- #تركيا تُسقِط #الأسد؛ وتقطع أذرع #الملالي في #سوريا و #لبنان…!!! وماذا بعدك يا سوريا؟بقلم مفكر حر
- نشاط #الموساد_الإسرائيلي في #إيرانبقلم صباح ابراهيم
- #الثورة_السورية وضرورات المرحلةبقلم مفكر حر
- هل تعديل قانون الأحوال الشخصية يعالج المشاكل الاجتماعية أم يعقدها.. وأين القيم الأخلاق من هذه التعديلات ………..؟بقلم مفكر حر
- تلغراف: تأثير #الدومينو علی #ملالي_إيران وتحولات السياسة الغربيةبقلم حسن محمودي
- الميلاد آتٍبقلم مفكر حر
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلاميةبقلم صباح ابراهيم
- ستبقى سراًبقلم عصمت شاهين دو سكي
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهران
أحدث التعليقات
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر