إبتسامة الأجداد في وجوه أحفادهم تشبه الشمس المشرقه , وضحكات الأطفال تشبه الموسيقى بالنسبة لأبويهم , الكلمات الطيبه من الزوجه هي نسيم عليل عند الزوج , وسواعد الأب هي ملجأ حامي لكل الأسره
أهم ما في العلاقات الإنسانيه داخل الأسره , ليس في أن نأكل ونشرب معاً , ولا أن نسافر أو نلعب معاً , ولكن في أن يفهم أفراد الأسره بعضهم البعض , وأن يثقون واحدهم بالأخر , وأن يقبلون بعضهم البعض , عند ذاك فقط تعتبر العلاقة فيما بينهم ذات قيمه
بعض الآباء والأمهات أميون لا يعرفون القراءة والكتابه ومع ذلك يحملون أملاً كبيراً في أبنائهم لذا يدفعون بسخاء من أجل تعليمهم ودفعهم للحصول على أعلى الشهادات مهما كانت تضحيات الوالدين لأنهم يعلمون أنهم بذلك يؤمنون مستقبلاً مشرقاً لأبنائهم
يقتر الوالدان على نفسيهما كثيراً ولا يوفران لنفسيهما بعض المتطلبات لأجل ملء مطبخ البيت بالطعام من أجل أطفالهم , اذا كان هناك فهم متبادل بينهم وبين أبنائهم فإن هذه التضحيه ستكون حافزاً للأبناء لجعلهم شاكرين متحمسين للدراسة والعمل بجد وإخلاص
الزوجان اللذان يفهمان ويعتنيان ببعضهما هما بالتأكيد محبان لبعضهما . الفهم المتبادل بين الوالدين والأبناء يحقق أسراً سعيدة متكاتفه . الفهم المتبادل بين العامل ورب العمل يحقق أعلى نسبة إنتاج
هناك روابط متينه في علاقة الصداقه اذا كان بين الصديقين فهم مشترك , الفهم المتبادل يحقق النور والدفء في حياة المرء . اذا لم يتحقق الفهم المتبادل بيننا وبين الغير فأفراد الأسره سيصبحون أعداء لبعضهم , ورفاق العمل سيتحولون الى منافسين وأنداد ولهذا كان التفاهم المتبادل ضرورياً في كل العلاقات الإنسانيه
الفهم المتبادل له دور كبير في بناء جسور الثقافة والتفاهم والتعاون ، وعامل أساسي في يقظة الأفراد والشعوب ، وفي توجيه الخطاب المعاصر الذي يجب أن يرقى إلى أعلى المستويات بعيدًا عن التشدد والمغالاة والإستعلاء على الآخر مع مراعاة موازنة الخطاب وفهم مقاصده وأولوياته
لكي نصبح فاهمين للغير علينا تقدير الآخرين كل حسب موقعه وحالته , يحكى عن أحد الصالحين أنه كان في مجلس فجاءه رجل وسأله : هل للقاتل توبه ؟ أجابه لا . بعد قليل جاءه رجل آخر وسأله نفس السؤال فاجابه : نعم للقاتل توبه . عندها إلتفتت إليه الناس وسألته : وكيف هذا يا شيخنا ؟ فقال : الأول كان يريد أن يقتل شخصاً ولكي أمنعه قلت له أن لا توبة لقاتل , بينما الثاني كان قد قتل بالفعل ولم أرِد له أن ييأس من رحمة الله
د. ميسون البياتي